دبلوماسية شي: جولة شي القادمة في آسيا الوسطى تعزز تعاون منظمة شانغهاي للتعاون
بكين 12 سبتمبر 2022 (شينخوا) من المقرر أن يحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ الاجتماع الثاني والعشرين لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون في مدينة سمرقند، ويقوم بزيارة دولة إلى قازاقستان وأوزبكستان ابتداء من يوم الأربعاء إلى الجمعة.
ومن المتوقع أن تعزز رحلة الرئيس شي تنمية منظمة شانغهاي للتعاون وتوسع علاقات الصين بقازاقستان وأوزبكستان.
-- روح شانغهاي
منذ تأسيسها في عام 2001، قطعت منظمة شانغهاي للتعاون، وهي أول منظمة دولية بين حكومات تحمل اسم مدينة صينية، رحلة استثنائية.
بعد 21 عاما، لم تصبح المنظمة، التي تضم الآن ثمانية أعضاء كاملي العضوية، وأربع دول مراقبة وشركاء حوار متعددين، ركيزة قوية للسلام والتنمية العالميين فحسب، بل أصبحت أيضا قوة رئيسية للإنصاف والعدالة الدوليين.
وقال الرئيس شي في الاجتماع الثامن عشر لمجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون في عام 2018 "تتمتع منظمة شانغهاي للتعاون بحيوية قوية وزخم تعاون قوي. والسبب الأساسي يعزي إلى روح شانغهاي، وهي رؤية إبداعية أطلقتها واتبعتها منظمة شانغهاي للتعاون، تجسد الثقة والمنفعة المتبادلين، والمساواة، والتشاور، واحترام التنوع الحضاري، والسعي لتحقيق التنمية المشتركة".
وفي إطار منظمة شانغهاي للتعاون، دعمت الدول بعضها البعض في القضايا المتعلقة بمصالحها الجوهرية وشواغلها الرئيسية. وحاربت معا الإرهاب والانفصالية والتطرف، واتخذت إجراءات صارمة للحد من انتشار تهريب المخدرات والجرائم الإلكترونية والجريمة المنظمة العابرة للحدود. وتم إطلاق برامج للأفراد مثل المهرجانات الفنية وجامعة منظمة شانغهاي للتعاون ومنتدى منظمة شانغهاي للتعاون للطب التقليدي.
وبهذه الإنجازات المثمرة، نمت منظمة شانغهاي للتعاون لتصبح المؤسسة الإقليمية الأكبر والأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، وسعت إلى استكشاف أرضية جديدة سواء من الناحية النظرية أو بخطوات عملية، باتجاه هدف بناء نمط جديد من العلاقات الدولية ومجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وقال تشانغ مينغ، الأمين العام لمنظمة شانغهاي للتعاون، إن الممارسات على مر السنين أظهرت أن القيم التي تجسدها وتدافع عنها روح شانغهاي قد حظيت بالاعتراف الكامل من قبل الدول الأعضاء.
وبما أن هذا العام يصادف الذكرى الـ20 لتوقيع ميثاق منظمة شانغهاي للتعاون والذكرى الـ15 لتوقيع معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون على المدى الطويل بين الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون، فإن أنظار العالم تتجه إلى قمة سمرقند القادمة، حيث سيناقش الرئيس شي والقادة الآخرون كيفية مواجهة التحديات العالمية بشكل مشترك وتعزيز الأمن والتنمية.
وفي الواقع، باعتبارها عضوا مؤسسا في منظمة شانغهاي للتعاون، التزمت الصين بتعزيز التنمية السليمة للمنظمة. ومنذ عام 2013، طرح الرئيس شي سلسلة من المبادرات أثناء مشاركته في قمم منظمة شانغهاي للتعاون أثرى بها روح شانغهاي.
ومن توضيح رؤي وأفكار الصين حول التنمية والأمن والتعاون والحضارة والحوكمة العالمية، إلى الدعوة إلى بناء "مجتمع الصحة" و"مجتمع الأمن" و"مجتمع التنمية" و"مجتمع التبادلات الثقافية"، لعب الزعيم الصيني دورا مهما في التنمية المطردة والطويلة المدى لمنظمة شانغهاي للتعاون.
وقال دنغ هاو الأمين العام للمركز الصيني لدراسات منظمة شانغهاي للتعاون، إن تصريحات الرئيس الصيني أوجزت ممارسات منظمة شانغهاي للتعاون، ولبت بشكل كاف احتياجات الحوكمة الإقليمية ومتطلبات تطوير المنظمة.
وبينما يشهد العالم تغيرات عميقة، خاصة بعد تفشي جائحة كوفيد-19، اقترح الزعيم الصيني مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، اللتين تم الاعتراف بهما على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك دول منظمة شانغهاي للتعاون.
-- تعاون أوثق
في قمة تشينغداو لمنظمة شانغهاي للتعاون في عام 2018، قال الرئيس شي إن الحكومة الصينية تدعم بناء منطقة نموذجية في تشينغداو للتعاون الاقتصادي والتجاري المحلي بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون.
ومنذ ذلك الحين، نمت المنطقة النموذجية المحلية للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون في تشينغداو لتصبح مركزا لوجستيا مهما مع خدمات الشحن المزدهرة بالقطارات.
وقد حققت جهود الصين لتعزيز تنمية منظمة شانغهاي للتعاون في الاقتصاد والتجارة وفي المجالات الأخرى مثل الصحة وتخفيف حدة الفقر أيضا فوائد جمة للناس في بلدان مختلفة.
