النص الكامل لمقال موقع للرئيس شي لصحيفة قازاقية

النص الكامل لمقال موقع للرئيس شي لصحيفة قازاقية

2022-09-14 03:51:30|xhnews

بكين 13 سبتمبر 2022 (شينخوا) نُشر مقال موقع للرئيس الصيني شي جين بينغ بعنوان "البناء على الماضي لتحقيق خطوات أكبر في العلاقات بين الصين وقازاقستان" اليوم (الثلاثاء) في صحيفة ((ﻛﺎﺯﺧﺴﺘﺎﻧﺴﻜﺎﻳﺎ ﺑﺮﺍﻓﺪﺍ)) قبل زيارة الدولة التي سيقوم بها شي إلى قازاقستان.

وفيما يلي نسخة عربية من النص الكامل للمقال:

 

البناء على الماضي لتحقيق خطوات أكبر في العلاقات بين الصين وقازاقستان

شي جين بينغ

رئيس جمهورية الصين الشعبية

في موسم الخريف الساحر، سأقوم بزيارة دولة إلى البلد الصديق قازاقستان بدعوة من الرئيس قاسم جومارت توكاييف. وبعد فترة فاصلة مدتها خمس سنوات، ستكون هذه هي زيارتي الرابعة إلى البلد الجميل المعروف بسهوبه الشاسعة ومناظره الطبيعية المهيبة وشعبه المضياف. إنني أتطلع بشدة لهذه الزيارة.

تعد الصين وقازاقستان، اللتان تربطهما الجبال والأنهار والمصالح المشتركة، جارتان جيدتان وصديقتان حميمتان وشريكتان جيدتان. منذ آلاف السنين، كان لدى الشعبين علاقات ودية، حيث قاما بالاشتراك في كتابة ملحمة عن التفاعلات بين الشرق والغرب على طول طريق الحرير القديم. هوين تسانغ، راهب بارز عاش في عصر أسرة تانغ (602-664)، وتشن تشنغ، مبعوث أسرة مينغ (1365-1457)، كلاهما وطأت قدماه قازاقستان. ويتمتع الفارابي "أرسطو الشرقي" وأباي كونانبايف "الشاعر الحكيم" وشخصيات ثقافية أخرى من قازاقستان، بشهرة واسعة في الصين. وحتى يومنا هذا، ما زالت قصصهم تُروى بين الشعبين.

ويصادف هذا العام الذكرى الـ30 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وقازاقستان. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، واجهنا الرياح والأمطار، وأيدينا دائما متماسكة بقوة. وأصبحت تفاعلاتنا وتعاوننا أكثر حيوية من أي وقت مضى، وقد قطعنا مسارا استثنائيا جنبا إلى جنب.

-- على مدى السنوات الثلاثين الماضية، قطعت العلاقات بين الصين وقازاقستان شوطا كبيرا. لقد عملنا باستمرار على تطوير علاقاتنا من حسن الجوار إلى شريكتين استراتيجيتين ثم شريكتين استراتيجيتين شاملتين دائمتين. لقد مكننا هذا التوصيف الذي لا يضاهى لعلاقاتنا من تطوير نمط جديد من العلاقات بين الدولتين والتي تتسم بالاحترام المتبادل وصداقة حسن الجوار والتضامن في أوقات الشدة والتعاون المربح للجانبين. إننا نقدم دائما لبعضنا البعض دعما ثابتا بشأن القضايا الجوهرية التي تتعلق بسيادة كل منا وأمنه ووحدة وسلامة أراضيه. نحن نحترم دائما اختيار بعضنا البعض لمسار التنمية بناء على الظروف الوطنية. ونسعد دائما بالتقدم المستمر لبعضنا البعض في التنمية وتجديد شباب الأمة. إننا صديقتان نتحلى بالثقة فيما بيننا، وشريكتان نعتمد على بعضنا البعض، كما أن شعبينا يقفان دائما جنبا إلى جنب مع بعضهما البعض.

