شي جين بينغ يحضر تجمعاً للاحتفال بالذكرى الـ25 لعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم، ومراسم تنصيب حكومة فترة الولاية السادسة للمنطقة
هونغ كونغ 2 يوليو 2022 (شينخوا) في صباح الأول من يوليو عام 2022، أقيم تجمع مهيب للاحتفال بالذكرى الـ25 لعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم ومراسم تنصيب حكومة فترة الولاية السادسة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة في مركز هونغ كونغ للمؤتمرات والمعارض. وحضر التجمع شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وهو أيضا الرئيس الصيني، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، وألقى فيه كلمة مهمة. وأكد أنه وعلى مدى الـ25 سنة الماضية، وبدعم الوطن الأم الكامل والجهود المشتركة من قبل حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة ومختلف الأوساط الاجتماعية، حققت ممارسات "دولة واحدة ونظامان" نجاحا معترف به عالميا. ومبدأ "دولة واحدة ونظامان" الذي تم اختباره خلال الممارسة مرارا وتكرارا يتفق مع المصالح الأساسية للبلاد والأمة والمصالح الأساسية لمنطقتي هونغ كونغ وماكاو، ويحظى بتأييد كامل مما يزيد عن 1.4 مليار من أبناء شعب الوطن الأم، ودعم مشترك من جانب أهالي هونغ كونغ وماكاو، وكذلك اعتراف واسع النطاق من قبل المجتمع الدولي. لذلك، لا مبرر لتغييره بل يجب الالتزام به لفترة طويلة نظرا لكونه نظاما سليما.
وساد جو موقر وحماسي قاعة التجمع، وخلف منصة الرئاسة علم وشعار جمهورية الصين الشعبية وعلم منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، بشكل لافت للنظر. وعندما دخل شي وعقيلته بنغ لي يوان قاعة التجمع، برفقة جون لي الرئيس التنفيذي لحكومة فترة الولاية السادسة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة وزوجته جانيت لام، وقف جميع الحاضرين وصفقوا لهم بحرارة.
وفي الساعة العاشرة صباحًا، انطلق تجمع الاحتفال ومراسم التنصيب. ووقف الجميع لإنشاد النشيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية.
وصعد شي إلى منصة الرئاسة لترؤس مراسم أداء اليمين. وكان جون لي أول من أدى اليمين، فرفع يده اليمنى أمام علم وشعار جمهورية الصين الشعبية وعلم منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وأدى اليمين رسميًا وفقًا لما هو منصوص عليه في القانون الأساسي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة.
وبعد ذلك، ترأس شي مراسم أداء اليمين للمسؤولين الرئيسيين في حكومة فترة الولاية السادسة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة تحت قيادة جون لي.
ثم ترأس جون لي مراسم أداء اليمين لأعضاء المجلس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة.
وألقى شي كلمة مهمة وسط التصفيق الحار. وبادئ ذي بدء، قدم خالص تحياته إلى جميع المواطنين في هونغ كونغ، وأحر التهاني لجون لي، الرئيس التنفيذي الجديد، وكبار المسؤولين، وأعضاء المجلس التنفيذي لحكومة فترة الولاية السادسة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة. كما عبّر عن شكره القلبي للمواطنين داخل البلاد وخارجها والأصدقاء الأجانب على دعمهم لقضية "دولة واحدة ونظامان"، وازدهار واستقرار هونغ كونغ.
وأكد شي على أنه تُدون في سجل التاريخ لحضارة الأمة الصينية الممتدة لأكثر من خمسة آلاف سنة الحياة الزراعية الجادة لأسلافنا على أرض لينغنان (جنوب التلال الخمسة). كما يُدون في سجل تاريخ الصين المعاصر الذلُ الكبير الناجم عن التنازل اضطرارا عن هونغ كونغ، ناهيك عن النضال الشاق الذي خاضه أبناء الشعب الصيني بغية انتشال الوطن في الأوقات العصيبة. وكذلك تُدون في سجل التاريخ للكفاح العظيم الذي قاد الحزب الشيوعي الصيني أبناء الشعب الصيني للمشاركة فيه والذي استمر لما يقرب من قرن المساهمات الاستثنائية والمهمة التي قدمها المواطنون في هونغ كونغ. فمنذ فجر التاريخ، لطالما شارك المواطنون في هونغ كونغ مع الوطن الأم في السراء والضراء وارتبطوا به ارتباط الدم باللحم.