وقال تشانغ، الأمين العام لمنظمة شانغهاي للتعاون، إن الدول الأعضاء تشهد تحت إطار منظمة شانغهاي للتعاون تطورا اقتصاديا كبيرا وتحسنا كبيرا في حياة الناس وعلاقات أوثق مع بعضها البعض، الأمر الذي جذب دولا من خارج المنظمة.
وفي العام الماضي، أطلقت منظمة شانغهاي للتعاون إجراءات لقبول إيران كدولة كاملة العضوية. علاوة على ذلك، منحت المنظمة وضع شريك الحوار لكل من السعودية ومصر وقطر.
وقد رفضت منظمة شانغهاي للتعاون، انطلاقا من التزامها بالتعددية الحقيقية، دائما أعمال الهيمنة والاستبداد والتنمر، ولن تسعى أبدا إلى تشكيل تكتلات أو مجموعات.
ولترجمة التعددية الحقيقية إلى أفعال، تستفيد المنظمة بشكل كامل من مجموعة الاتصال المشتركة بين منظمة شانغهاي للتعاون وأفغانستان وتتعاون بنشاط مع المنظمات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة ورابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا.
كما عملت على تعزيز التآزر بين تعاون الحزام والطريق واستراتيجيات التنمية لمختلف البلدان ومبادرات التعاون الإقليمية مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وفي الوقت نفسه، تدعو منظمة شانغهاي للتعاون إلى الحفاظ على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة، مما وفر منصة ونموذجا جديدا للتعاون متعدد الأطراف لتحسين الحوكمة العالمية.
وقال بي. آر.ديباك، الأستاذ في جامعة جواهر لال نهرو في الهند، إن منظمة شانغهاي للتعاون "أثبتت أنها مثال ممتاز للتعددية في القرن الحادي والعشرين"، و"قد لعبت دورا مهما في تعزيز صوت البلدان النامية في المؤسسات والمنتديات العالمية".
-- مستقبل مشرق
يصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وقازاقستان وكذلك بين الصين وأوزبكستان.
وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية، حافظت علاقات الصين مع البلدين على زخم جيد من التنمية.
وفي أعوام 2013 و2015 و2017، أجرى الرئيس شي ثلاث زيارات إلى قازاقستان حيث تم إطلاق الحزام الاقتصادي لطريق الحرير.
ومنذ عام 2013، حققت العلاقات بين الصين وقازاقستان قفزات في التطور في ضوء تعاون الحزام والطريق، مما جلب فوائد ملموسة لشعبي البلدين.
في عام 2021، تم الانتهاء من محطة جاناتاس لتوليد الطاقة من الرياح ومحطة تورغسون للطاقة الكهرومائية وغيرها من المشاريع التي شيدتها الصين ودخلت حيز التشغيل. وشاركت الشركات القازاقية في معرض الصين الدولي للواردات لمدة أربع سنوات متتالية. وبلغ إجمالي واردات وصادرات البضائع بين الصين وقازاقستان 25.25 مليار دولار أمريكي في عام 2021، بزيادة 17.6 في المائة على أساس سنوي. وقد صمد تعاونهما الاقتصادي أمام الاختبار الصعب للوباء وأظهر هذا التعاون مرونة قوية.
في الوقت نفسه، وصلت العلاقات بين الصين وأوزبكستان إلى مستوى تاريخي، حيث عزز البلدان الثقة السياسية المتبادلة، وحققا تعاونا عمليا مثمرا، وحافظا على التنسيق الوثيق في الشؤون الدولية والإقليمية.
وزار الرئيس شي أوزبكستان في عامي 2013 و2016. وفي عام 2016، تم الارتقاء بالعلاقات الصينية الأوزبكية إلى شراكة استراتيجية شاملة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لأوزبكستان وأكبر وجهة لصادراتها.
وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، أجرى الجانبان تعاونا وثيقا في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والنقل والزراعة والتبادلات الشعبية، ونفذا عددا من المشاريع مثل منطقة بنغشنغ الصناعية ومنشأة لتصنيع الزجاج والمعالجة العميقة بتمويل من شركة ((مينغ يوان سيلو)) الصينية.
وتعد قازاقستان وأوزبكستان مشاركين ومساهمين مهمين في تعاون الحزام والطريق.
ومنذ أكثر من 2000 عام، على طول طريق الحرير القديم الذي يربط بين آسيا وأوروبا، روت الحضارات في الشرق والغرب قصة المساعدة المتبادلة والتعلم المتبادل. والآن، تحمل مبادرة الحزام والطريق هذه الروح إلى الأمام عبر القارة الأوراسية، الأمر الذي جعل أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون أكثر قربا.
وقال سون تشوانغ تشى، مدير معهد دراسات روسيا وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعي، إنه تماشيا مع مفاهيم "طريق الحرير الأخضر" و"طريق الحرير الرقمي"، فإن التعاون العملي بين أعضاء منظمة شانغهاي للتعاون سيتوسع ليشمل التنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي وغيرهما من المجالات في المستقبل.
وبعد أكثر من 20 عاما من التنمية، ما فتئت المنظمة تمضي قدما نحو تعاون أوثق. ومع اقتراب قمة سمرقند، من المتوقع أن تدعم منظمة شانغهاي للتعاون باستمرار روح شانغهاي، وتلتزم ببناء مجتمع أوثق ذي مستقبل مشترك لمنظمة شانغهاي للتعاون، وتقدم مساهمات أكبر لإحلال السلام الدائم والتنمية المشتركة في العالم.