-- على مدى السنوات الثلاثين الماضية، حقق التعاون بين الصين وقازاقستان نتائج بارزة. في السنوات الأخيرة، كانت الصين تمثل بقوة أحد الشركاء الرئيسيين لقازاقستان في التجارة والاستثمار. ولقد استطعنا أن نتخطى تأثير كوفيد-19، وتمكنا من الارتقاء بتجارتنا الثنائية مجددا لتتجاوز علامة 25 مليار دولار أمريكي العام الماضي، لنعطي بذلك معا دفعة مشتركة للتعافي الاقتصادي العالمي. إن الصين وقازاقستان رائدتان في تعاون الطاقة الإنتاجية والاستثمار؛ حيث تشمل قائمة التعاون لدينا 52 مشروعا تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 21.2 مليار دولار أمريكي. لقد أكملنا عددا من المشروعات الاستراتيجية الكبرى، مثل مزرعة زاناتس للرياح التي تبلغ قدرتها 100 ميجاوات، ومصنع السيارات ((جاك))، وتحديث مصفاة شيمكنت للنفط. لقد كانت تمثل هذه المشروعات قوة دافعة قوية للتقدم الاقتصادي والاجتماعي في قازاقستان، وقدمت فوائد ملموسة لشعبينا.

-- على مدى السنوات الثلاثين الماضية، أقامت الصين وقازاقستان روابط واسعة النطاق للبنية التحتية. لقد أنشأنا شبكة نقل متعددة الأبعاد تتكون من طرق والسكك الحديد والطيران وأنابيب النفط والغاز. إننا عازمون على بناء "شريان نقل" أوراسي متعدد الوسائط عبر البر والبحر لتقديم خدمات مريحة وفعالة. في جميع معابر الطرق الخمسة ومعبري السكك الحديد، استؤنفت تدفقات البضائع العادية. كما إننا على اتصال وثيق بشأن فتح معبر آخر للسكك الحديد. وفي القاعدة اللوجستية الصينية-القازاقية الدولية في ميناء ليانيونقانغ بشرقي الصين، أبحرت المنتجات من قازاقستان إلى المحيط الهادئ. وتعمل قطارات الشحن بين الصين وأوروبا عبر قازاقستان من خلال المزيد من الخطوط، الأمر الذي قدم مساهمات مهمة في استقرار سلاسل الصناعة والإمداد على الصعيد العالمي.

-- على مدى السنوات الثلاثين الماضية، ترسخت جذور الصداقة الصينية-القازاقية بعمق بين شعبينا. في قازاقستان، يوجد خمسة معاهد كونفوشيوس؛ وفي الصين، افتتحت أربع جامعات معاهد للدراسات القازاقية وأضافت جامعتان اللغة القازاقية لتكون تخصصا. لقد تم تحويل القصة المؤثرة لشيان شينغ هاي وباختزان بيكاداموف، وهما مؤلفان موسيقيان عظيمان في بلدينا، إلى فيلم. يعمل الدكتور القازاقي سوليبيك كابيلبيكوف منذ 24 عاما في مستشفى داتشينغ لطب العيون في مقاطعة هيلونغجيانغ، حيث عالج ما يقرب من 200 ألف مريض صيني. ستنشئ الصين وقازاقستان قريبا مراكز ثقافية في البلدين، وستستضيف قازاقستان مركزا للطب التقليدي وورشة عمل لوبان. ستحقق تبادلاتنا الثقافية والشعبية خطوات أكبر، وستستمر الصداقة بين شعبينا في الازدهار على أساس متزايد المتانة.

بعد أن صمدت أمام اختبار الظروف المتغيرة ومرور الوقت، أصبحت العلاقات بين الصين وقازاقستان منذ فترة طويلة متينة للغاية. ينبغي أن نعتز بهذا الإنجاز الذي تم تحقيقه بشق الأنفس، وأن نعمل بجدية أكبر لمواصلة قضية الصداقة بين بلدينا. خلال زيارتي القادمة، سأجري مناقشات متعمقة مع الرئيس توكاييف حول كيفية تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة الدائمة بين الصين وقازاقستان وكيفية دفع تعاوننا متبادل المنفعة في جميع المجالات. سنضع خططا للعمل معا من أجل تعزيز العلاقات الصينية-القازاقية بهدف ورؤية بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وقازاقستان.

أولا، نحن بحاجة إلى المضي قدما في صداقتنا القائمة على حسن الجوار. وتعد الثقة السياسية المتبادلة العميقة حجر الأساس للتنمية المطردة والمستدامة للعلاقات الصينية-القازاقية. إن الصين مستعدة للعمل مع قازاقستان لوضع خطط رفيعة المستوى للعلاقة من منظور استراتيجي وطويل الأمد، والحفاظ على تفاعلات رفيعة المستوى وثيقة، وتعزيز التبادلات والتعاون بين الحكومتين والهيئتين التشريعيتين والأحزاب السياسية والمحليات على مختلف المستويات. ينبغي أن نستفيد جيدا من الاجتماعات الدورية لرئيسي وزراء البلدين ولجنة التعاون الصينية-القازاقية ولجانها الفرعية، وأن نواصل تقديم الدعم الثابت لبعضنا البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منا، وبذل جهود متواصلة لتعزيز الأساس السياسي للعلاقات بين الصين وقازاقستان.

