تعليق: الفيروس الماكر لا يضاهي في قوته التضامن البشري

تعليق: الفيروس الماكر لا يضاهي في قوته التضامن البشري

2020-12-26 13:44:16|新华网

بكين 26 ديسمبر 2020 (شينخوا) مع ظهور لقاحات مضادة لكوفيد-19 في أجزاء كثيرة من العالم، يبدو أن الجنس البشري المكافح بدأ أخيرا في رؤية الضوء في نهاية نفق الجائحة المستعرة.

ولكن بعض السلالات الجديدة من فيروس كورونا الجديد التي اُكتشفت مؤخرا في بريطانيا وجنوب إفريقيا دقت ناقوس الخطر بأن النفق قد يكون أطول وأكثر قتامة من المتوقع.

فعلى الفور، قامت مجموعة من الحكومات، لا سيما تلك الموجودة في أوروبا، بإيقاف القطارات والرحلات الجوية من وإلى بريطانيا، وأعلنت إجراءات حجر صحي جديدة وأغلقت الحدود. وقال المسؤولون البريطانيون إن سلالة جديدة تنتشر على ما يبدو بصورة أسرع بنسبة 70 في المائة من الأنواع الأخرى. وفجأة ، يبدو أن التفشي القاتم يلوح في الأفق مرة أخرى.

وفي مواجهة هذه السلالات الجديدة والموجة الثانية من العدوى التي لا تزال تمضي على قدم وساق، يتعين على المجتمع الدولي في المقام الأول ألا يسمح للذعر أو الخوف بأن يتملكه. بل يحتاج إلى الاستمرار في استخدام قوة العلم والفطرة السليمة للتغلب على الخوف واللاعقلانية.

والأمر الذي يبعث على السكينة هو أن خبراء الصحة قالوا إن السلالة المكتشفة في بريطانيا لا يُعتقد أنها أكثر فتكا. ومن ناحية أخرى، قال مسؤولون من منظمة الصحة العالمية إنهم أُبلغوا بأنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن سلالة الفيروس الجديدة ستجعل اللقاحات الحالية أقل فعالية.

فأحد الدروس الرئيسية التي تعلمها الجنس البشري في الأشهر الماضية تكمن في أن الطريقة الوحيدة لهزيمة هذا الفيروس الماكر هي أن تتخذ البلدان في جميع أنحاء العالم تدابير صارمة وقائمة على العلم وتعمل معا بشكل وثيق قدر ممكن.

مع حلول عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، شددت الحكومات في جميع أنحاء أوروبا وفي أجزاء من آسيا إجراءات احتواء مرض فيروس كورونا الجديد، وقيدت التسوق والتجمعات الاجتماعية، وناشدت مواطنيها تأجيل الرحلات والبقاء في المنزل.

ليس من المستغرب أن تثير هذه التحركات انتقادات بالنظر إلى التقاليد السائدة منذ زمن قديم والمتمثلة في إقامة التجمعات العائلية في هذه اللحظة من العام، ولا سيما أن العديد من أفراد الأسر لم يتمكنوا من لقاء بعضهم البعض منذ بداية هذا العام غير العادي للغاية.

ومع ذلك، فإنه من الأهمية بمكان أن يتبع الناس نصائح الصحة العامة مثل ارتداء الكمامة، وممارسة التباعد الاجتماعي، والحد من التجمعات الكبيرة من أجل صحة أسرهم وأصدقائهم، وذلك للمساعدة في تقليل احتمالية حدوث زيادة كارثية في الإصابات بمرض فيروس كورونا الجديد بعد العطلة. إنها تضحية تستحق العناء وجديرة بالإعجاب.

وإلى جانب حظر السفر المفروض بالفعل، يجب على الحكومات الاستمرار في البقاء في حالة تأهب قصوى والتكاتف للحد من انتشار الفيروس عبر الحدود من خلال تعزيز الإنذار المبكر وتبادل المعلومات، وتعزيز فحص الدخول والحجر الصحي عند المعابر الحدودية.

والخبر السار هو أن العالم بات الآن في وضع أفضل لاحتواء تفشي المرض مقارنة بأشهر مضت عندما لم يكن لديه أي معرفة تقريبا بهذا العامل الممرض الفتاك على الرغم من تضاعف عدد الإصابات والوفيات بكوفيد-19 في جميع أنحاء العالم.

ومع الإعلان عن برامج التطعيم في جميع أنحاء العالم واختبار المزيد من اللقاحات المرشحة أو الموافقة عليها، يجري إنشاء جدار حماية من الفيروس على الرغم من أن الأمر سيستغرق بعض الوقت.

كما أن الخبرة التي اكتسبتها الحكومات والمجتمعات الطبية بشق الأنفس في تحديد المصابين وعلاجهم وكذلك تتبع سلاسل العدوى وإيقافها ستكون رصيدا لا يقدر بثمن في القضاء على الفيروس.

وتعد الطفرة الأخيرة من الفيروس تذكيرا مخيفا آخر بأن الجنس البشري يجب أن يكون مستعدا لكفاح طويل الأمد، لكن المجتمع العالمي يجب ألا يفقد الثقة أبدا. فطالما أن البلدان في جميع أنحاء العالم تظهر تضامنا، وتكثف التعاون في مكافحة الجائحة، وتبني مجتمعا صحيا لنا جميعا، فإن الأمر سيكون مجرد مسألة وقت قبل أن يقهر الجنس البشري العامل الممرض.