تحقيق إخباري: قطاع غزة يواجه موجة قاسية من "كوفيد-19" حرمت سكانه من طقوس شهر رمضان

تحقيق إخباري: قطاع غزة يواجه موجة قاسية من "كوفيد-19" حرمت سكانه من طقوس شهر رمضان

2021-04-22 02:31:47|新华网

غزة 21 أبريل 2021 (شينخوا) شهد قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة أخيرا تسجيل زيادة مقلقة في أعداد إصابات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) تزامنا مع بدء شهر رمضان المبارك الذي يتميز بطقوس خاصة بين سكان القطاع.

وسجل القطاع الساحلي على مدار الأيام الماضية ما يزيد عن ألف إصابة يوميا، وتراوحت نسبة الفحوصات الإيجابية جراء انتشار المرض ما بين 30 إلى 40 بالمائة في معدل مرتفع مقارنة مع منظمة الصحة العالمية بحسب إخصائيين.

وتضع النسب المرتفعة المستشفيات المنتشرة في القطاع تحت ضغط هائل لاستقبال المرضى في ظل معاناة من نقص وحدات العناية المركزة والأدوية وشح عدد جرعات اللقاح التي وصلت إلى غزة مقارنة مع عدد السكان.

وأبدت السيدة الأربعينية هبة الخليلي وهي أم لثلاثة أطفال، تخوفها الشديد من انتشار مرض كورونا في القطاع بشكل كبير التي دفعها لعدم الخروج من منزلها منذ بدء شهر رمضان إلا عند الضرورة.

وتقول الخليلي لوكالة أنباء (شينخوا)، إن الوضع في غزة "أصبح مخيف وكل يوم نرى قريب أو صديق مصاب بفيروس كورونا الذي لا يفرق بين صغير وكبير".

وتضيف الخليلي بينما ترتدي الكمامة على وجهها ولم يفارق المعقم يدها، أن تأخير الإصابة نوعا ما وحماية أفراد أسرتك يمكن في إتباع إجراءات الوقاية والسلامة.

وحذر أطباء ومختصون في لجنة الوبائيات وزارة الصحة من أن الوضع الحالي في القطاع الذي يسجل أعداد كبيرة من إصابات وحالات وفاة بمرض فيروس كورونا يوميا "يدعو للقلق".

ويتواجد داخل مستشفى غزة الأوروبي المخصص لعلاج الحالات الخطيرة من مرضى كورونا قرابة 140 مصابا، 40 حالة منها حرجة، والبقية خطيرة بحاجة للدعم بأجهزة التنفس الاصطناعي المختلفة، وسط مخاوف رسمية من ازدياد في الأعداد مع قادم الأيام.

وتوقع المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، من ازدياد أعداد الإصابات ناجم عن وجود سلالات جديدة من فيروس كورونا غير مكتشفة داخل القطاع، مشيرا إلى أن غزة ليس بمنأى عن التحولات الوبائية التي يشهدها العالم ومحيطه.

وقال القدرة للصحفيين في غزة، إن منحنى المرض في غزة ما زال في حالة صعود، والموجة الثانية التي تعصف بالقطاع في عنفوانها، لافتا إلى أن حالات الدخول لمستشفيات العزل ما زالت في ازدياد مستمر.

وأوضح أن وزارة الصحة لا يمكن أن تتوقع مسار الموجة الثانية للمرض ولا لأي مدى يمكن أن تصل ذروة انتشاره، فيما يجري متابعة الحالة على مدار الساعة ويتم اتخاذ ما يلزم في العمل الصحي.

وأكد القدرة، أن المنظومة الصحية في القطاع حتى اللحظة ما زالت قادرة على التعامل مع حجم الإصابات التي تصل إلى مستشفيات العزل وإنتاج كميات الأكسجين اللازم.

وأشار إلى أن قطاع غزة يحتاج إلى تطعيم مليون و200 شخص تزيد أعمارهم عن 18 عاماً وفق برتوكولات منظمة الصحة العالمية، فيما ما وصل للقطاع خلال الفترة الماضية من اللقاحات المختلفة (81 ألفا و600 جرعة) وتكفي لـ(40 ألفا و800 شخص).

