تحليل إخباري: استئناف إسرائيل وتركيا العلاقات الدبلوماسية الكاملة يهدف لتعزيز مصالحهما المشتركة في المنطقة

تحليل إخباري: استئناف إسرائيل وتركيا العلاقات الدبلوماسية الكاملة يهدف لتعزيز مصالحهما المشتركة في المنطقة

2022-08-19 00:02:15|xhnews

القدس 18 أغسطس 2022 (شينخوا) أجمع خبراء إسرائيليون أن الاتفاق الإسرائيلي التركي على استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين بعد سنوات من العلاقات المتوترة يهدف إلى تحسين مواقفهما الإقليمية والدولية ومن أجل مصالحهما المشتركة.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في بيان يوم أمس (الأربعاء) بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن البلدين سيتبادلان السفراء مرة أخرى بعد أكثر من أربع سنوات من سحبهما.

وأشاد لابيد بالخطوة ووصفها بأنها "رصيد مهم للاستقرار الإقليمي وخطوة اقتصادية مهمة للغاية لمواطني إسرائيل".

في المقابل، أشاد وزير الخارجية التركي مولود تشاوويش أوغلو الذي قام في مايو الماضي بأول زيارة لدبلوماسي تركي رفيع المستوى لإسرائيل منذ عام 2007، بالخطوة باعتبارها تطورا مهما للعلاقات الثنائية.

-- سلسلة من الأزمات --

ومرت العلاقات الإسرائيلية التركية بسلسلة من الأزمات بداية في عام 2010 عندما قطعت تركيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد أن هاجمت القوات الخاصة الإسرائيلية أسطولا تركيا بقيادة سفينة "مافي مرمرة" لكسر الحصار عن قطاع غزة مما أسفر عن مقتل 10 نشطاء أتراك.

وتم استعادة العلاقات الثنائية في عام 2016 بعد أن وافقت إسرائيل على دفع 20 مليون دولار أمريكي لعائلات ضحايا السفينة "مافي مرمرة".

ومع ذلك، طردت تركيا وإسرائيل كبار دبلوماسيي بعضهما البعض في عام 2018 وسط خلاف حول مقتل 60 فلسطينيا في غزة خلال احتجاجاتهم على افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.

ثم أدان أردوغان، بشدة سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي علامة رئيسية على تحسن العلاقات الثنائية، توجه الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى تركيا في مارس الماضي في أول زيارة لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى منذ عام 2008.

وأشاد هرتسوغ بإعلان تبادل السفراء بين البلدين، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تعزيز الشراكة وحسن الجوار وتنمية الاقتصاد والسياحة والعلاقات الودية .

-- المصالح المشتركة --

وكان أردوغان قد أشار إلى استعداده لتخفيف التوترات مع إسرائيل بعد أن أدى نفتالي بينيت اليمين الدستوري كرئيس لوزراء إسرائيل في يونيو 2021 ليحل محل بنيامين نتنياهو أطول زعماء إسرائيل خدمة.

ويواجه الزعيم التركي إطارا زمنيا قصيرا للاستعادة الكاملة للعلاقات مع إسرائيل قبل إجراء الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية الجديدة في الأول من نوفمبرالمقبل ، حيث توقعت استطلاعات الرأي الأخيرة عودة نتنياهو إلى السلطة.

وجاءت الخطوة الأخيرة في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لبناء تحالفات أوثق مع القوى الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وهو اتجاه عززته اتفاقيات إبرهام، وهي سلسلة من اتفاقيات التطبيع التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.

وقال خين كيرتشر، المحاضر في حل النزاعات في جامعة أرئيل في إسرائيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن لإسرائيل مصلحة واضحة في استعادة علاقاتها الدبلوماسية بشكل كامل مع تركيا، التي كانت أقرب حليف لها في العالم الإسلامي وشريك تجاري مهم.

وأضاف كيرتشر "ما نراه هنا هو حساب دقيق للمنافع المشتركة، ليس نتيجة رؤية أيديولوجية مشتركة ولكن نتيجة ضرورة ملحة لكلا البلدين".

وقال إن إسرائيل وتركيا يشعران أنه يجب عليهما التعاون.

وبالنسبة لتركيا، فإن استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل هي جزء من تحرك أوسع نحو إعادة العلاقات مع دول في الشرق الأوسط، حسبما قالت جاليا ليندنشتراوس زميلة أبحاث أولى في معهد دراسات الأمن القومي ومتخصصة في السياسة الخارجية التركية المعاصرة، لوكالة أنباء ((شينخوا)).

وقالت ليندنشتراوس إن تركيا تبنت "سياسة خارجية حازمة للغاية، وحتى استفزازية" على مدى السنوات الماضية، مما تسبب في استياء الدول المجاورة لها.

وأضافت "إن أنقرة تأمل الأن في أن يكون لإصلاح العلاقات مع إسرائيل تداعيات إيجابية على علاقاتها مع واشنطن"، موضحة أنه علاوة على ذلك فإن تركيا تأثرت بأزمة اقتصادية وهي في حاجة ماسة للاستثمارات الأجنبية.

وقالت "بهذا المعنى، يمكن أن يكون إظهار الاعتدال في الساحة الدبلوماسية أفضل لجذب المستثمرين للعودة إلى تركيا".

وبعد اتصال هاتفي مساء أمس (الأربعاء) بين لابيد وأردوغان، قال مكتب لابيد في بيان إن الزعيمين اتفقا على مواصلة تعزيز العلاقات، خاصة في مجالات التجارة والسياحة.

وأضاف البيان إن ذلك "سينعكس في استئناف الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى تركيا والاجتماع المقبل للجنة الاقتصادية المشتركة في إسرائيل في سبتمبر المقبل".

في الوقت نفسه، تأمل أنقرة أيضا في تعزيز بناء خط أنابيب لتصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا. 

 

 

الصور