بكين 8 يونيو 2015 (شينخوا) حرضت اليابان على الحديث عن قضية بحر الصين الجنوبي في قمة مجموعة السبع التي افتتحت في برلين في 7 يونيو وطلبت انتقاد الصين دون أن تذكرها بالاسم , ما أثار الجدل حول دور المجموعة التي هي ليست مجلس الأمن الدولي ولا يجب أن تلعب دوره في العالم.
وفي وقت سابق قال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي انتونوف في 30 مايو في سنغافورة إن بلاده ستشارك في مناورة بحرية عسكرية مع حلفاءها في منطقة آسيا والباسيفيك في بحر الصين الجنوبي في العام المقبل. ووصف الولايات المتحدة بأنها عامل مزعزع للاستقرار في المنطقة وأن سياساتها تستهدف الصين وروسيا، معربا عن" قلق " بلاده " إزاء السياسات التي تنتهجها واشنطن في المنطقة والتي أصبحت تركز بشكل متزايد على احتواء روسيا والصين بشكل ممنهج".
وعلى الرغم أن موعد المناورة الدقيق لم يحدد بعد, إلا أنه من الواضح أن المناورة المخططة لا تخدم مصالح الصين فحسب، وإنما المنطقة بأكملها على المدين القصير والطويل من عدة جوانب: أولا, المساعدة على مواجهة وتخفيف الضغوط الاستراتيجية المفروضة من جانب الولايات المتحدة على الصين.
ثانيا, بناء شراكة تعاونية استراتيجية عالمية على مستوى عسكري . إذ يخدم تنظيم الصين وروسيا للمناورة في بحر الصين الجنوبي مساعيهما في لعب دور أكبر في العالم. وقد شارك البلدان في مناورات عسكرية في بحر اليابان وبحر الصين الشرقي ومحيط البحر الأبيض المتوسط من قبل.
ثالثا, المساعدة على استقرار الوضع في بحر الصين الجنوبي, وكسب الوقت لنشر استراتيجية صينية في بحر الصين الجنوبي، وتقوية السيطرة على بحر الصين الجنوبي في ظل الضغوط المفروضة من واشنطن على بكين ودعوات اليابان والولايات المتحدة للتدخل في قضايا البحر الجنوبي الصيني.
رابعا, تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين وروسيا, ودفع القدرة على التنسيق في القضايا العالمية وتخفيف الضغوط التي تفرضها فيتنام على خلفية احتمال تزايد تقاربها مع الولايات المتحدة، والمساعدة على حلحلة موقف فيتنام العنيد وتجنب تقارب دول أخرى في المنطقة مع أمريكا.
وفي الوقت الراهن تراقب الولايات المتحدة التطورات في بحر الصين الجنوب عن كثب وتهدد فيه بمواصلة إرسال سفن وطائرات عسكرية للإبحار بالقرب من أو التحليق فوق الجزر والشعاب المرجانية حيث تقوم الصين أساسا ببناء مرافق مدنية. كما تتحدث مع اليابان حول تنفيذ دوريات جوية مشتركة في بحر الصين الجنوبي.
ومن المرجح إذا واصلت واشنطن تعزيز وجودها العسكري على المدى الطويل ودعواتها للمزيد من الحلفاء الى بحر الصين الجنوبي, من المرجح أن يؤدي ذلك الى تفاقم التناقضات بينها وبين الصين. وقد يتطور الأمر الى " مواجهة خطيرة" في حال وقوع حادث جوي أو بحري عارض.
إن ما تقوم به الولايات المتحدة في منطقة آسيا-الباسيفيك غير ضروري واذا استمر سيكون تكلفته كبيرة. إذ لا تعد الولايات المتحدة أو اليابان طرفا معنيا بقضية بحر الصين الجنوبي. ومن الأفضل أن تظلا بعيدتين عن تلك النزاعات . فالتعامل غير الملائم مع تلك القضية سيضر الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولا يجب ان ينظر للمناورة المخططة بنوع من القلق . ففي الواقع لا تأتي المناورة لمواصلة سلسلة من المناورات المشتركة البحرية بين روسيا والصين وإنما أيضا لتزيدها عمقا فضلا عن دعم السلام والاستقرار في المنطقة كونها تركز على مكافحة أنشطة الإرهاب والأمن البحري.
وبالنسبة للولايات المتحدة، فينبغي عليها أن تتوقف عن استفزازتها للصين وتدرك أن ما تقوم به الصين من أنشطة استصلاحية في بحر الصين الجنوبي تقع تماما داخل نطاق سيادتها وتتم في الأساس لأهداف مدنية ولن تقتصر فوائدها على الصين فحسب. ومن الأولى أن تعمل الولايات المتحدة وحليفتها اليابان على مهمة نبيلة تتمثل في المشاركة البناءة لخفض حرارة الخلافات ودعم السلام والاستقرار في المنطقة.