مقالة خاصة: نهب الموارد وقتل المدنيين من بين العديد من الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

مقالة خاصة: نهب الموارد وقتل المدنيين من بين العديد من الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

2022-08-16 15:02:45|xhnews

دمشق 16 أغسطس 2022 (شينخوا) نقل رتل مؤلف من 89 صهريجا نفطا تم استخراجه بشكل غير شرعي من سوريا إلى قواعد عسكرية أمريكية في العراق يوم السبت، في أحدث خطوة من الجانب الأمريكي لسرقة موارد البلد الذي مزقته الحرب، وفقا لتقارير وكالة الأنباء الرسمية السورية ((سانا)).

وجاء ذلك بعد يومين من إرسال الولايات المتحدة قافلة مؤلفة من 144 صهريجا بشكل مماثل لسرقة النفط من سوريا. وما نهب النفط المتواصل إلا واحدة من الجرائم العديدة التي ترتكبها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ولضمان هيمنتها السياسية والاقتصادية، كثيرا ما شن البلد الأكثر تقدما في العالم صراعات، وفرض جزاءات أحادية الجانب بشكل متعمد في هذه المنطقة، مما تسبب في كوارث إنسانية جسيمة لشعوب الشرق الأوسط.

-- السطو المفتوح

وفي 8 أغسطس، قالت وزارة النفط السورية في بيان إن متوسط الإنتاج اليومي من النفط السوري في النصف الأول من عام 2022 يبلغ 80300 برميل، في حين أن قوات الاحتلال الأمريكية و"مرتزقتها" يسرقون ما معدله 66 ألف برميل يوميا، وهو ما يمثل أكثر من 83 في المائة من إنتاج سوريا النفطي.

بعد تدخلاتها العسكرية المباشرة في سوريا في عام 2014، نشرت الولايات المتحدة قوات في المناطق الغنية بالنفط في سوريا، مثل محافظة الحسكة الشمالية الشرقية ومحافظة دير الزور الشرقية.

ووفقا للوزارة، فإن الأزمة الممتدة في سوريا كلفت قطاعها النفطي حوالي 105 مليارات دولار أمريكي من الخسائر المباشرة وغير المباشرة.

وقال وزير النفط السوري بسام طعمة ذات مرة إن الولايات المتحدة وحلفاءها مثل القراصنة الذين يطمعون في الثروة النفطية لبلاده.

واعتبر الخبير السياسي السوري محمد العمري أن نهب موارد النفط والغاز في سوريا هو واحد من "أبشع الصور للانتهاكات الأمريكية" لحقوق الإنسان.

وبعيدا عن النفط، قام التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة أيضا بتهريب القمح السوري وحرقه بالعديد من المرات. في مايو 2020، استخدم الجيش الأمريكي طائرات الأباتشي الحربية لإسقاط قنابل حارقة على مدينة الشدادي بجنوب محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، والتي أحالت محاصيل القمح المحلية إلى رماد، وهو ما أسفر أيضا عن مقتل 14 مدنيا سوريا وتسبب في أضرار بقيمة 50 مليون دولار تقريبا.

وكانت سوريا ذات يوم بلدا مصدرا للغذاء، وتواجه الآن نقصا حادا في الغذاء. ووفقا لبرنامج الغذاء العالمي، يواجه نحو 12.4 مليون شخص، أو قرابة 60 في المائة من سكان سوريا، انعدام الأمن الغذائي.

-- فظائع صادمة

تسببت التدخلات العسكرية الأمريكية في زيادة عدد الضحايا واللاجئين في سوريا. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بلغ عدد سكان سوريا أكثر من 22 مليون نسمة في 2011، في حين تسببت سنوات من الحروب والصراعات بمقتل أكثر من 250 ألف شخص ونزوح نصف السكان.

ووفقا للسجلات المتاحة، بين عامي 2016 و2019، قتل 3833 مدنيا في سوريا بشكل مباشر في قصف شنه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، نصفهم من النساء والأطفال. وعادة ما يميل الجانب الأمريكي إلى التستر على مثل هذه الجرائم.

في غارة جوية عام 2019 بالقرب من بلدة الباغوز في محافظة دير الزور شرق سوريا، قتل ما مجموعه 80 شخصا، يُعتقد أن 64 منهم مدنيون بينهم نساء وأطفال، في واحدة من أكبر الحوادث التي سُجلت فيها إصابات بين صفوف المدنيين في الحرب الأمريكية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش).

