أساليب جديدة للاحتفال بعيد "تشيشي" التقليدي
بكين 4 أغسطس 2022 (شينخوانت) يصادف الرابع من أغسطس هذا العام عيد "تشيشي" التقليدي، وهو أيضا العام السادس عشر على إدراج عيد "تشيشي" في الدفعة الأولى من قوائم التراث الثقافي الوطني غير المادي في الصين. وتقول أسطورة صينية إنه في اليوم السابع من الشهر السابع القمري كل عام، يلتقى الشاب "نيو لانغ" مع جنية النسيج "تشي نيوي" على السماء عبر جسر من طيور العقعق، وانتقلت قصة الحب هذه حتى يومنا الحاضر، وتطورت تدريجيا إلى عيد تقليدي يوليه الصينيون أهمية كبيرة. وفي الزمن الحالي، فإن عيد "تشيشي" الذي يعتبر عيد الحب الصيني لم يَعفُ عليه الزمن فحسب، بل يظهر سحرا أكثر حداثة وعصرية أيضا. ويرى خبراء الفولكلور أنه على الرغم من تغير دلالات وعادات عيد "تشيشي"، إلا أنه لا يزال يتمتع بحيوية قوية في الوقت الحالي.
ونشأ عيد "تشيشي"، المعروف أيضا باسم عيد "تشيتشياو" (صنع المنتجات اليدوية) في الصين، وهو عيد تقليدي في دول شرق آسيا أيضا. ومع تعزيز حماية التراث الثقافي غير المادي وتوريثه للأجيال الجديدة، أولى الناس مزيدا من الاهتمام للمعنى التقليدي لهذا العيد واستكشافه وأصبح "الأسلوب الصيني" موضة جديدة لقضاء العيد.
وفي منطقة جنوبي مقاطعة قانسو غربي الصين، بدأت العديد من النساء صنع المنتجات اليدوية قبل عيد "تشيشي". وتعود هذه العادة الشعبية التي تستمر لمدة سبعة أيام وثماني ليالٍ إلى ما قبل ألف عام. وتمارس النساء خلالها سلسلة من الطقوس للابتهال إلى جنية النسيج لإعطاء الذكاء والزواج والحياة السعيدة لهن. ومع اقتراب العيد، استضافت إحدى الحدائق الصناعية الإبداعية في مدينة نانتشانغ بمقاطعة جيانغشي عروضا لأزياء من عهد أسرة هان الملكية وعروض الزفاف القديمة وعروض الرقص الامبراطوري وغيرها من الأنشطة المميزة.
وبالإضافة إلى الأنشطة الشعبية التقليدية، يفضل المزيد من الشباب الصينيين أساليب أكثر حداثة وإثارة للاحتفال بالعيد. واختارت الشابة تشين بي ليان من مقاطعة شاندونغ صنع الفخار مع صديقها خلال العيد، وقالت لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن الاحتفال بعيد "تشيشي" لا ينبغي اقتصاره على الأكل ومشاهدة الأفلام وزيارة مراكز التسوق، ويعد العيد رمزا للحب ويحتوي أيضا على تقاليد الصين وثقافتها، لذلك في هذا اليوم، اختارت الخروج مع صديقها لإنجاز عمل فخار، من التصميم إلى إكمال العمل معا، ولا يريح عمل الفخار جسديهما وعقليهما فحسب، بل يترك لهما أيضا ذكريات رائعة ويعزز العلاقة بينهما.
وبالمقارنة مع السنوات الماضية، فلا يزال إهداء الزهور إلى الحبيبات هو طريقة الاستهلاك الرئيسية في عيد "تشيشي". وعندما زار المراسل محلات بيع الزهور ببكين مؤخرا، لاحظ جميع أنواع الباقات الإبداعية التي تملأ كل مكان، وكان تصميم صندوق هدايا الزهور أيضا مبتكرا. وقالت شياو شي، صاحبة أحد محلات بيع الزهور في بكين للمراسل إن "صندوق هدايا مفاجئة" طرح للبيع هذا العام، حيث يحتوي صندوق الهدايا على أزهار وهدايا، مثل أحمر الشفاه والعطور وغيرها ، ويحظى بشعبية كبيرة بين الشباب.
وبالإضافة إلى ذلك، يحفز عيد "تشيشي" أيضا استهلاك الهدايا مثل الحليّ والساعات الذهبية. وقال صاحب أحد متاجر المجوهرات الذهبية للمراسل إنه وفقا للتجارب السابقة، فقد كانت المبيعات اليومية قبل العيد وبعده تصل إلى 150 ألف دولار أمريكي، أي حوالي خمسة أضعاف المبلغ المعتاد.
وأشارت السيدة تشانغ بوه، نائبة الأمين العام لجمعية الفولكلور الصينية، إلى أن أسلوب الاستهلاك خلال الأعياد يمكنه زيادة نشر الرموز الثقافية للأعياد التقليدية. وقالت إن ازدهار التجارة خلال الأعياد تعد أمرا جيدا، حيث نرى فيه ازدهار الأعياد وبالتالي ازدهار المجتمع. وبعبارة أخرى، فإن الغرض من التسوق ليس التجارة بحد ذاتها، بل خلق جو احتفالي يعكس الرموز الثقافية التقليدية.
وقال العديد من الشباب الذين أجرى المراسل مقابلات معهم إن شراء الهدايا خلال عيد "تشيشي" هو مجرد شكل، والأهم من ذلك هو فهم الدلالة الثقافية التقليدية للعيد. وقال تشانغ شياو شان طالب جامعي في السنة الرابعة ببكين إنه يعتقد أن جوهر عيد "تشيشي" يكمن في ثقافة الأسرة الصينية المتمثلة في تشارك السراء والضراء، والتي لا تشمل الحب فحسب، بل تشمل أيضا الثقافة الأسرية للعشاق الذين ما زالوا معا بعد الشدائد، وأضاف أن الاحترام والتقدير بين الزوج والزوجة أو بين العشاق، والتكاتف في الشدة والرخاء، هي جوهر عيد "تشيشي".