دمشق 26 مايو 2015 (شينخوا) وسط أجواء احتفالية، تسلمت كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك بحي باب توما الدمشقي ، ثلاثة أجراس أثرية سرقت من مدينة معلولا حينما اجتاحها مسلحون متشددون في عام 2013.
وأقيم احتفال بهذه المناسبة اليوم (الثلاثاء) ، شارك فيه عدد من البطاركة والسفير البابوي بدمشق وشخصيات سياسية وعلماء الدين الإسلامي ، بحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)).
وخلال الحفل ، قرعت أجراس الكنائس وأقيمت صلوات في حي باب توما بدمشق حيث يتواجد المسيحيون بكثافة في تلك المنطقة.
كما عزفت فرقة من الكشافة مقطوعات موسيقية تعبيرا عن الفرحة بعودة هذه الأجراس التي يعود تاريخها الى 200 عام تقريبا.
وحمل جنود يرتدون الزي العسكري الأجراس الثلاثة وطبقين كبيرين من النحاس كانا قد سرقا أيضا من دير مار مقلا البطريركي ، بحسب مصادر كنسية.
وبدت علامات تخريب على الأجراس التي صنعت من النحاس الخالص.
واحتشد المئات من السوريين أمام باب الكنيسة ، وقام بعضهم بنثر حبات الأرز والقاء الورود على رؤوس حملة الأجراس فيما علت أصوات الزغاريد ابتهاجا بعودة الأجراس التي تحمل الكثير من الرمزية التاريخية والدينية.
وتقع كنيسة سيدة النياح في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة دمشق القديمة ، وهي احدى أشهر كنائس سوريا وواحدة من أولى المحطات التي يقصدها السائحون في جزء من رحلتهم الدينية في سوريا.
ويشكل المسيحيون نحو 10 في المائة من سكان سوريا.
وقال البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك إن الأجراس التي عادت اليوم "تمثل صوت الحق ودعوة للمحبة والتآخي ونبذ ثقافة العنف".
وبين البطريرك لحام لـ ((شينخوا)) أن "المجموعات الإرهابية المسلحة" التي حرقت الكنائس وسرقت محتوياتها قامت بتهريبها عبر لبنان.
وأوضح لحام أن مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم قام بتسليم الجيش السوري هذه الأجراس عبر بلدة عرسال الحدودية وبدوره قام الجيش السوري بإيصالها إلى الكنيسة بدمشق.
وعبر المسؤول الكنسي عن شكره للقوى الأمنية في كلا البلدين التي ساهمت في استعادة هذه الأجراس ، مبينا أن هناك ايقونات سرقت من معلولا سيتم إعادتها قريبا.
وأشار إلى ان هذه الأجراس سيتم نقلها إلى مكانها الأصلي بعد أيام لتعود إلى القرع في مدينة معلولا.
وهذه هي الدفعة الثانية من القطع الاثرية التي تعاد الى بلدة معلولا التي سيطر عليها مسلحون بينهم مقاتلون ينتمون الى (جبهة النصرة) الموالية لتنظيم القاعدة ، عدة مرات آخرها كان في ديسمبر 2013.
واتخذ المسلحون عددا من الراهبات رهائن الى أن أفرجوا عنهن في مارس بموجب اتفاق لتبادل المحتجزين.
وفي ابريل من عام 2014 ، استعادت قوات الجيش السوري السيطرة على البلدة التي تقع على بعد (60 كم) شمال دمشق.
وسلمت وزارة السياحة السورية الى البلدة في ديسمبر الماضي بابا خشبيا يتجاوز عمره 1700 عام وبعض الأيقونات والصلبان لدير مار سركيس وباخوس.
وقال الاب ماهر منصور الوكيل البطريركي العام في مدينة معلولا الاثرية لـ ((شينخوا)) إن القطع التي أعيدت اليوم "خطوة ترمز الى إعادة وبناء ما سرق وما دمر في معلولا لتعود من جديد بلدة حضارية يؤمها السواح والمصلون من جميع انحاء العالم".
وكان الرئيس السوري بشار الأسد زار في 20 ابريل 2014 مدينة معلولا بالتزامن مع احتفالات عيد الفصح وبعد أيام من سيطرة الجيش على هذه المدينة التاريخية والرمز لمسيحيي سوريا والعالم.
ونشرت وسائل الاعلام السورية الرسمية في حينه صورا للأسد وهو يتفقد دير مار سركيس وباخوس ويطلع على آثار الخراب والتدمير الذي لحق بالدير على يد المسلحين.
وتعرض التراث الثقافي والتاريخي في عدة مناطق في سوريا للنهب والسرقة وللتهديم منذ بدء الأزمة السورية.
ووجهت الأمم المتحدة وعدة منظمات دولية نداءات لطرفي النزاع في سوريا لحماية الإرث التاريخي للبلاد.
