فنون صبغ التعادل لقومية باي
بكين 9 سبتمبر 2019 (شينخوانت)في قديم الزمان، سميت فنون صبغ التعادل بـ" جياو شيه "، وهي فنون قديمة لصبغ النسيج في الصين. وما زالت قرية تشوتشنغ التابعة لمدينة دالي بولاية دالي الذاتية الحكم لقومية باي، وبلدتي داتسانغ ومياوجيه التابعتين لمحافظة ويشان الذاتية الحكم لقوميتي يي وهوي تحافظ على هذه الفنون التقليدية. وكانت منتجات صبغ التعادل لقومية باي في قرية تشوتشنغ أكثر شهرة، وتسمى هذه القرية بـ" موطن فنون صبغ التعادل القومية ".
حسب الوثائق التاريخية، نشأت فنون الصبغ لمنطقة دالي في عهد أسرة هان الشرقية. وفي العام الـ16 من فترة تشن يوان لأسرة تانغ الملكية، توجه فريق رقص من مملكة نانتشاو جنوب غربي الصين إلى مدينة تشانغآن، عاصمة أسرة تانغ لتقديم عروض فنية. وفي ذلك الوقت، كانت ملابس الرقص مصنوعة من أنسجة صبغ التعادل. وفي عهد أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين، ارتفع مستوى صبغ التعادل لقومية باي في منطقة بحيرة أرهاي إلى مستوى عال جدا حيث ظهرت جمعية صناعة صبغ التعادل وكانت أقمشة ويهونغبو لأسرة مينغ، شيتشوبو وداليبو لأسرة تشينغ رائجة للغاية. وفي العصر الحديث، تتطور صناعة صبغ التعادل في مدينة دالي باستمرار وتشتهر قرية تشوتشنغ بفنون صبغ التعادل اليدوية.
عادة يستخدم الحرفيون القماش القطني الأبيض كمادة خام والعشب الأزرق ( يسميه أهل يوننان بان لان قن ) كصبغ رئيسي. وتحتوي عملية صبغ التعادل على عدة خطوات بما فيها رسم الزخارف، عصر وحزم القماش، الغمس، الصبغ، السلق، التجفيف تحت أشعة الشمس، فك الخيوط، وضغط القماش. وكانت فنون العصر والحزم والصبغ ذات دور حاسم لصبغ التعادل. ويستخدم الحرفيون جرة كبيرة وعصا وحمالة تجفيف ومحدلة حجرية كأدوات رئيسية. وتنقسم منتجات صبغ التعادل لقومية باي إلى أنواع عديدة تركز زخارفها على الخطوط الطبيعية الدقيقة، وتعبر عن آمال الناس في الحياة السعيدة والمستقبل المشرق، فيمكن القول إنها تجمع بين الوظائف العملية والزخرفية.
تظهر منتجات صبغ التعادل لقومية باي في مدينة دالي أسلوبا قوميا مميزا حيث تعكس نماذج الخيوط الزخرفية التي يبلغ عددها أكثر من ألف نوع الخصائص التاريخية والثقافية لقومية باي، كما تعرض على الناس التقاليد الشعبية والمفهوم الجمالي للقومية أيضا. ومع الحرف اليدوية المختلفة، تشكل فنون صبغ التعادل ثقافة النسج والصبغ الجذابة لقومية باي في دالي.
لكن في الوقت الراهن، تواجه صناعة صبغ التعادل التقليدية مشاكل عديدة بما فيها تلاشي بعض المهارات التقليدية والخصائص الشعبية، وتلوث البيئة، ونقصان الأصباغ النباتية، والسعي المفرط للمصالح الاقتصادية. وفي هذه الحالة، يصعب أن تتوارث فنون صبغ التعادل لقومية باي بصورة جيدة، ولن تتوارث وتتطور هذه الفنون التقليدية جيلا بعد جيل إلا بعد حل المشاكل المذكورة أعلاها.
