بكين 2 يوليو 2015 (شينخوا) إن جولة رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الأوروبية التي تستمر خمسة أيام ستدفع التنمية المطردة والصحية للاقتصادين الصيني والأوروبي قدما بمساعدة الأفكار والمقاربات الجديدة لتحقيق تعاون قائم على الكسب المتكافيء وازدهار مشترك للجانبين.
وجاءت زيارة لي لمقرات الاتحاد الأوروبي في بلجيكا ومن ثم إلى فرنسا في وقت تلقي فيه قضية الديون اليونانية المتأزمة ظلالها على مستقبل منطقة اليورو وانتعاش الاقتصاد الأوروبي.
وقد شهدت الصين والاتحاد الأوروبي، منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية منذ 40 سنة، تطورا سريعا للعلاقات الثنائية في شتي المجالات.
وقد أصبح الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للصين منذ 11 عاما، بينما أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي منذ 12 عاما، وبلغ حجم التجارة البينية بين الجانبين 600 مليار دولار في عام 2014.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التكتل المؤلف من 28 عضوا يعد مصدر استثمار مهما للصين، في حين أن استثمارات الشركات الصينية في الاتحاد الأوروبي تزايدت بوتيرة سريعة خلال السنوات الأخيرة.
وتجاوزت في العام الماضي الاستثمارات الصينية في الاتحاد الأوربي استثمارات الأخير في الصين للمرة الأولى.
في الوقت الحالي، تتاح للتعاون الصيني الأوروبي فرص أكثر، لأن الصين تدعم تعاونه في القدرة الإنتاجية في حين أن الاتحاد الأوروبي يأمل في تنفيذ خطة استثمار واسعة النطاق لتنشيط اقتصاده.
وبعد ثلاثة عقود من التصنيع، جمعت الصين مزايا هامة في بناء البنية التحتية وتصنيع المعدات. وسيحفز التعاون في هذه المجالات مع أوروبا المطالب لدى الجانبين، وبالمقابل سيوفر زخما أكبر لنمو اقتصادهما.
وبما أن الصين ملتزمة بإصلاحات عميقة شاملة والاتحاد الأوروبي يعيد هيكلة نفسه من أجل تنشيط الاقتصاد، فإن زيارة لي جلبت فرصة نادرة لتوسيع التعاون بين الجانبين.
وقال رئيس مجلس الدولة في مراسم افتتاح قمة أعمال صينية ــ أوروبية إن بلاده مستعدة للتفاعل مع الصندوق الأوروبي للاستثمار ات الإستراتيجية، وهي خطة استثمارات يبلغ حجمها 315 مليار يورو (352 مليار دولار) طرحها رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر لإنعاش الاقتصاد الأوروبي وخاصة في بناء بنى تحتية كبيرة.
ويرى لي العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تعد أحد أكثر العلاقات أهمية واستقرارا وإيجابية في العالم، واقترح الجمع بين الميزات النسبية للصين في القدرة الإنتاجية وتصنيع المعدات بالتكنولوجيا المتقدمة للدول الأوروبية.
وفي رده على مسألة الدين اليوناني، قال لي كه تشيانغ خلال الاجتماع مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولز إن الصين، بصفتها داعما ثابتا لعملية التكامل الأوروبي، تعد دوما حاملا مسؤولا طويل الأمد للسندات الأوروبية وتتوقع حلا مناسبا لمسألة الدين اليوناني.
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني إن السياسات المالية الموسعة لن تكفي لتحفيز الاقتصاد المتباطئ، مشجعا كلا من الصين والاتحاد الاوروبي على تبني اصلاحات هيكلية وتعزيز التعاون في قدرة الانتاج الدولي من أجل انتعاش الاقتصاد الحقيقي.
ومع امتلاكها لربع تعداد العالم من السكان وثلث مجموع الاقتصاد العالمي، فإن الصين والاتحاد الأوروبي ستخلقان فرصا هائلة من خلال دمج أسواقهما الكبيرة.
وقال محللون إنه على خلفية الانتعاش المتباطئ للاقتصاد العالمي والمطالب الضعيفة للسوق، فإن تعاون الصين وأوروبا قد لعب دورا فعالا في دعم نمو مستقر لأوروبا وللعالم بأسره.
وأوضحوا أنه يتعين على الصين وأوروبا، كونهما اقتصادين مؤثرين في العالم، التعاون للمساهمة في دفع نمو مستدام ومتوزان للاقتصاد العالمي.
وفي رأي لويجي غامبارديلا رئيس جمعية الصين ـ الاتحاد الأوروبي ، وهي جمعية دولية لقيادة الأعمال في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصينية الأوروبية، فإن الاتحاد الأوروبي والصين شريكان إستراتيجيان وعلاقاتهما الاقتصادية تطورت إلى نقطة يصعب عندها التحدث عن أو التفكير في اقتصاد واحد دون الآخر.
وقال إنه "يتعين علينا الاستفادة من الفرص القائمة للتعاون اعتبارا من اليوم، والتركيز على أجندة إيجابية وتنحية الصعوبات السابقة جانبا".