فنون بناء البيوت الترابية لأهل الهاكا
بكين 19 أغسطس 2019 (شينخوانت) تعد المباني السكنية أهم أنواع المباني وأقدمها وأوسعها انتشارا وأكثرها عددا. وتتميز المباني السكنية الصينية بأشكالها المختلفة لاختلاف الظروف الطبيعية والطوبوغرافية من منطقة لأخرى.
وتنتشر البيوت الترابية لأهل الهاكا في معظم المناطق الجنوبية وهي عبارة عن دار تحيط بها مبان سكنية ذات أكثر من طابق ويتوسطها فناء مستطيل صغير.
أما مجموعة العمارات فهي المسكن التقليدي لأبناء الهاكا (من قومية هان الرئيسية ويتكلمون لهجة الهاكا) في جنوب مقاطعة فوجيان وشمال مقاطعة قوانغدونغ وشمال منطقة قوانغشي. وتتوسط المجموعة صالة ذات طابق واحد فقط وتحاط تقريبا بعمارات ذات أربعة وخمسة طوابق. ويتحلى هذا النوع من المباني السكنية بقدرة قوية على الدفاع. وتعتبر مجموعة العمارات لأنباء هاكا في محافظة يونغدينغ بمقاطعة فوجيان نموذجا لهذا النوع من المباني السكنية. وتوجد في محافظة يونغدينغ حوالي 8000 مجموعة من العمارات مربعة الشكل أو مستديرة أو ثمانية الأطراف أو بيضاوية.
إن البيوت الترابية في محافظة يونغدينغ التابعة لمقاطعة فوجيان نوع تقليدي من المباني الترابية التي تجمع بين العناصر الثقافية المتنوعة والوظائف العملية المتميزة، وتنتشر في كل القرى بالمحافظة في حوض نهري تينغجيانغ ويونغدينغ. وكانت معظم بيوت يونغدينغ الترابية على أشكال مربعة، بينما كانت البيوت الترابية المستديرة نادرة للغاية وتقع بصورة رئيسية في حوض نهر جينفنغشي. أما بيوت " دا فو دي " أي " وو فنغ لو " التي تجمع بين الأشكال المربعة والمستديرة فتنتشر في حوض نهر يونغدينغ. وحسب الإحصاءات، ما زالت أكثر من عشرين ألف بيتا ترابيا موجودة في محافظة يونغ دينغ.
تعكس البيوت الترابية مفهوم التناغم بين الطبيعة والإنسان، وأفكار أهل الهاكا عن الدفاع الأمني والحياة اليومية والتربية والتعليم، حيث تتميز بفنون بناء مدهشة، وتصميم دقيق، وترتيب معقول للغرف. ومن أجل استغلال فضاء الطبيعة وتحقيق التناغم بين البيوت والطبيعة، يبني أهل الهاكا بيوتهم بمحاذاة الجبال أو الأنهار. وبالإضافة إلى ذلك، تجمع البيوت الترابية بين الهياكل المتنوعة والتصميمات الجميلة والترتيب المنتظم. وتعتبر فنون بناء البيوت الترابية رمزا حقيقيا لثقافة أهل الهاكا. وفي الوقت نفسه، ورثت فنون البناء التقليدية القديمة في وسط الصين أيضا، وتحافظ على العديد من التقاليد المعمارية الرائعة، فيمكن القول إن البيوت الترابية أحفور حي لبحوث فنون البناء القديمة.
يذكر أنه في عام 1478 ، تأسست محافظة يونغدينغ وظهر مثقفون ممتازون كثيرون من أهل الهاكا في المحافظة. ومنذ نهاية عهد أسرة مينغ، بدأ أهل الهاكا في المحافظة إنتاج التبوغ والمشاركة في تجارة التبوغ مما جعلهم كسب أموال كثيرة. وبفضل الأساس الثقافي والاقتصادي المتين، شهدت بيوت يونغدينغ الترابية ازدهارا مستمرا.
لكن بسبب صدمات عملية التحديث والاقتصاد السلعي، تغير مفهوم سكان منطقة يونغدينغ، ووقفوا بناء البيوت الترابية. أما البيوت الترابية القديمة فهي ناقصة عن الصيانة اللازمة، كما تواجه فنون بناء البيوت الترابية أزمة شديدة في التوارث، وتحتاج بالحاح إلى دعم الحكومة وإجراءات الحماية.