ودفع تصاعد أعداد حالات الإصابات والوفاة بمرض فيروس كورونا وزارة الداخلية إلى اتخاذ قرارات مشددة الليلة الماضية من بينها فرض الإغلاق الليلي الشامل يوميا من أذان المغرب وحتى الفجر، اعتباراً من غدا الخميس ولمدة أسبوع.

وشمل قرار الوزارة وفق ما أعلنت في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، منع الحركة كلياً للمشاة والمركبات، وإغلاق جميع القطاعات والمحال التجارية، والمنشآت بما فيها المساجد.

كما قررت استمرار منع حركة المركبات يومي الجمعة والسبت بشكل كامل، حظر التجمعات في الأماكن العامة بما فيها الأفراح وبيوت العزاء، وإغلاق الصالات، والمنتزهات، والأسواق الشعبية الأسبوعية.

ويؤدي الإغلاق المفروض على سكان غزة لمواجهة مرض فيروس كورنا والقيود المفروضة على التفاعل الاجتماعي خلال شهر رمضان وتفاقم التحديات الاقتصادية يؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد في القطاع.

واضطر الشاب الثلاثيني درويش الرنتيسي صاحب محل مستحضرات تجميل في مدينة غزة إلى كتابة لوحة "ممنوع الدخول دون ارتداء كمامة" خوفا من إصابته بالفيروس.

ويقول الرنتيسي (35 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "نسبة المبيعات خلال شهر رمضان ترتفع داخل المحل ولا يمكنني إغلاق المحل تحت أي ظرف من الظروف".

أما الشاب العشريني أحمد حماد فيرى أن مرض فيروس كورونا الجديد أثر على العادات والتقاليد التي يقوم بها سكان القطاع في كل عام من شهر رمضان.

ويقول حماد لـ((شينخوا))، إن إجراءات الإغلاقات جراء انتشار مرض فيروس كورونا "حرمتنا من الطقوس التي عادة ما نقوم بها خلال هذا الشهر من إقامة موائد طعام جماعية وزيارة الأرحام والخروج إلى المطاعم والمقاهي".

بدوره، لم يستطع الشاب محمد منير تناول طعام الإفطار مع عائلته كما هو معتاد في شهر رمضان بسبب إصابته بمرض كورونا وخضوعه للعزل المنزلي منذ 6 أيام بعد نقل العدوى إليه أثناء العمل.

ويقول منير المتزوج ووالد طفل بصوت خافت من شدة الإعياء لـ((شينخوا))، إن الإصابة تؤثر عليه نفسيا لبعده عن أفراد عائلته في شهر رمضان وخوفا من نقل العدوى إليهم عن طريق الخطأ.

ويعاني قطاع غزة من تداعيات فرض إسرائيل حصارا مشددا عليه منذ منتصف العام 2007 بما يشمل قيودا على حركة الأفراد والبضائع وسط تحذيرات دولية من معدلات خطيرة لانعدام الأمن الغذائي والفقر والبطالة في صفوف السكان.

يأتي ذلك فيما سجلت الأراضي الفلسطينية اليوم، 18 حالة وفاة بمرض فيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية توزعت بواقع 8 حالات في الضفة الغربية و10 في قطاع غزة.

وأفاد التقرير اليومي لوزارة الصحة تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، بتسجيل 1748 إصابة جديدة بالمرض، 480 منها في الضفة الغربية و1268 في غزة، مقابل 2536 حالة تعاف.

وبذلك ترتفع حصيلة الإصابات بالمرض في الأراضي الفلسطينية منذ مارس 2021 إلى 314869 بينهم 28897 حالة نشطة، و282608 حالات تعاف، بينما بلغ إجمالي عدد الوفيات 3364.

وفيما يخص الأشخاص الذين تلقوا التطعيم المضاد لمرض كورونا، بلغ عددهم الإجمالي في الضفة الغربية وقطاع غزة 167549 شخصا، بينهم 34730 تلقوا جرعتين من اللقاح.

pagebreak

pagebreak

pagebreak

pagebreak

pagebreak

pagebreak