بكين 2 يونيو 2015 (شينخوا) قد يكون الرئيس الفلبيني بينينو أكينو الثالث أكثر زعيم أجنبي استقبلته طوكيو، إذ تعد زيارته التي استهلها إلى اليابان اليوم (الثلاثاء) السادسة له منذ توليه منصبه قبل 5 أعوام.
وسفره المتكرر الذي لا مثيل له واضح في الواقع أنه ضد شهية مانيلا المتنامية لدور أكثر حزما فيما يتعلق ببحر الصين الجنوبي.
وفقا للتقارير، فإن محور زيارة أكينو هو تأمين نقل معدات عسكرية يابانية لتعزيز قدرات الجيش الفلبيني. والعدو المفترض هنا طبعا هي الصين، إذ لم تدخر مانيلا في السنوات الأخيرة جهدا من أجل اللعب بتهديد الصين" الوشيك" في بحر الصين الجنوبي.
لا يُنكر أن مانيلا حصدت بعض الفوائد من وراء تضخيم حدوتة بلطجة الصين. وسرقت تعاطف كل من هم ليسوا على دراية بحقيقة الوضع في بحر الصين الجنوبي، والأهم من ذلك أنها أقنعت حلفائها التقليديين بتسريع نقل سفن عسكرية مستعملة وطائرات حربية لها.
مع ذلك، لن يستغرق الأمر طويلا حتى تدرك مانيلا أن القليل في العالم يستمع إلى اتهاماتها المبتذلة ضد الصين، حيث يري الكثير حقيقة زعزعة مانيلا للاستقرار في المنطقة بحيل مختلفة في الوقت الذي تلتزم فيه بكين بأقصى درجات ضبط النفس.
ومع ذبول التعاطف العالمي، لا زالت مانيلا التي تشيطن الصين قادرة على الاستمتاع بأحضان على ما يبدو دافئة من حلفاء مثل الولايات المتحدة واليابان، لكن أي عقل رصين يدرك جيدا أن هذه الدول لديها حساباتها الإستراتيجية الأنانية والماكرة من دعم مناورات مانيلا العدوانية ضد الصين.
والتخمين الشائع هو أن هاتين الدولتين ستبقيان صديقتان وفيتان لمانيلا طالما كانتا بعيدتان عن الحرب التي تدعوها مانيلا إلى عتباتها.
ويعرف صناع القرار في مانيلا أكثر من أي أحد أخر أن السياسة الحالية للدولة في بحر الصين الجنوبي تشبه السير على حبل مشدود، والمكاسب الناجمة عن هذا السلوك الخطير لا تكاد تستحق العناء.
ولتصحيح الوضع غير المستقر، فانه يتعين على مانيلا أولا وأخيرا أن تنبذ حيلتها القذرة بتصوير نفسها على أنها ضحية لبلطجة مزعومة من قبل الصين، ووقف تصريحاتها وخطواتها الاستفزازية التي تؤجج التوترات في بحر الصين الجنوبي.
فمن الخطأ أن تستمر مانيلا في تحركاتها الأحادية ضد الصين، وسط إصرار الأخيرة كلاعب مسؤول على التسوية السلمية للقضية.