عيد قوارب التنين الصيني على المسرح العالمي
بكين 3 يونيو 2022 (شينخوانت) يعد عيد قوارب التنين، باعتباره أحد الأعياد التقليدية الأربعة في الصين، تراثا ثقافيا مشتركا للبشرية جمعاء. ومع الانتشار المتزايد لجاذبية الثقافة الصينية، دخل عيد قوارب التنين القديم تدريجيا في دائرة اهتمام جميع دول العالم.
وتمثل مدينة ميلوه بمقاطعة هونان موطن التراث الثقافي العالمي غير المادي ــ عيد قوارب التنين، حيث ظلت صناعة قوارب التنين متواجدة حتى يومنا هذا. وفي السنوات الأخيرة، عززت حكومة بلدية ميلوه نشر ثقافة قوارب التنين، وشكلت نمطا جديدا من التنمية الصناعية التي تتخذ قوارب التنين وسباق قوارب التنين وتصنيع قوارب التنين أعمدة لها، كما تصدر قوارب التنين والمنتجات المتعلقة بها إلى الخارج، مما جذب الانتباه من جميع أنحاء العالم.
ومع تزايد شعبية منافسات قوارب التنين وأنشطة اللياقة البدنية في الداخل والخارج، تطورت صناعة قوارب التنين في مدينة ميلوه بسرعة، وزادت شعبيتها ومبيعاتها عاما بعد آخر. وفي قرية تشيوزيتسي التي يبلغ عدد سكانها خمسين ألف نسمة، يعمل أكثر من ثلاثة آلاف شخص في قطاعات سباق قوارب التنين والتدريب والتصنيع والمرافق الداعمة. وقال يوي داو يانغ رئيس الدائرة الثقافية بالقرية لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن كل مصنع لقوارب التنين في القرية يمكنه توفير خمسين فرصة عمل. ونظرا لأن قوارب التنين في مدينة ميلوه تتميز بشكل رائع ونوعية جيدة فقد حظيت باعتراف وترحيب من المستهلكين المحليين والأجانب وصُدِّرت إلى اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايلاند وغيرها من الدول.
وقال لي جيان جيون رئيس جمعية قوارب التنين بمدينة ميلوه إن هناك عشرين مصنعا لإنتاج قوارب التنين في المدينة، وتتجاوز قيمة مبيعاتها السنوية 18 مليون دولار أمريكي. ويغطي متوسط المساحة لكل مصنع أكثر من ألفي متر مربع، وتنتج قوارب تنين خشبية وأخرى بلاستيكية مدعمة بالألياف الزجاجية ومشغولات يدوية لقوارب التنين. ويبلغ الإنتاج السنوي حوالي 4 آلاف من مختلف أنواع قوارب التنين التي تتراوح سعتها من 12 إلى 22 شخصا. وبالإضافة إلى جزء صغير من القوارب بمواصفات خاصة حسب الطلب.
ونظمت مدينة ميلوه بنجاح أنشطة قوارب التنين الدولية مثل سباق قوارب التنين الدولي بنهر ميلوه. وحُسِّن مضمار السباق وصالات المحاضرات وغيرها من الأماكن والمرافق، كما وُسِعت سمعة مدينة ميلوه بشكل مستمر. وقال لي جيان جيون إنهم يعتزمون تنظيم الأنشطة الدولية المتميزة مثل سباق قوارب التنين الدولي لمسافة 15 كيلومترا بنهر ميلوه. ومن المخطط أن تنظم فعاليات عالية المستوى مثل كأس العالم وبطولة العالم لقوارب التنين في السنوات القليلة المقبلة لنشر الثقافة التقليدية الصينية بشكل أفضل. وتسعى المدينة جاهدة لجعل سباق قوارب التنين حدثا رسميا ضمن الألعاب الأولمبية.
وفي المستقبل تخطط مدينة ميلوه لتكامل موارد مصانع قوارب التنين فيها، وتسريع بناء سلسلة صناعية كاملة لثقافة قوارب التنين المدعومة بتصنيع قوارب التنين، والسياحة الثقافية لقوارب التنين، ومراكز سباقات قوارب التنين، حتى يتمكن العالم من معرفة مدينة ميلوه التي تسمى بمسقط رأس قوارب التنين.
وفي السنوات الأخيرة، عملت مدينة ميلوه على توريث ثقافة عيد قوارب التنين وتطويرها بوصفه مشروعا رئيسيا لدفع الثقافة التقليدية الصينية الممتازة قُدما، وتعزيز القوة الناعمة الثقافية والقوة الصلبة للتنمية الاقتصادية، وتسريع ترويج أعمال حماية التراث غير المادي، واستكشاف مفهوم "حماية التراث الثقافي غير المادي + السياحة الثقافية"، لجذب المزيد من الاهتمام في الداخل والخارج.
ويحمل مهرجان قوارب التنين، الذي وراءه تاريخ الصين العريق وثقافتها المشرقة، المشاعر الوطنية وحكمة الشعب وروح الأمة. ومن خلال السماح لثقافة مهرجان قوارب التنين بالوقوف على الساحة العالمية فقط، يمكن للقصص الصينية أن تطير إلى جميع أنحاء العالم مثل الهندباء وتكسب ترحيبا وثناءً أوسع.