القاهرة 23 أبريل 2015 (شينخوا) بحث الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي واليوناني بروكوبيس بافلوبوليس خلال اجتماعهما بالقاهرة اليوم (الخميس) سبل تدعيم العلاقات الثنائية والأوضاع في إقليم المتوسط والمنطقة العربية.
وتعد زيارة الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبوليس لمصر هي الأولى له، منذ انتخابه رئيسا لليونان منذ شهر واحد.
وأعرب السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات الثنائية، عن تقديره لأن الزيارة لمصر هي الأولي للرئيس اليوناني منذ توليه السلطة بعد زيارة قبرص، مما يعكس مكانة العلاقات المصرية اليونانية من جانب، والمصرية اليونانية القبرصية من جانب أخر وهي علاقات تعد مثالا يحتذي به علي المستوي الإقليمي.
وقال السيسي "استعرضنا مختلف الملفات الثنائية بين البلدين، وأكدنا على العمل بكل جدية علي تنميتها وتعزيزها، لاسيما فيما يخص الجوانب الاقتصادية والتجارية، موضحا أنه خلال العام الماضي تحسن التبادل التجاري ليصل إلي 1.6 مليار دولار وهو زيادة بمقدار الثلث رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلدين".
وأضاف "نسعي لمزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال اللجنة المشتركة التي عقدت دورتها نهاية العام الماضي حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والرياضية والمعارض".
وأوضح أن المباحثات تناولت أيضا مكافحة الإرهاب والحاجة إلي العمل معا طبقا لاستراتيجية شاملة ليس فقط من المنظور الأمني وإنما الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والديني أيضا.
وأكد السيسي أن من أكبر التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار في المنطقة هو التطرف والإرهاب، ومن المهم أن تكون هناك جهود دولية مشتركة.
وأشار إلى انه تم مناقشة ايضا موضوع الهجرة غير الشرعية، لافتا إلي أن مصر تستضيف على أرضها 5 ملايين لاجئ تعاملهم كمواطنين مصريين.
وبالنسبة للتطورات فى ليبيا، قال السيسي "ناقشنا التطورات في ليبيا وأهمية دعم المجتمع الدولي للحكومة والبرلمان المنتخب والحكومة الشرعية، وأهمية الوضع في الاعتبار أن الوقت عنصر حاسم لابد من آخذه في الحسبان".
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال الرئيس المصري "أكدنا على أهمية وجود أفق لحل الأزمة مع الحفاظ علي الدولة السورية والتعامل مع الجماعات الإرهابية الموجودة علي الأراضي السورية، وكان هناك تفاهم مشترك إزاء الملفات التي تم بحثها مما يعكس التفاهم والتقارب بين البلدين".
من جانبه، قال الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبوليس إن "القادة الكبار يظهرون دائما خلال الأزمات، وهذا ما يجب أن نفعله، فنحن نعتقد أن مواجهة مشكلات في الشرق الأوسط وشرق المتوسط متوقفة علي الدور الرائد الذي تلعبه مصر في العالمين العربي والإسلامي، ونحن سعداء لأن هذا الدور يزدهر ويتزايد حاليا ، وأتوقع أنه سيكبر أكثر في المستقبل".
وأضاف "علينا أن نتعاون من أجل مواجهة الإرهاب الكبير علي مستويين، علي مستوي المحافل الدولية من خلال تطبيق القانون الدولي الذي يعطينا وسائل وفرص للتوصل إلي حل علي شرط أن يعرف المجتمع الدولي أن هذه القوانين يجب تطبيقها وأن يفهم أن الحوار استغرق فترة طويلة وحان الوقت للعمل، كما يجب علينا أيضا التعاون علي مستوي الإتحاد الأوروبي، فاليونان عضو في الاتحاد وينتمي مع مصر لمنطقة البحر المتوسط ونعتبر أن الأمن والسياسية والاستقرار في المنطقة يجب أن يؤدي إلي خلق سياسة موحدة لمواجهة المشكلات والظروف الحساسة التى تمر بها المنطقة ، ليصبح التعاون مع مصر الألية الأساسية لنجاح العملية".
وأشار الرئيس اليونانى إلي أنه منذ عام 2004 بدأ تطبيق سياسية جوار بين الإتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط ، وهو بعد جديد يتضمن 9 دول ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي بما فيها فلسطين ويعمل على الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية والأمن.
وأضاف أنه يجب أن نواجه مشكلة الهجرة غير الشرعية لأن لها جانبين ، انسانيا وأمنيا لا يتعين تجاهلهما .
وقال إن الإتحاد الأوروبي بدأ في 2008 تطبيق سياسة لمنح اللجوء السياسي مع معالجة مواضيع الهجرة وهذه السياسة تدل على أن للاتحاد الأوروبي حدودا ، و نري مجالا كبيرا واسعا لمحاربة الهجرة غير الشرعية .
وأوضح أن اليونان في جنوب الإتحاد الأوروبي ، وهناك دول أخري غير أعضاء في الاتحاد مثل مصر دور لها رائد في منطقة المتوسط خاصة في ظل الظروف الصعبة التي شاهدناها أخيرا، فمن الضرورى أن يقدم الاتحاد الاوروبي الدعم للدول التي تواجه مثل هذه المشاكل في جنوب البحر المتوسط لتمكينها من مواجهة المشكلة.
وقال إن التعاون بيننا خير دليل على العلاقات المتميزة القائمة والتعاون الثلاثي مع قبرص أيضا والذي من شأنه تحديد الحدود المائية للدول الثلاث علي أساس القانون الدولي والقانون الأوروبى.
واشار إلي أن المنطقة الاقتصادية الخالصة لليونان أو قبرص تابعة أيضا للاتحاد الاوروبي ونشكر الطريقة الممتازة التي تواجه به مصر هذا الموضوع علي عكس دول أخري تتسبب في ظهور مشاكل عديدة في هذا الصدد .
وقال إن اليونان تأتي في المرتبة الرابعة بين الدول التي تستثمر في مصر ولها استثمارات ب 4 مليارات يورو من خلال 180 شركة تعمل في مصر.. فاليونانيين سيستمروا في مصر مما يعكس الثقة في التقدم والتنمية في مصر .
وتابع "علينا ان نستمر في التعاون فى مجالا ت العلوم والفكر والأدب ، لأن أساس التعاون هو الثقافة والحضارة قبل كل شئ أخر".
وأشار الرئيس اليوناني إلى ان زيارته لمصر هي ثاني زيارة له للخارج بعد قبرص بالنظر إلي وجود 40 قرنا من التاريخ والحضارة المشتركة والبحر المتوسط لم يفرق أبدا بين مصر واليونان وكانت الدولتان دائما متجاورتين تتعاونان عبر التاريخ والأزمات.
كما أعرب عن شكره للرئيس السيسي لرعايته لليونانيين والأرثوذوكس المقيمين في مصر من قرون عديدة، قائلا مصر دولة صديقة وانتظر زيارتكم لليونان.