ثانيا، نحن بحاجة إلى تعميق التعاون متبادل المنفعة. يصادف العام المقبل الذكرى السنوية العاشرة لمبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير التي اقترحتها لأول مرة خلال زيارتي إلى قازاقستان عام 2013. من وضع الأساس إلى بناء الركائز والأطر، إلى تحقيق نتائج على أرض الواقع، وإلى تحقيق تقدم مستدام، أصبحت مبادرة الحزام والطريق منصة تعاون دولي مفتوحة وشاملة وتحقق المنافع المتبادلة، وتعزز التعاون المربح للجميع، ومنفعة عامة عالمية تلقى ترحيبا واسعا من المجتمع الدولي. وبرؤيتنا لما بعد الجائحة، تود الصين أن تتشارك مع قازاقستان لتبقيا رائدتين في تعاون الحزام والطريق. ينبغي علينا تحسين قدرة تسهيل الاستثمار والتجارة، وإطلاق العنان بشكل كامل لإمكانات الموانئ الحدودية والنقل عبر الحدود، وتنمية مصادر جديدة للنمو مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة والتمويل الرقمي والتجارة الإلكترونية والطاقة الخضراء. ينبغي أن نلزم أنفسنا بسلسلة من مشروعات جيدة جديدة عالية المستوى ومستدامة ومفيدة للشعبين، والارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستوى أعلى، ووضع مبادرة التنمية العالمية موضع التنفيذ، من أجل المساهمة بحصصنا في التعافي الاقتصادي العالمي.

ثالثا، نحن بحاجة إلى حماية الأمن المشترك بكل حزم. في مواجهة المشهد المعقد على الصعيدين الإقليمي والدولي، فقط من خلال تبني الوحدة والتعاون يمكننا التغلب على صعوبات عصرنا وحل التحديات في حوكمة الأمن. تود الصين تعميق التعاون مع قازاقستان في مجالات إنفاذ القانون والأمن والدفاع. واسترشادا بمبادرة الأمن العالمي، علينا العمل على مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والعمل معا لتعزيز تنفيذ مبادرة تعاون أمن البيانات بين الصين ودول وسط آسيا. وعلينا أن نتكاتف لمكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف وتهريب المخدرات والجرائم المنظمة متعدية القوميات، وضمان أمن خطوط أنابيب النفط والغاز ومشروعات التعاون الكبيرة الأخرى وموظفيها. علينا أن نعارض بحزم تدخل القوى الخارجية وأن نعمل معا من أجل سلام دائم واستقرار طويل الأمد لمنطقتنا.

رابعا، علينا تعزيز التنسيق الدولي على نحو شامل. نحن بحاجة إلى تعزيز التنسيق داخل الأطر متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، ومنظمة شانغهاي للتعاون، ومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا (سيكا)، إلى جانب الصين ودول وسط آسيا. ينبغي أن نتبادل الآراء في الوقت المناسب بشأن الحوكمة الدولية والأمن الغذائي وأمن الطاقة واستقرار سلاسل الصناعة والإمداد، والنقاط الساخنة على الصعيد الإقليمي. ينبغي أن نرفض الأحادية والمواجهة بين الكتل، وأن ندفع بشكل مشترك من أجل نظام دولي أكثر عدلا وإنصافا.

سيعقد الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره الوطني العشرين قريبا. سيكون تجمعا ذا أهمية كبيرة في لحظة مهمة حيث يشرع الحزب الشيوعي الصيني في رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والسير نحو الهدف المئوي الثاني. يسعدنا أن نرى إطلاق بناء قازاقستان الجديدة بشكل كامل، وأن قازاقستان تخطو خطوات كبيرة نحو الهدف المتمثل في أن تصبح واحدة من أكبر 30 دولة متقدمة على مستوى العالم. إن الصين على استعداد لمواصلة مشاركة إنجازات التنمية مع قازاقستان والتعلم من تجارب بعضهما البعض في التنمية. سيكون باب الانفتاح والتعاون الودي للصين مفتوحا دائما أمام قازاقستان.

وكما يقول المثل القازاقي، "الصداقة ثروة لا تنضب". تعتقد الصين أنه ما دمنا نتمسك بمبدأ صداقة حسن الجوار ونعمق التعاون الشامل والمربح للجانبين، فإننا بالتأكيد سنستهل ثلاثين عاما أكثر روعة في العلاقات بين الصين وقازاقستان.