تقرير إخباري: حزن يخيم على بيت لحم لغياب السياح عن احتفالات أعياد الميلاد بسبب أزمة مرض كورونا

تقرير إخباري: حزن يخيم على بيت لحم لغياب السياح عن احتفالات أعياد الميلاد بسبب أزمة مرض كورونا

2020-12-25 05:27:45|新华网

 في الصورة الملتقطة يوم 24 ديسمبر 2020، أعضاء فرقة كشافة يؤدون عرضا خارج كنيسة المهد عشية عيد الميلاد وسط تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.

 

بيت لحم 24 ديسمبر 2020 (شينخوا) خلت ساحة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية اليوم (الخميس)، من السياح المحليين والأجانب تزامنا مع بدء احتفالات أعياد الميلاد.

وبدأت الطوائف المسيحية التي تسير وفق التقويم الغربي احتفالات أعياد الميلاد وسط ظروف استثنائية ضمن التدابير الاحترازية لمكافحة انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وبدت ساحة كنيسة المهد على غير العادة شبه فارغة من الزوار عدا عن سكان بيت لحم التي بدأت احتفالاتها بعروض تقليدية للكشافة في الأزقة والشوارع القديمة وصولا إلى مدخل الكنيسة ضمن إجراءات وقائية مشددة.

ووصل ظهر اليوم موكب بطريرك القدس والأردن وسائر الديار المقدسة بيير باتيستا بيتسابالا إلى ساحة المهد لأداء قداس منتصف الليل، وجرى استقباله من عدد محدود من الشخصيات الرسمية الفلسطينية عملا بالبرتوكول الصحي.

وقال الأب إبراهيم فلتس مستشار حراسة الأراضي المقدسة، إن "الحزن يخيم على مدينة المهد وهي تبدأ احتفالاتها بعيد الميلاد" في إشارة إلى تغيب السياح والزوار بسبب مرض فيروس كورونا الجديد.

وأضاف فلتس في تصريح للصحفيين في بيت لحم، أن "أعياد الميلاد للعام الجاري استثنائية وصعبة على كل الأراضي الفلسطينية، لكن يجب التسلح بالأمل رغم كافة الصعاب".

وتابع "نصلي من أجل أن تزول هذه الغمامة عن الشعب الفلسطيني والعالم بأسره، وأن يكون العام المقبل أفضل، نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والعيش بحرية وسلام".

ولم تشهد ساحة المهد أي فعاليات كما جرت العادة، في وقت جرى فيه بث ترانيم ميلادية من جوقات عالمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وسيقتصر قداس منتصف الليل على رجال الدين فقط بسبب الحد من انتشار المرض، علما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأعضاء القيادة الفلسطينية وشخصيات عربية كانت تتواجد فيه طيلة الأعوام السابقة.

وقال رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان، إن أعياد الميلاد تأتي هذا العام في وقت يعاني فيه العالم من انتشار مرض كورونا الذي عرض حياة البشرية للخطر وتسبب بمعاناة وخسارة كبيرة للشعوب.

وأكد سلمان في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، ضرورة إعادة "بناء العلاقات بين الجميع على مبادئ العدل والمساواة والاحترام المتبادل فنحيا سوية على هذه الأرض بأمن وأمان واستقرار".

وجرت العادة بالأعوام السابقة أن يتجمع المسيحيون من جميع أنحاء العالم في الساحة المركزية، حيث تغني الفرق الموسيقية أغاني عيد الميلاد ويتبادل الناس التحيات والتقاط الصور التذكارية قبل وقوفهم في طوابير لدخول الكهف، الذي يعتقد أنه مسقط رأس المسيح يسوع.

وظهر الحزن على وجه الخمسيني رائد الأطرش من بيت لحم لعدم تمكنه من أداء القداس والصلوات داخل كنيسة المهد بسبب الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا.

ويقول الأطرش (54 عاما) لـ ((شينخوا))، إن "القلب يعتصره الألم بسبب الأجواء التي تخيم على المدينة ولكن الظروف أكبر من الجميع".

ويوضح أن "الوضع الصحي والإنساني يتطلب عدم تجمع الناس وضرورة اتخاذ إجراءات احتياطية للحد من انتشار مرض فيروس كورونا".

ومنذ ساعات الصباح انتشر على مداخل ساحة المهد عشرات من أفراد الأجهزة الأمنية لمنع دخول أي شخص غير ملتزم بإجراءات السلامة والوقاية، من لبس الكمامة والقفازات وتعقيم اليدين.

وقال المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية لؤي ارزيقات لـ ((شينخوا))، إن شرطة المدينة نفذت كافة الإجراءات الوقائية منذ ساعات الصباح وتأمين وصول الشخصيات الدينية على أن تنتهي بقداس منتصف الليل.

وذكر ارزيقات، أن المشاركة بأعياد الميلاد للعام الحالي لم تتعد 10 في المائة مما كانت عليه في الأعوام السابقة، مشيرا إلى أنه لم يجر استدعاء قوات شرطية من خارج المدينة كما جرت العادة.

وسبق أن زار أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون سائح الأراضي الفلسطينية العام الماضي غالبيتهم إلى بيت لحم، قبل أن يتم إغلاق المدينة على إثر اكتشاف أول إصابات في مارس الماضي بحسب إحصائيات رسمية.

ولم يدخل المدينة منذ ذلك الوقت أي أفواج سياحية محلية أو خارجية، رغم استئناف العمل في معظم القطاعات في الأراضي الفلسطينية إلا أن مجال السياحة لا يزال مغلق.

وتوقفت أنشطة نحو 70 فندقا سياحيا في بيت لحم بشكل كلي تقريبا منذ تلك الفترة ما أدى لارتفاع نسبة البطالة بصفوف سكان المدينة التي يعمل النسبة الأكبر منهم في مجال السياحة بحسب مسئولين محليين.

كما أن المحال الحرفية البالغ عددها نحو 170 محلا جميعها مغلقة، إضافة إلى توقف نحو 100 مشغل حرفي من الحفر على الخشب والتطريز والزخرفة بسبب توقف حركة السياح.

وفي مثل هذه الشهور من العام تصل نسبة إشغال الفنادق في بيت لحم إلى نحو 90 في المائة بحسب ما أفادت جمعية الفنادق في المدينة.

وقالت وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة لـ ((شينخوا))، إن حجم الخسائر في القطاع السياحي متوقع أن يصل إلى 5ر1 مليار دولار حتى نهاية العام الجاري، مشيرة إلى أن السياحة أكثر قطاع متضرر بسبب كورونا في فلسطين.

وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة (المهد) التاريخية التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر عام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح.

ويعتقد أن كنيسة (المهد) هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم، كما أن هناك سردابا آخر قريب يعتقد أن القديس جيروم الذي كلفه البابا داماسوس أسقف روما العام 383 م بترجمة الأنجيل من الآرامية والعبرية إلى اللاتينية، قد قضى ثلاثين عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس.

ووفقا لاتفاقية (أوسلو) التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل العام 1993 تم نقل السلطات المدنية والأمنية في المدينة إلى يد السلطة الفلسطينية العام 1995.

pagebreak

pagebreak

pagebreak