وشدد شي على أن المقاصد الأساسية لمبدأ "دولة واحدة ونظامان" هي حماية سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية والحفاظ على الازدهار والاستقرار الدائمين في هونغ كونغ وماكاو. وكل ما تفعله الحكومة المركزية هو لصالح البلاد، ولصالح هونغ كونغ وماكاو، ولصالح المواطنين في المنطقتين. ومبدأ "دولة واحدة ونظامان" الذي تم اختباره خلال الممارسة مرارا وتكرارا يتفق مع المصالح الأساسية للبلاد والأمة والمصالح الأساسية لمنطقتي هونغ كونغ وماكاو، ويحظى بتأييد كامل مما يزيد عن 1.4 مليار من أبناء شعب الوطن الأم، ودعم مشترك من جانب أهالي هونغ كونغ وماكاو، وكذلك اعتراف واسع النطاق من قبل المجتمع الدولي. لذلك، لا مبرر لتغييره بل يجب الالتزام به لفترة طويلة نظرا لكونه نظاما سليما.
وأشار شي إلى أن الممارسات الغنية لـ"دولة واحدة ونظامان" في هونغ كونغ تركت الكثير من الخبرات القيمة والإلهام العميق، مضيفا أنه لا يمكن ضمان مواصلة تطور قضية "دولة واحدة ونظامان" نحو الاتجاه الصحيح بثبات، إلا من خلال الفهم العميق والاستيعاب الدقيق لقوانين ممارسته.
أولا، يجب تنفيذ مبدأ "دولة واحدة ونظامان" على نحو شامل ومحكم. ويعد مبدأ "دولة واحدة ونظامان" منظومة متكاملة، وإن حماية سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية هي أعلى المبادئ في إطار "دولة واحدة ونظامان". وعلى هذا الأساس، ستحافظ هونغ كونغ وماكاو على نظامهما الرأسمالي القائم لفترة طويلة، وفي نفس الوقت، تتمتعان بدرجة عالية من الحكم الذاتي. وإن التنفيذ الكامل والمحكم لمبدأ "دولة واحدة ونظامان" سيخلق مساحة لا حدود لها للتنمية في هونغ كونغ وماكاو. وكلما ازدادت متانة مبدأ "دولة واحدة"، تتضح مزايا "نظامان" أكثر جلاء.
ثانيا، يجب التمسك بالولاية القضائية الشاملة للحكومة المركزية مع ضمان الدرجة العالية من الحكم الذاتي للمنطقة الإدارية الخاصة. وتدعم الولاية القضائية الشاملة للحكومة المركزية إزاء المنطقة الإدارية الخاصة حقَ المنطقة في درجة عالية من الحكم الذاتي. وفي الوقت نفسه، تحترم الحكومة المركزية بشكل كامل هذا الحكم الذاتي الذي تتمتع به المنطقة الإدارية الخاصة وفقا للقانون وتحافظ عليه بثبات. وإن إنفاذ الولاية القضائية الشاملة للحكومة المركزية وضمان درجة عالية من الحكم الذاتي في المنطقة الإدارية الخاصة جانبان لا يتجزآن من نفس السياسة، وإنه فقط من خلال ضمان كليهما يمكننا أن ندير المنطقة الإدارية الخاصة بشكل جيد حقًا.
ثالثا، يجب تطبيق مبدأ "الوطنيون يديرون شؤون هونغ كونغ". ويجب أن تكون الحكومة في أيدي الوطنيين، الأمر الذي يعد قاعدة سياسية عالمية. ويعد تولي الوطنيين زمام السلطة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة مطلبا حتميا لضمان أمن المنطقة واستقرارها طويلي الأمد ويجب عدم المساس به تحت أي ظرف من الظروف. وتماشيا مع وضع سلطة الحكم في الأيدي الصحيحة، يتم الحفاظ على استقرار هونغ كونغ وازدهارها والمصالح الحيوية للمواطنين في هونغ كونغ الذين فاق تعدادهم سبعة ملايين.
