موسكو 5 مايو 2015 (شينخوا) تنشغل روسيا حاليا بالاستعدادات لاحتفالا ت 9مايو، حيث يصادف هذا العام الذكرى الـ 70 للانتصار في الحرب العالمية الثانية أو ما تسميها روسيا بالحرب الوطنية العظمى.
وعلى خلفية العلاقات بين موسكو والغرب والتي وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ انتهاء الحرب الباردة بسبب الأزمة الأوكرانية، يعتقد محللون أن ترد روسيا بشكل حاسم على الضغوط المؤقتة من جانب الدول الغربية بسلسلة من الاحتفالات المهيبة في جميع أنحاء البلاد.
استعراض العضلات العسكرية
عادة ما تقام احتفالات على نطاق واسع بمناسبة الذكري الخماسية والعشرية للانتصار في الحرب الوطنية العظمى في روسيا.
وتوجد لدى موسكو، التي تواجه الآن عقوبات اقتصادية وعزلة دبلوماسية وتهديدات عسكرية من جانب الولايات لمتحدة وأوروبا، ما يكفي من الأسباب لإقامة احتفالات من الوزن الثقيل هذا العام.
ومن بين الاحتفالات، سيقام عرض عسكري ضخم في الساحة الحمراء بوسط موسكو يتوقع أن يكون الأكبر في روسيا الحديثة والأكثر إثارة للاهتمام.
وسيشارك وفقا لوزير الدفاع الروسي أكثر من 15 ألف جندي في العرض بزيادة 50 بالمائة عن عرض 2010.
وأكد سيرغي ايفانوف مدير ديوان الرئاسة الروسية أن العرض سيتضمن 194 وحدة من الأسلحة والمعدات العسكرية ستكون من بينها طرازات من الأسلحة والمعدات تعرض لأول مرة مثل الصاروخ الباليستي العابر للقارات يارس، وناقلات الجند المصفحة، ومنصات المدفعية الذكية، والمقاتلات الشهيرة سو30 وسو 35.
ولن يقتصر العرض على الاحتفال العسكري فقط، بل سيعقد حدث دبلوماسي متعدد الأطراف، وستشارك وحدات عسكرية من 10 دول بينها الصين في عرض الساحة الحمراء.
ويتوقع أن يتم تنظيم عروض عسكرية أيضا في27 مدينة روسية أخرى، وفي عواصم بيلاروسيا وقيرغيزستان وأرمينيا. كما ستكون هناك أيضا خمسة عروض لسفن الأسطول الحربي الروسي في قواعد بحرية رئيسية.
كسر الخناق الدبلوماسي
بالنسبة للعالم الغربي، حضور احتفالات عيد النصر الروسية يعني خروجا عن موقفهم المشترك في مواصلة الضغط على روسيا بعد ضمها القرم في مارس 2014 وتورطها المزعوم في الوضع الهش في أوكرانيا.
لذلك، لم يكن مستغربا أن يأخذ الغرب موقفا عاما بمقاطعة مباشرة أو غير مباشرة للعرض.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا أرسلت دعوات لقادة 68 دولة وزعماء الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي والاتحاد الأوربي. وأكد قادة 26 دولة الحضور بما في ذلك الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الكوبي راؤول كاسترو.
وعلى النقيض، لم تتجاوب الدول الغربية بنشاط مع الدعوة: سيمثل الولايات المتحدة في العرض سفيرها في موسكو وستشارك فرنسا بممثل وزاري يوم 9 مايو.
ويتوقع أن تأتي المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى موسكو يوم 10 مايو. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه لن يحضر.
وانتقدت موسكو الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي لعدم تشجيع بعض الدول الأوربية على حضور الاحتفالات. بيد أن المتحدث باسم الكريملين ديمتري بيسكوف قال إن غياب قادة بعض الدول الغربية عن الحدث "لن يفسد الجو الاحتفالي".
التمسك بتاريخ زمن الحرب
وانجرت روسيا إلى حرب كلامية مع الغرب حول دورها في الحرب العالمية الثانية. وتشابكت روسيا وبولندا في يناير عندما قال وزير الخارجية البولندي غريزغروس شيتينا إن " الجبهة الأوكرانية الأولي والأوكرانيون هما من حرروا معسكر اوشفيتز للاعتقال".
ومضى الرئيس البولندي إلى أبعد من ذلك في وقت لاحق بقوله انه يدرس إقامة حفل دولي للاحتفال بذكري انتهاء الحرب العالمية الثانية مع قادة الاتحاد الأوربي في 8 مايو في غدانسك.
وأثارت تصريحاته ردة فعل غاضبة من جانب موسكو. وانتقد بوتين في مناسبات مختلفة محاولات مراجعة تاريخ الحرب العالمية الثانية، محذرا من أن "محاولات إعادة كتابة تاريخ الحرب العالمية الثانية قد يفتح البوابة لإحياء النازية" و"أقدس الأشياء التي شوهت لخدمة أغراض سياسية".
وقال الزعيم الروسي إن هذه المحاولات تهدف إلى تقويض قوة روسيا وسلطتها الأخلاقية وتجريدها من مكانتها كدولة منتصرة.
وحث بوتين لجنة تنظيم احتفالات عيد النصر على الارتقاء للتحدي وتعريف الناس في الداخل والخارج بالحقيقة ومساهمات الشعب السوفيتي في الانتصار على النازية.
وفقد الاتحاد السوفيتي السابق 27 مليون شخص في الحرب الوطنية العظمى، فضلا عن تدمير 1700 مدينة والكثير من المواقع التاريخية والثقافية والآثار تماما.