الصفحة الأولى > التقارير والتحليلات

تحليل أخباري : معركة القلمون بريف دمشق توصل رسالة إلى داعمي مشروع الإرهاب في سوريا بأنه فشل

08:50:26 14-05-2015 | Arabic. News. Cn

دمشق 13 مايو 2015 ( شينخوا ) تحظى المعارك التي تدور في منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي منذ عدة ايام ، بالقرب من الحدود السورية اللبنانية ، باهتمام كبير لما لها من أهمية استراتيجية بالنسبة لكل من طرفي النزاع الجيش السوري وحزب الله الذي يقاتل الى جانبه من جهة ، وكذلك تنظيمي (جبهة النصرة وداعش ) التي تتمركز في تلك المنطقة الجبلية الوعرة من جهة أخرى .

ويرى مراقبون ومحللون سياسيون في سوريا أن معركة القلمون التي تجري الآن وسط تقدم واضح للجيش السوري وحزب الله ، توصل رسالة إلى داعمي مشروع الإرهاب في سوريا ، وخاصة إسرائيل التي تريد أن تنشأ منطقة عازلة هناك ، مفادها أن هذا المشروع " فشل " ، كما تعمل أيضا على تأمين الطريق الدولي الذي يوصل لبنان مع العاصمة دمشق ، والذي تحاول المعارضة المسلحة السيطرة عليه ، وقطع ذلك الشريان الحيوي بين البلدين .

ومنذ عدة ايام بدأ كلا الطرفين بحشد قواته ، في المنطقة بغية حسم الامر لصالحه والسيطرة على المنطقة ، إلا أن الجيش السوري سارع إلى تعجيل التوقيت والمبادرة في شن الهجوم على مقاتلي ( جبهة النصرة وداعش ) المتحالفين ضد الجيش السوري ، وتمكن من إحراز تقدما ملموس على الارض بالسيطرة على أعلى قمة في القلمون هي تلة موسى ليصبح الجيش وحزب الله يسيطر ناريا على كل التلال والمواقع التي تخضع تحت سيطرة المعارضة المسلحة هناك .

وسيطر الجيش السوري والمقاومة اللبنانية اليوم ( الاربعاء ) على كامل جرود رأس المعرة بعد سيطرتها على تلة موسى الاستراتيجية في جبال القلمون بريف دمشق الشمالي ، وفقا لوكالة ( سانا ) الرسمية .

وقال المحلل السياسي السوري أنس جودة في تصريحات لوكالة ( شينخوا ) بدمشق إن " ما يقوم به الجيش السوري بالتعاون مع حزب الله في منطقة القلمون غاية في الاهمية لتأمين هذه المنطقة ، والعمل لاحقا على تمكين شروط المصالحات مع المدنيين حتى نستطيع أن نقول إن السوريين بدأوا بالالتفاف حول الحل السياسي " .

وأضاف الجودة أن " الصراع الاقليمي بات واضحا وحادا بين الدول الاربع السعودية وتركيا وإيران وإسرائيل " ، مؤكدا أن هذا التحالف بين تركيا والسعودية والمدعوم قطعا من قبل اسرائيل ينبغي التصدي له ان في منطقة القلمون وحتى في المناطق الجنوبية التي هي تحت إشراف إسرائيلي بحت .

وأكد المحلل السياسي السوري أنه لا بد من " محاربة ( جبهة النصرة وداعش ) ، مبينا أنه " لا يوجد أي حل سياسي مع هذين التنظيمين الارهابيين " .

وبدوره أكد الكاتب والباحث السوري الدكتور سليم حربا أن معركة القلمون " هي أكبر من الجغرافية ، وأكبر من معركة لعدة اسباب أهمها ، موقع القلمون بالنسبة للجغرافية السورية واللبنانية ، وأهمية وخطورة ونوعية المجموعات الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة في القلمون ، ووزنها النوعي وحجمها بالنسبة للارهاب في الجغرافيا السورية " .

وأضاف الباحث السوري وهو متخصص في الشؤون العسكرية في تصريحات لوكالة ( شينخوا ) بدمشق أن اهمية معركة القلمون تكمن أيضا في طبيعة التحصينات والخطوط الدفاعية للمجموعات الارهابية في تلك المنطقة التي تنتمي الى اخطر المتزعمين والمدربين على انواع القتال الارهابية في عدد من البلدان التي ينتشر فيها تنظيم القاعدة .