رابعا، يجب الحفاظ على مكانة هونغ كونغ ومزاياها الفريدة. تتميز هونغ كونغ عن غيرها بالمزايا البارزة المتمثلة في التواصل الوثيق مع العالم وتلقي الدعم القوي من قبل الوطن الأم. وتظل الحكومة المركزية تدعم هونغ كونغ بشكل كامل للحفاظ الدائم على مكانتها ومزاياها الفريدة وتمتين مكانتها كمركز دولي للمالية والشحن البحري والتجارة، وضمان بيئة الأعمال التجارية الحرة والمنفتحة والمنتظمة وصيانة نظام القوانين العادية فيها، وتوسيع التواصل الدولي السلس والسهل. وستقدم هونغ كونغ بكل تأكيد مساهمات جليلة في المسيرة التاريخية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل وتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.
وقدم شي أربعة مقترحات للحكومة الجديدة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة والشخصيات من الأوساط الاجتماعية المختلفة بالمنطقة.أولا، التركيز على رفع مستوى الحوكمة، وإظهار ملامح جديدة للحكومة ذات السياسات الصالحة والحكم الرشيد. ثانيا، الاستمرار في تعزيز زخم التنمية، وإطلاق العنان للقوة الخلاقة الهائلة وحيوية التنمية الجبارة التي تكمن في مجتمع هونغ كونغ بصورة مستفيضة. ثالثا، اتخاذ تدابير عملية لحل المشاكل المتعلقة بمعيشة الشعب، وجعل منجزات التنمية تفيد جميع أهالي هونغ كونغ على نحو أكثر وفرة وعدالة. رابعا، بذل جهود مشتركة للحفاظ على الانسجام والاستقرار وخلق حياة أفضل.
وأكد شي على أنه من الضروري إيلاء اهتمام خاص للشباب، وتوجيههم للتعرف بشكل معمق على الاتجاه الأساسي لتطور البلاد والعالم، وتعزيز إحساسهم بالفخر الوطني وإدراكهم بأنهم سادة الدولة، ومساعدتهم على حل المشاكل الواقعية المتعلقة بالتعليم والتوظيف وريادة الأعمال وشراء المساكن، وخلق مزيد من الفرص حتى يتسنى لهم النمو ليصبحوا أكفاء، آملا في انضمام كل شباب هونغ كونغ إلى صفوف بناء هونغ كونغ الجميلة، وتدوين صفحات رائعة في سجل حياتهم بريعان شبابهم.
وأشار شي إلى أن النهضة العظيمة للأمة الصينية قد دخلت عملية تاريخية لا رجعة فيها، حيث يعد دفع التطبيق الناجح لمبدأ "دولة واحدة ونظامان" في هونغ كونغ جزءا مهما من هذه العملية. فنحن على يقين بأنه مع الدعم الثابت من جانب الوطن الأم العظيم والضمان المتين الذي يوفره مبدأ "دولة واحدة ونظامان"، في المسيرة الجديدة لتحقيق أهداف الكفاح بحلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، من المؤكد أن تحرز هونغ كونغ إنجازات أكبر، وسيكون بمقدورها أيضا تشارك الشرف المجيد بتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية مع بقية أبناء شعب الوطن الأم.
وبدوره، قال جون لي في كلمة ألقاها خلال التجمع إنه يشعر بالفخر الشديد لكونه رئيسا تنفيذيا لحكومة فترة الولاية السادسة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، كما ويدرك أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتقه، فسيقود فريق الإدارة التنفيذية لبذل أقصى الجهود للاتحاد والتضامن مع الأوساط الاجتماعية في هونغ كونغ والتطبيق الشامل والمحكم لمبادئ "دولة واحدة ونظامان" و"أهالي هونغ كونغ يديرون شؤون هونغ كونغ" ودرجة عالية من الحكم الذاتي، وحماية النظام الدستوري للمنطقة الإدارية الخاصة الذي حدده الدستور والقانون الأساسي، وحماية سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية، وضمان ازدهار هونغ كونغ واستقرارها على المدى الطويل، سعيا لتقديم مساهمات في إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية.
وحضر التجمع أيضا دينغ شيويه شيانغ، وشيوي تشي ليانغ، وشن يويه يويه، ووانغ يي، وشيا باو لونغ.
وكان بين الحضور أيضا ليونغ تشون يينغ، نائب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وهو يات سنغ، الرئيس التنفيذي لمنطقة ماكاو الإدارية الخاصة، وكاري لام، الرئيسة التنفيذية السابقة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وممثلون من مناحي الحياة بهونغ كونغ وضيوف مدعوون آخرون.