القاهرة 3 أبريل 2015 (شينخوا) أشاد خبراء اقتصاديون اليوم (الجمعة)، بقرار مصر الاشتراك في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، مؤكدين أن القاهرة ستحقق من خلال عضوية البنك ليس فقط مزايا اقتصادية بل سياسية وأمنية أيضا.
وأعلنت مصر قبل أيام أنها تقدمت بطلب للاشتراك في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ومقره بكين، وهو الأمر الذي قوبل بترحاب من قبل الصين.
وذكرت وزارة المالية الصينية فى بيان رسمى، إن مصر ستصبح من الأعضاء المؤسسين للبنك فى 14 أبريل الجاري، فى حالة موافقة الأعضاء الآخرين.
ويبلغ إجمالي طلبات الدول التى تنتظر الموافقة عليها للاشتراك في عضوية البنك حوالي 13 طلبا.
وتعد الصين من الأعضاء المؤسسين للبنك، الذى أعلن أن رأسماله المبدئى سيبلغ 50 مليار دولار أمريكى، وسيكون هيئة مالية دولية تقدم الدعم لمشاريع البنية التحتية, ومن المتوقع أن يتم تأسيسه قبل نهاية العام الجاري.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور حمدي عبدالعظيم أن جدوى انضمام مصر للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية تتمثل في أن البنك سيقدم تمويلا طويل الأجل بفائدة بسيطة، في إطار التكامل بين الأعضاء في البنك، وهو الأمر الذي ستستفيد منه مصر لتمويل مشروعات البنية التحتية لديها.
وأضاف عبدالعظيم، وهو أستاذ اقتصاد بأكاديمية السادات، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن حاجة مصر للاستثمار في مشروعات البنية التحتية كالطرق والكباري والمياه والكهرباء وغيرها تتزايد، وبالتالي فإن عضويتها في البنك الآسيوي سيفيدها كثيرا لأنه يمكنها من الحصول على تمويل بشروط ميسرة لإقامة هذه المشروعات.
وتوقع عبدالعظيم أن يتم الموافقة على طلب مصر الحصول على مرتبة عضو مؤسس بالبنك، مشيرا إلى أن هذا الأمر يتيح لها " سلطة في اتخاذ القرار ( مع بقية الأعضاء المؤسسين)، ووزن أكبر من الأعضاء حديثي الانضمام لأنه سيكون لها ميزة سابق خبرة في التعامل مع البنك".
وتابع أن ذلك سيجعل مصر أيضا تساهم في وضع النظام الأساسي للبنك وبرامج العمل وآلياتها.
واستبعد أن يكون البنك الآسيوي منافسا للبنك الدولي، لاسيما أن الدول الأعضاء في الأول تشارك أيضا في عضوية الثاني، وبالتالي لا تعارض بين العضويتين.
وختم أن العلاقة بين البنكين ستكون في إطار التكامل، لاسيما أن البنك الآسيوي سيكون تنمويا يستهدف تمويل مشروعات البنية التحتية.
وشاطره الرأي الدكتور ياسر جاد الله أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان، بقوله إن عضوية مصر في البنك الآسيوي له مزايا اقتصادية وسياسية وأمنية.
وأوضح جاد الله، وهو أيضا مدير مركز الدراسات الصينية بجامعة حلوان، أن المزايا الاقتصادية للاشتراك في عضوية البنك الآسيوي تتمثل في قدرة مصر على الحصول على قروض وتسهيلات لاستكمال بنيتها التحتية.
وأضاف أن المزايا السياسية تتمثل في أن الحصول على عضوية البنك الآسيوي يزيد من قدرة مصر التفاوضية مع الدول لاسيما أمريكا وأوروبا.
وتابع أن الصين تقترب من أن تصبح دولة عظمى، وستقود الاقتصاد العالمي خلال سنوات، خاصة أنها أصبحت مصنع العالم، وبالتالي فالانضمام في بنك تقوده الصين يزيد من قدرة الدول الأعضاء التفاوضية مع الدول الآخرى.
وتابع أن دعم البنية التحتية يشجع الاستثمارات الخارجية في مصر، التي من شأنها تحقيق الاستقرار ويحافظ على الأمن القومي في البلاد.
وأشار إلى أنه إذا أصبحت مصر عضوا مؤسسا في البنك الآسيوي فإنها ستحصل على امتيازات أعلى من العضو العادي، لأنها ستكون عضوا في مجلس إدارة البنك وسيكون لها صوت قوى ومؤثر في قرارات البنك.