وتابع الدكتور حربا يقول إن " تطهير هذه المنطقة يعتبر انجازا مهما جدا لسوريا ولبنان ويعتبر خسارة استراتيجية لمشروع الارهاب في الداخل السوري وايضا هو خسارة استراتيجية لداعمي الارهاب وخاصة الكيان الاسرائيلي الذي يسيل لعابه دائما على منطقتي الحرمون والقلمون ، وايضا خسارة لداعمي الإرهاب المراهنين على هذا الارهاب هي السعودية والاردن وقطر وحتى تركيا " .

ورأى الباحث السوري أن التقدم السريع في القلمون يوجه رسالة ايضا لما تبقى من مقاتلي تنظيمي ( داعش وجبهة النصرة ) المتمركزين في المناطق أخرى بأن الجيش قادر على تطهيرها منهم ، مشيرا إلى أن المجموعات الارهابية في القلمون تلقت دعما أكثر من اي مكان آخر وتم المراهنة عليها من اطراف العدوان وداعمي الارهاب لأن تكون نقطة ارتكاز تمد وتستمد القوة ممن تبقى من المجموعات الارهابية وصولا الى الغوطة الشرقية وريف درعا جنوبا وصولا الى ادلب شمالا .

واعتبر ان انهيار هذه المجموعات في القلمون سوف تؤدي الى تحقيق امرين مهمين جدا هما أنه سيؤدي الى زيادة اتساع واكتساح تطهير الجيش السوري للكثير من المناطق ، وايضا سيؤدي الى المزيد من الانهيار النفسي وسيوجه ضربة للعمود الفقري لـ ( جبهة النصرة والقاعدة وداعش ) على المستوى البشري والعملياتي والمعنوي وبالتالي سيؤدي ايضا للدول الداعمة لها بمراجعة حساباتها لان رهاناتها كانت خاسرة وان هذا الارهاب لم يستطع تحقيق اهداف مشغلي هذا الارهاب .

ومن جانبه رأى الكاتب الصحفي الايراني عصام هلالي أن سيطرة الجيش السوري على تلة موسى بجبال القلمون يعد " انجازا هاما وكبيرا للجيش والمقاومة اللبنانية " .

وقال في تصريحات مماثلة لوكالة ( شينخوا ) بدمشق اليوم ( الاربعاء ) إن " هذا الإنجاز يؤكد أن الوضع في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان باتت أكثر أمنا ، ويشير الى فشل مخطط صهيوني استهدف مناطق بالقلمون ، وتوصل رسالة الى ان القلمون خط احمر " ، مشيرا إلى اسرائيل حاولت أكثر من مرة توجيه غارات جوية على تلك المنطقة بغية تأمين بقاء الإرهابيين في تلك المنطقة الاستراتيجية .

وأضاف إن " أهم نتيجة وصلت من خلال معركة القلمون " هو فشل هذا المخطط الإسرائيلي بإقامة منطقة عازلة بين سوريا ولبنان ، وان زمام المبادرة باتت بيد الجيش السوري على المناطق الحدودية " ، معربا عن اعتقاده بأن الايام القادمة ستشهد معارك شرسة .

وبين الكاتب والصحفي الإيراني أن منطقة القلمون وعرسال " هما من يحميان ظهر المقاومة في لبنان " ، مشيرا إلى أنه فيما لو سيطرت عليها المجموعات الارهابية المسلحة " فهذا يعني ان منطقة البقاع في الجانب اللبناني ستكون مهددة دائما وهي منطقة تعتبر رصيد لحزب الله في لبنان وكذلك بالنسبة لسوريا لأنها تشرف على الدولي بين حمص ودمشق .

ويشار إلى أنه ومن خلال معركة القلمون الحالية تم إغلاق 30 معبراً غير شرعياً مع لبنان، وتم تحرير أرض بلغت مساحتها 2500 كلم مربع إضافة لكشف 28 معملاً لتفخيخ السيارات و ارسالها الى لبنان ، ومقتل 16 قائد من الصف الرفيع لدى الارهابيين.

وتعتبر القلمون منطقة استراتيجية مهمة، بسبب موقعها الجغرافي، حيث تقع على الحدود مع القرى اللبنانية الموالية لحزب الله، كما تشرف على الطريق الدولية (دمشق-حمص)، وتمتد من ريف حمص حتى أطراف غوطة دمشق الغربية، إضافة إلى أنها تشكل طريق إمداد حزب الله بين لبنان والداخل السوري.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
010020070790000000000000011101431342369921