الصفحة الأولى > التقارير والتحليلات

((أهم الموضوعات الدولية)) خبراء صينيون: ضرورة تكاتف الأقطار العربية لدرء خطر تحول اليمن إلى "سوريا ثانية"

16:50:41 28-03-2015 | Arabic. News. Cn

بقلم ندى تشن

بكين 28 مارس 2015 (شينخوا) وسط أوضاع متدهورة في اليمن وتنفيذ تحالف إقليمي من عشر دول بقيادة السعودية لعملية "عاصفة الحزم" التي تتضمن في الأساس غارات جوية ضد جماعة الحوثي الشيعية باليمن بعد مطالبة السلطات اليمنية بتدخل عسكري عربي، وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى مصر اليوم (السبت) لحضور قمة عربية توصف بأنها بالغة الأهمية وتأتي في وقتها تماما، إذ تواجه الأقطار العربية الآن تحديات أمنية جمة تأتي على رأسها الأزمة اليمنية.

وبدورهم يقول الخبراء الصينيون أن الوضع الحالي في اليمن يكشف عن عملية تغير في نفوذ القوى السياسية هناك مع عدم إغفال جانب العوامل الطائفية في هذا الصدد، ويرون ضرورة تكاتف الأقطار العربية في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ المنطقة لدرء خطر تحول اليمن إلى تربة خصبة للنشاط الإرهابي نظرا لحالة الفوضى والفراغ السياسي التي تعيشها البلاد.

-- تأثير إقليمي وتغير في نفوذ القوي السياسية

ووسط مواصلة التحالف الإقليمي لغاراته الجوية على مواقع عسكرية للحوثيين، تبرز أيضا العوامل الطائفية بوضوح في هذه الأزمة التي تتزايد المخاوف من أن تحول اليمن إلى بؤرة صراع جديدة بالمنطقة وتؤثر على أمن واستقرار دول الجوار في هذه البقعة الهامة من العالم.

ويرى لي شاو شيان، نائب رئيس المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، أن السعودية ومصر توليان اهتماما كبيرا باستقرار اليمن نظرا للأهمية الجيوسياسية لهذا البلد العربي وكونه مطل على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، لافتا أيضا إلى أن التعاون العسكري بين السعودية ومصر جاء لمواجهة أي تهديدات قد يتعرض لها هذا المضيق، الذي يشكل أمنا قوميا للبلدين، من قبل جماعة الحوثي.

ومن جانبه، أشار الأستاذ وو بينغ بينغ رئيس مؤسسة بحوث الحضارة الإسلامية بجامعة بكين إلى أن جذور الأزمة تكمن في تقلب القدرة على السيطرة لدى مختلف القوى السياسية الداخلية باليمن.

وشرح وو قائلا إن الصراع الدائر في اليمن حاليا يأتي على خلفية عملية تغير في نفوذ القوى السياسية التي بدأت منذ الثورة اليمنية عام 2011 ولم تنته حتى الآن، معربا عن اعتقاده بأن التعامل مع الأزمة في اليمن من ناحية الخلافات الطائفية فحسب يعد في حد ذاته أسلوب غير دقيق.

وأضاف أن عدم وجود طرف قوي قادر على السيطرة على الوضع بشكل كامل بعد الثورة اليمنية، وبقاء نفوذ الرئيس السابق علي عبد الله صالح في الحزب والجيش، وتحالف الحوثيين مع الموالين لصالح أمور تؤشر جميعا على أن منبع الأزمة بعيد عن مجرد كونها خلافات طائفية، وعلى هذا الأساس، يكون الحل سياسيا وليس طائفيا.

وأعرب وو عن اعتقاده بأن عودة الاستقرار إلى اليمن ستستغرق وقتا ولن تتحقق بين ليلة وضحايا، مؤكدا أن حالة الفوضى التي تعترى البلاد لن تنته إلا بإعادة التنسيق السياسي بين القوى داخل اليمن.

-- التكاتف ضروري لدرء خطر الإرهاب

وفي ضوء تداعيات الأزمة اليمنية، حذر الخبير الصيني وو بينغ بينغ من إحتمالية توسع نشاط الإرهابيين والمتطرفين في اليمن مستغلين الفراغ السياسي وحالة المواجهة بين شمال اليمن وجنوبه والاشتباكات الناجمة عن تلك المواجهة.

واتفق معه الخبراء الصينيون المتخصصون في الشؤون الشرق أوسطية حيث قالوا إن أوضاع مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة باتت شديدة التعقيد، فمنذ الحرب على الإرهاب الذي أطلقها الغرب عقب أحداث11 سبتمبر لم تهدأ الأعمال الإرهابية بل أخذت منحى تصاعدي وصار من الضرورة بمكان تكاتف الأقطار العربية لمكافحة هذا الخطر بعدما تكشف الفشل الغربي والأمريكي في العراق وسوريا.

ويتوقع الخبراء أن تخرج القمة العربية بمدينة شرم الشيخ المصرية يومي السبت والأحد بقرارات هامة وحاسمة بشأن الأزمة اليمنية.

وأوضح وو أن الاضطرابات المتربطة بالنزاعات السياسية في اليمن قد تسهم في تفاقم الإرهاب وتنشئة تربة خصبة ومناخ ملائم لتزايد نفوذ الجماعات المتطرفة، ومن هنا تأتي ضرورة مجابهة هذا الخطر وتجفيف منابعه حتى لا يؤثر على أمن واستقرار شعوب المنطقة.

واتفق الخبراء على أن الضرورة تكمن في إتمام ترتيب البيت الداخلي لليمن وتحقيق التوازن بين الأطراف السياسية هناك، داعين القوى السياسية داخل المنطقة وخارجها إلى التعامل مع الأزمة بعقل هادئ وإدراك بأن المشاورات والمفاوضات السياسية بعد إعادة الاستقرار نسبيا في اليمن هي أفضل خيار لحل الأزمة وتفادي تحول هذا البلد الذي كان يوصف يوما ما باليمن السعيد إلى "سوريا ثانية".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101431341056961