تكريت 31 مارس 2015 (شينخوا) أعلنت الحكومة العراقية اليوم (الثلاثاء) تحرير مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين وسط العراق بالكامل من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية المسمى (داعش)، وذلك بعد شهر من بدء عملية عسكرية لاستعادتها.
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي ، في بيان ، "أزف اليكم لكم بشرى وصول قواتنا البطلة الى وسط مدينة تكريت ورفع العلم العراقي فوق مبني المحافظة".
وأضاف العبادي ، وهو القائد العام للقوات المسلحة ، أن القوات تقوم بـ"تطهير باقي المناطق بسبب تفخيخ داعش المنزل والطرق".
وأشار الى ان الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي قام بتوجيه ضربات مؤثرة على أوكار داعش.
وبين العبادي ان "العراقيين قاموا بتحرير هذه المناطق بسواعدهم ودمائهم" ، مشيدا بـ "التلاحم الكبير بين المواطنين والقوات المرابطة في ارض المعركة".
من جهتها ، أصدرت وزارة الدفاع العراقية بيانا جاء فيه " تمكنت قواتنا المسلحة بمختلف تشكيلاتها مدعومة بعناصر الحشد الشعبي وأبناء العشائر من تحرير مدينة تكريت بعد قتل الإرهابيين الذين حاولوا الفرار أمام تقدم القطعات العسكرية".
وأكدت الوزارة في بيانها استمرار العمليات العسكرية لحين تحرير كافة الأراضي التي سيطر عليها عناصر تنظيم (داعش) ، مضيفة أن "هذا النصر ما هو إلا نقطة جديدة لانطلاق عملية تحرير محافظة نينوى وما تبقى من محافظة الانبار".
ويأتي الإعلان عن تحرير تكريت بعد شهر من إطلاق عملية عسكرية عراقية واسعة لاستعادة السيطرة على المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر عليها منذ يونيو الماضي.
وكان العبادي قد استبق هذا الإعلان ببيان أصدره في وقت سابق اليوم، وقال فيه "إن قواتنا الأمنية وصلت إلى مركز مدينة تكريت، وحررت الجانبين الجنوبي والغربي وتتحرك للسيطرة على كامل المدينة".
وتابع "أن عملية تحرير تكريت تتم بجهود مشتركة من قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء عشائر وأهالي مدينة تكريت وبغطاء وقصف مركز من القوة الجوية العراقية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي لعصابات داعش".
وتعهد العبادي في بيانه بـ"تكرار تجربة تكريت"، قائلا "إن تجربة تكريت الناجحة ستتكرر في بقية المناطق لما حققته من نتائج ميدانية، وعلى الصعيد الإنساني وحماية المدنيين إلى أقصى حد، إلى جانب قلة الخسائر في قواتنا الأمنية".
وكانت القوات العراقية قد واصلت اليوم تقدمها الحذر داخل تكريت وسيطرت على القصور الرئاسية بالمدينة ومقار حكومية جديدة.
ومساء الإثنين سيطرت القوات العراقية على مبنى محافظة صلاح الدين، ومبنى المديرية العامة للتربية ومديرية الدفاع المدني، ومستشفى تكريت العام، ورفعت العلم العراقي فوقها جميعا بعدما طردت مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية منها.
وكانت القوات العراقية قد بدأت معركة تكريت في الثاني من مارس الجاري لتطهيرها مع الأجزاء الشمالية من محافظة صلاح الدين من مسلحي داعش.
واعتبر خبراء عسكريون عراقيون أن معركة تحرير تكريت تعد مفصلا بالغ الأهمية في المواجهة بين قوات الأمن وتنظيم (داعش) الذي سيطر على عدد من المحافظات العراقية في العاشر من يونيو الماضي.
وتوقع الخبراء ان تكون لمعركة تحرير تكريت آثار ايجابية على مجمل تحركات القوات العراقية لتطهير محافظات الانبار ونينوى وكركوك.
وفي المقابل،رأى الخبراء ان تنظيم داعش بات يعاني الآن انهيارا معنويا كبيرا وخسائر جسيمة ما سيعجل من إنهاء سيطرته على المناطق كافة.
وسيطر تنظيم داعش في العاشر من يونيو الماضي على اجزاء كبيرة من محافظة نينوى ثاني اكبر محافظات العراق أعقبه بيومين السيطرة على عدد من مدن محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى والانبار ما أدى إلى انهيار شبه كامل في القوة العسكرية العراقية.
وقال الخبير العسكري العميد الركن عبد الله خلف إن هزيمة داعش في تكريت ستقود لهزائم أسرع للتنظيم في المناطق الأخرى في محيط بيجي والحويجة والشرقاط والقيارة وصولا الى الموصل التي أكد انها لن تكون كما يشاع بعبعا يلتهم القوات.
وتوقع خلف تحرير الموصل بوقت قياسي فيما لو توفرت ظروف المعركة من حيث الاعداد والتدريب والتجهيز والتسليح والقيادة والسيطرة.
ولفت خلف إلى إن داعش سيفتقد في المعارك المقبلة لعنصر "الحاضنة الشعبية" التي خسرها منذ الأشهر الأولى لسيطرته على تلك المناطق بسبب ممارسات التنظيم البعيدة كل البعد عن أدنى قيم الإنسانية ناهيك عن قيم الإسلام الحنيف.
إلى ذلك ، قال الرائد الطيار سالم حسين إن القوة الجوية وطيران الجيش بإسناد طيران التحالف تمكنت من تدمير معظم آليات وأوكار تنظيم داعش في تكريت وسيكون له دور كبير في معركة تحرير الموصل وبقية المدن الاخرى.
وتوقع حسين أن يتم التركيز بطريقة اكبر وأسرع على الأهداف الجديدة لان الرقعة القتالية للقوات النظامية الحكومية ستكون اقل من السابق وان عدد الجبهات التي تقاتل بها سيكون قليلا وبالإمكان التهيئة لفتح جبهات جديدة في أي منطقة تقرر القيادة السياسية والعسكرية استعادتها.
ويتلقى العراق دعما عسكريا و لوجستيا ومعلوماتيا من عدد من دول العالم التي شكلت تحالفا تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ينفذ يوميا عددا من المهام القتالية الجوية لضرب وتدمير أوكار داعش ومهاجمة حركته وخصوصا الآليات المدرعة التي سيطر عليها من اسلحة الجيش العراقي.
من جهته ، قال اللواء عبدالله الجبوري إن معركة تكريت كانت ممتازة من حيث التخطيط والإعداد والتنفيذ حيث راعت مختلف جوانب العقيدة العسكرية للجيش العراقي ووضعت في الاعتبار تطورات الحرب الحديثة وحرب المدن.
بدوره ، شدد العقيد الركن المتقاعد خليل محمود على نجاح استخدام الصنوف القتالية في المعركة من حيث الإسناد المدفعي والجوي وتقدم الدروع والمشاة والتعامل مع القناصة.