ومع ذلك، كشفت صحيفة ((نيويورك تايمز)) لأول مرة عن مقتل المدنيين في الهجوم في نوفمبر من العام الماضي، مما دفع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إلى إجراء تحقيق داخلي، خلص إلى أن معظم القتلى كانوا "مقاتلين من داعش"، بالتالي لا ينبغي فرض إجراءات تأديبية بحق أي قوات أمريكية مشاركة.

ودفاعا عن الاستنتاج، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، "نعم، لقد قتلنا بعض المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال... كان ذلك في خضم القتال، في ضباب الحرب".

وقال خبراء سوريون إن رفض الإقرار بوقوع أي مخالفات بدم بارد يشهد مرة أخرى على نفاق الولايات المتحدة، إن لم يكن تساهلها، تجاه جرائم الحرب البشعة التي ارتكبتها القوات الأمريكية في بلدان أخرى.

وذكر أسامة دنوره، المحلل السياسي السوري، "لقد كان هناك قصف دموي وإجرامي أدى إلى وفاة مئات أو حتى آلاف المدنيين نتيجة للغارات الجوية. وطبعا، فإن الأمريكيين يسمون هذه الخسائر بالأضرار الجانبية".

ومثل هذه "الأضرار الجانبية" لا تحدث فقط في سوريا، ولكن أيضا في بلدان أخرى في الشرق الأوسط.

وفي العراق، قتل حوالي 209 آلاف مدني بين عامي 2003 و2021 بسبب الحرب التي شنتها الولايات المتحدة والصراعات العنيفة المرتبطة بها، وأصبح حوالي 9.2 مليون عراقي لاجئين أو أجبروا على مغادرة وطنهم الأم.

وإلى جانب التدخلات العسكرية، تقوم الولايات المتحدة أيضا بفرض عقوبات اقتصادية على دول الشرق الأوسط.

وفي عام 2019، شددت العقوبات على سوريا من خلال ما يسمى بقانون قيصر لحماية المدنيين السوريين. وكانت الولايات قد فرضت بدءا من عام 1979 عقوبات أحادية طويلة الأجل على دول، بما في ذلك إيران. ويحظر ما يسمى بقانون داماتو الذي تم سنه في عام 1996 على الشركات الأجنبية الاستثمار في قطاع الطاقة في إيران وليبيا.

وتؤثر الجزاءات تأثيرا شديدا على اقتصادات تلك البلدان، وتعرقل عملية إعادة إعمارها، وتزيد من مآسي شعوبها.

ويشير شاهر العبيدي، الباحث السياسي في جامعة الأنبار في العراق، إلى أنه أينما ذهبت الولايات المتحدة، وخاصة عندما تتدخل في الصراعات المحلية، فإنها عادة ما تجلب دمارا كاملا للثقافة والاقتصاد والزراعة والصناعة المحلية.

-- الهيمنة تحت ذريعة "الديمقراطية"

وقال عادل الغريري، المحاضر في جامعة بغداد بالعراق، إنه كما أشار العديد من المؤرخين، فإن الولايات المتحدة دائما ما تحاول خلق أزمة وانقسام في بلدان أخرى، وإثارة الصراعات العرقية، وجني الفوائد من خلال مثل هذه الأفعال.

ولفت الغريري إلى أن الولايات المتحدة غزت العراق بذريعة حماية "حقوق الإنسان" و"الديمقراطية"، مضيفا أن الهدف الحقيقي للولايات المتحدة ليس سوى انتزاع الثروة والموارد النفطية من العراق وتعزيز هيمنتها في الشرق الأوسط.

على مر العقود، أدى التدخل الأمريكي الوحشي في شؤون الشرق الأوسط تحت ذريعة ما يسمى بالديمقراطية وشن الحروب وفرض العقوبات إلى أزمات إنسانية حادة، مما خلف أعدادا هائلة من الضحايا المدنيين.

وحذر صلاح عبد العاطي، الخبير في حقوق الإنسان المقيم في غزة، في مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) شعوب جميع دول الشرق الأوسط من نفاق وخداع ما يسمى بـ"الديمقراطية على الطريقة الأمريكية" و"حقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية"، والتي "لن تجلب سوى المزيد من عدم الاستقرار وعدم اليقين إلى المنطقة".

وقال عبد العاطي إن ما حدث للشعب الفلسطيني هو "تصوير صارخ" لانتهاكات الولايات المتحدة لحقوق الإنسان في المنطقة.

الصور