تغيرات هائلة تطرأ على إنتاج واستهلاك الآيس كريم في الصين
بكين 18 يوليو 2022 (شينخوانت) يعتبر الآيس كريم من أشهر الحلويات للناس من جميع الأعمار في مختلف البلدان، وتجلب نكهاته المتنوعة والشهية والمغرية سعادة كبيرة لحياة الناس. وفي ظل اتجاه ترقية مستوى الاستهلاك الصيني، تقوم محلات إنتاج الآيس كريم أيضا بتغيير المذاق والتعبئة والمكونات باستمرار، مما يلبي الاحتياجات الفردية والمتنوعة للمستهلكين. ومع ذلك، وبغض النظر عن كيفية تغيره، فإن ذكريات الناس الحلوة المرتبطة بالآيس كريم تظل على ما كانت عليه.
ولدت السيدة يوه في مدينة بينتشو بمقاطعة شاندونغ في عام 1963. وفي طفولتها كان الآيس كريم سلعة استهلاكية فاخرة للغاية، وكان القليل من الآيس كريم في الصيف يمكنه جعل الطفولة حلوة ومبهجة. وتتذكر أنها عندما كانت في المدرسة الابتدائية ومع حلول فصل الصيف من كل عام تظهر الجدات اللاتي يدفعن عربات خشبية في الشارع لبيع الآيس كريم من صنعهن. وكان الآيس كريم في ذلك الوقت عبارة عن ماء سكر أبيض مجمد، ومع ذلك شكل أيضا مصدر سعادة للصغار خلال مرحلة طفولتها.
وتماشيا مع تطور العصر، تتغير أصناف ونكهات الآيس كريم تدريجيا. وولدت السيدة تشانغ في مدينة شانغهاي عام 1987. وفي طفولتها كان أكثر ما يثير إعجابها هو الآيس كريم بنكهة الفواكه بألوان متنوعة. وكان الآيس كريم الأخضر بنكهة التفاح والآيس كريم الأصفر بنكهة البرتقال والآيس كريم الأبيض بنكهة الحليب في الواقع مكعبات ثلج مضافا إليها لون ونكهة طعم، وهو بارد جدا في الفم ويذوب بسرعة.
ويحب ابن السيدة تشانغ البالغ من العمر ستة أعوام الآيس كريم أيضا. وبالمقارنة مع جيل السيدة تشانغ، فقد حدثت تغييرات كبيرة في أنواع الآيس كريم. وقال لوكالة أنباء شينخوا إنه يحب تناول الآيس كريم بنكهة الشوكولاتة أكثر من غيرها والذي يخلط أيضا مع الكثير من المكسرات فهي مغذية ولذيذة.
ومع التحسين المستمر لمستوى معيشة الشعب الصيني تجلب ترقيات الاستهلاك المزيد من الاحتياجات الفريدة والمتنوعة. ولم يعد الآيس كريم البسيط قادرا على إرضاء ذوق الناس، وبدلاً من ذلك اُستعيض عنه بمجموعة جديدة من أنواع الآيس كريم الإبداعية. ويجعل الذوق الجديد والشكل الجميل عشاق هذه الحلوى مدمنين لها.
وطرح محل خاص لبيع الحلويات في شارع تشيانمن ببكين آيس كريما إبداعيا هذا الصيف حيث يمكن للناس شراء آيس كريم بشكل "برج تشيانمن" بنكهات الشوكولاتة أو الفانيليا. واشترى العديد من المستهلكين هذا الآيس كريم لالتقاط الصور مع مبنى برج تشيانمن والذي أصبح منظرا طبيعيا في الشارع. وقال شو هونغ نان مدير المحل الذي يبيع هذا الآيس كريم للمراسل إنه منذ طرح هذا الآيس كريم الإبداعي بيعت الآلاف من قطع الآيس كريم يوميا، وهذا الآيس كريم ليس مجرد حلوى صيفية فحسب بل إنه يمثل أيضا تاريخ وثقافة بكين.
وفي شهر أكتوبر من كل عام في بكين يكون الطقس باردا قليلا. ولا يزال هناك طابور طويل عند مدخل محل شهير لبيع الشاي في بكين حيث ينتظر الناس بصبر لمجرد تذوق الآيس كريم بنكهة الشاي الأخضر من هذا المحل العريق. ويقدم هذا المحل الشهير الذي افتتح قبل قرن من الزمان الآيس كريم بنكهة الشاي الأخضر منذ أكثر من عشر سنوات، ويتوافد الناس إليه بلا انقطاع لشراء الآيس كريم سواء كان الفصل صيفا أو شتاء. وقال مدير هذا المحل للمراسل إن هذا الآيس كريم المصنوع من الحليب الطازج والشاي الأخضر، ليس لذيذا ومغذيا فحسب بل يتمتع بخصائص بكين، وقد جذب العديد من السياح المحليين والأجانب لتذوقه مما أصبح بطاقة جديدة لمدينة بكين.
ووفقا لإحصاءات، فقد تجاوز حجم سوق الآيس كريم في الصين 24 مليار دولار أمريكي في العام الماضي ليتبوأ المرتبة الأولى في العالم. وعلى الرغم من أن الآيس كريم لم يعد طعاما "لإرواء العطش" في الصين، إلا أن سوقه قد شهدت تغيرات جذرية، وبغض النظر عن كيفية تغيره، فإن الذكرى الحلوة الفريدة التي تركها الآيس كريم للصينيين لا تزال غير قابلة للتعويض.