(وسائط متعددة) تحقيق إخباري: غارات إسرائيل على غزة تعيد أذهان سكانها لأيام من المآسي محفورة في ذاكرتهم

(وسائط متعددة) تحقيق إخباري: غارات إسرائيل على غزة تعيد أذهان سكانها لأيام من المآسي محفورة في ذاكرتهم

2022-08-07 06:50:15|xhnews

في الصورة الملتقطة يوم 6 أغسطس 2022، دخان يتصاعد عقب غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة. (شينخوا)

غزة 6 أغسطس 2022 (شينخوا) غارات إسرائيل الجديدة على قطاع غزة أعادت أذهان سكان القطاع إلى أيام من المآسي محفورة في ذاكرتهم، حيث مضي على هول الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة نحو 15 شهرا.

وشنت إسرائيل عصر أمس الجمعة سلسلة من الغارات المفاجئة على أهداف لحركة الجهاد الإسلامي في مناطق متعددة من القطاع الساحلي المحاصر منذ العام 2007 ويقطنه أكثر من مليوني نسمة.

ومثل القصف الإسرائيلي صدمة كبيرة وغير متوقعة للعائلات الفلسطينية في القطاع التي كانت تتحضر بالخروج كما نهاية كل أسبوع للاستجمام على شاطئ البحر أو المنتزهات بسبب حرارة الصيف وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.

وعقب الغارات الإسرائيلية المكثفة التي ردت عليها سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي بإطلاق رشقات من الصواريخ بدت شوارع القطاع شبه خالية من المشاة وأصبحت حركة المركبات متوقفة عدا عن طواقم الدفاع المدني والإسعاف.

كما أغلقت المقاهي والفنادق المطلة على شاطيء البحر أبوابها بعد مغادرة زوارها على الفور خشية على حياتهم، ومنذ ساعات صباح اليوم شلت الحركة التجارية تماما عدا عن المخابز وقررت الجامعات في غزة عدم استقبال الطلبة حرصا على سلامتهم.

ويقول محمد سعدي أحد سكان "برج فلسطين" السكني الذي حظي بأول ضربة من قبل الطائرات الإسرائيلية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن القصف "حدث فجأة ودون سابق إنذار أثناء تواجدنا داخل الشقة".

وأضاف سعدي بينما يجلس على باب العمارة بعد أن هدأت الأوضاع وتمكنه من الخروج من الشقة برفقة أفراد عائلته أن القصف جرى في وقت العائلات كانت في حالة راحة وسكينة كون يوم الجمعة إجازة رسمية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة بدأ عملية "استباقية" تحت اسم "الفجر الصادق" ضد حركة الجهاد الإسلامي، ثاني أبرز الفصائل المسلحة في القطاع بعد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

في المقابل، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن التصعيد الإسرائيلي المستمر خلف 15 قتيلا بينهم تيسير الجعبري قائد منطقة غزة وشمال القطاع في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وطفلة وسيدتان وإصابة أكثر من 110 آخرين بجروح مختلفة.

وفي هذا الصدد، يقول سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس إن التصعيد الإسرائيلي في يومه الثاني على القطاع خلف دمارا في 650 وحدة سكنية منها 45 أصبحت غير صالحة للسكن.

وذكر معروف لـ((شينخوا)) أن التصعيد الحق الأضرار بالعديد من المؤسسات الأهلية بينها الإعلامية والحقوقية ومنازل المواطنين في انتهاك واضح للقوانين الدولية.

ودعا المجتمع الدولي للتوقف عن التعامل بازدواجية، مؤكدا أن ذلك هو ما أوصل إسرائيل للتعامل بهذه الطريقة وارتكابها "للجرائم والانتهاكات" بحق الفلسطينيين.

وغصت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة الطفلة آلاء قدوم، ومشاهد تشييع جثمانها الصغير الذي حمله جدها ملفوفا بالعلم الفلسطيني، وسط بكاء أفراد عائلتها بحرقة عليها.

ويقول جدها المنهار وعيونه تنمهر بالدموع لـ((شينخوا)) إن آلاء كانت تلهو أمام المنزل لحظة قصف الطيران الإسرائيلي هدف في محيط المكان بحي الشجاعية شرق مدينة غزة لتخترق شظية رأسها.

ويضيف الجد المكلوم الذي يكسو شعره الشيب "ما ذنب آلاء ليتم استهدافها وقتلها (..) هل كانت تقوم بضرب صواريخ على إسرائيل، مشيرا إلى أنها كانت تتجهز لدخول رياض الأطفال نهاية الشهر الجاري وطلبت ملابس وشنطة جديدة".

ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي على الغارة التي راحت ضحيتها قدوم.

ويقول مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى في جنيف السفير إبراهيم خريشة لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية إن "جريمة قتل الطفلة قدوم لا تحتاج للتحقيق وهي واضحة".

وأضاف خريشة أن البعثة الفلسطينية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قامت بمراسلة المقرر الخاص المعني بالقتل خارج إطار القانون في المجلس والمفوض السامي للضغط على إسرائيل لوقف "اعتداءاتها".

وطالب المجتمع الدولي بإتخاذ خطوات عملية لحل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني "لا يريد صواريخ وطائرات بل إنفاذ ما هو وارد في الاتفاقيات وقرارات الشرعية الدولية".

واندلع في مايو 2021، توترا عسكريا بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة على رأسها حركة (حماس) استمر لمدة 11 يوما وأسفر عن مقتل أكثر من 250 فلسطينيا، و13 إسرائيليا، ومنذ ذلك الوقت ساد الهدوء النسبي بين إسرائيل وقطاع غزة.

وسيطر مشهد الخوف والذعر على وجه الطفلة أسماء النجار (10 أعوام) بعد قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية شقة سكنية مجاورة لبيتهم في منطقة تل الهوا غرب مدينة غزة.

وتروي الطفلة الخائفة بصوت مرتجف لـ((شينخوا)) ما حدث قائلة إن القصف الإسرائيلي جرى على المنطقة أثناء تواجدي في الغرفة بصحبة شقيقي دون سابق إنذار ما أحدث حالة خوف شديدة لدينا.

ويقول مركز الميزان لحقوق الإنسان في بيان إن الهجمات الحربية الإسرائيلية "المباغتة التي أوقعت قتلى وجرحى في غزة تشكل تصعيدا خطيرا ينذر بتوسع دائرة العدوان".

وذكر بيان صادر عن المركز أن الهجمات تقدم مزيدا من الأدلة على مدى تحلل إسرائيل من التزاماتها بموجب القانون الدولي، واستمرارها في "ارتكاب انتهاكات جسيمة، ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ترقى لمستوى جرائم الحرب".

وطالب المجتمع الدولي بإدانة هذه "الانتهاكات الخطيرة"، والتحرك العاجل والفاعل لوقف الجرائم الإسرائيلية، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين في ظل استمرار وتصاعد جرائم الحرب المرتكبة بحقهم.

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين إنها تتابع بقلق بالغ آخر التطورات في غزة.

ودعا بيان صادر عن البعثة تلقت ((شينخوا)) نسخة منه جميع الأطراف إلى أقصى درجات ضبط النفس من أجل تجنب المزيد من التصعيد والضحايا، مؤكدا ضرورة القيام بكل شيء لمنع نزاع أوسع نطاقا والذي سيؤثر أولا على السكان المدنيين في كلا الجانبين.

وذكر البيان أن الأحداث تسلط الضوء مرة أخرى على الحاجة إلى استعادة الأفق السياسي وضمان وضع مستدام في غزة.

الصور