" لانشي تانهوانغ " -- فن أغانٍ قصصية صيني

" لانشي تانهوانغ " -- فن أغانٍ قصصية صيني

2021-04-01 11:03:02|新华网

بكين أول أبريل 2021 (شينخوانت) لا تشتهر مقاطعة تشجيانغ الواقعة في شرق الصين بالمناظر الجميلة والمنتجات المتنوعة فحسب، بل تزهو باحترام التهذيب والتعليم كواحد من تقاليدها، الأمر الذي يؤثر في تكوين شخصيات أبنائها. وتعتبر ثقافة مقاطعة تشجيانغ نموذجا للعواطف الرقيقة، ومهدا لقصص رومانسية للنوابغ والحسناوات، وتتجلى جاذبيتها الفريدة أيضا في أسلوب البناء الكلاسيكي المتجسد في الجدران البيضاء والقراميد السوداء، بالإضافة إلى الأطباق الجذابة الشكل والحلوة الذوق.

وتقع مدينة لانشي في وسط غربي مقاطعة تشجيانغ، وتبلغ مساحتها الإجمالية 1313 كيلومترا مربعا. وعلى الرغم من أن مدينة لانشي ليست كبيرة، إلا أنها تتمتع بتاريخ عريق وثقافة رائعة. واكتشف فيها العديد من الأطلال والأدوات الحجرية من العصر الحجري القديم، مما يشير إلى أن الأسلاف كانوا يعيشون على هذه الأرض قبل أكثر من سبعة آلاف سنة. وتزخر مدينة لانشي بالمناظر الطبيعية الخلابة والثقافة الإنسانية الغنية، حيث يمكن أن يطلق عليها مدينة تاريخية وثقافية وغنية بالموارد السياحية، وهي تعرف أيضا باسم مسقط رأس زهرة الأوركيد في الصين.

وأما "لانشي تانهوانغ"، فهو فن أغان قصصية ينتشر في مناطق لانشي وجينهوا وتشيويتشو في وسط غربي مقاطعة تشجيانغ.

ويرجع تاريخ فن "لانشي تانهوانغ" إلى أواخر حكم الإمبراطور تشيان لونغ في أسرة تشينغ الملكية (1616-1911). ويقال إن هناك مسؤولا حكوميا في مدينة لانشي كان يعلّم في وقت فراغه التجّار غناء "لحن تانهوانغ" الوارد من مقاطعة جيانغسو (شرق الصين) بلهجة محلية كوسيلة للترفيه. ومع مرور الزمن، تبلور فن فريد وهو "لانشي تانهوانغ". وفي عام 1900، تأسست في المدينة جمعية يويتشينغ الخاصة لتقديم عروض "لانشي تانهوانغ "، بعد ذلك حُوّل اسمها إلى جمعية تشيونله ثم جمعية يونغتشون، وخلال تلك الفترة، وصل "لانشي تانهوانغ" إلى مرحلة ذروة ازدهاره. وفي أيام حرب المقاومة ضد الغزاة اليابانيين، هرب الفنانون من المدن إلى الأرياف، فانتشر هذا الفن إلى ضواحي لانشي.

وقد نال "لانشي تانهوانغ" الذي يتميز بالتعابير الأنيقة والأسلوب الغنائي الفريد والأصوات الرنانة إعجابا من قبل النبلاء والأدباء في العصور القديمة. وكان هؤلاء العازفون والمغنون لهذا الفن يلبسون ثوبا طويلا ويتصرفون بتأدب، ويقدمون عروضا فنية في مناسبات احتفالية وتكريمية ودينية فقط دون كسب أرباح تجارية، فأطلق عليهم اسم "سادة تانهوانغ". ولكن بسبب نقصان وسائل التنقل وضيق نطاق الانتشار وويلات الحرب، بات فن "لانشي تانهوانغ" يتلاشى في أواخر الأربعينات من القرن الـ20.

وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، بدأت فرق أوبرا وو في مقاطعة تشجيانغ تقدم بعض برامج فن "لانشي تانهوانغ" الكلاسيكية مثل "مذكرات ليو يويه" و"الفتاة المسكينة" و"اجتماع الرهبان والراهبات"، مما أدى دورا هاما في الحفاظ على هذا الفن وتوريثه. وفي الثمانينات من القرن الـ20، جُمعت تقاليد فن "لانشي تانهوانغ" في عملية تأليف مجموعة المجلدات العشر لتاريخ الفنون الصينية، واُستئنف إبداع مجموعة جديدة من برامج "لانشي تانهوانغ" لإحياء تقاليد غنائه. وفي الوقت الحاضر، ما زال "لانشي تانهوانغ" يواجه تحديات عديدة في طريق التطور والازدهار، فيجب علينا إيلاء اهتمام أكثر لحمايته.