تقرير إخباري: وزير الخارجية الصيني: زيارة الرئيس شي إلى آسيا الوسطى توجه دفة المسار لمنظمة شانغهاي للتعاون
بكين 17 سبتمبر 2022 (شينخوا)عاد الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بكين منتصف ليل الجمعة عقب اختتام مشاركته في الاجتماع الـ22 لمجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون وقيامه بزيارتي دولة إلى كل من قازاقستان وأوزبكستان.
وذكر عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي أنه خلال جدول الأعمال المزدحم الذي استمر لمدة 3 أيام وليلتين، توجه الرئيس شي إلى نور سلطان وسمرقند، وأمضى 48 ساعة، وحضر بشكل مكثف ما يقرب من 30 حدثا، تضم اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف، وتغطي قضايا أمنية وتنموية على حد سواء.
وأضاف أنه رغم جدول الأعمال الضيق، هناك العديد من النقاط البارزة والنتائج المثمرة التي دفعت بقوة توسع منظمة شانغهاي للتعاون خطوة جديدة للأمام، وارتقت بالعلاقات الصينية مع الدول المعنية إلى مستويات جديدة.
كما أشار وانغ إلى أن رحلة الرئيس شي إلى آسيا الوسطى تُضيف المزيد من الحيوية إلى طريق الحرير الممتد عبر منطقة أوراسيا، وتجلب المزيد من عوامل الاستقرار للوضع الدولي والإقليمي، الذي يقف عند مفترق طرق، وتخلق ظروفا دولية أكثر ملاءمة لبدء رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة من جميع النواحي.
وأوضح وانغ أن الرئيس شي لخص بشكل جيد التجربة الناجحة لمنظمة شانغهاي للتعاون، وهي التمسك بالثقة السياسية، والتعاون المربح للجميع، والمساواة بين الدول، والانفتاح والشمولية، فضلا عن الإنصاف والعدالة، لافتا إلى أن النقاط الخمس تجسد تماما روح شانغهاي، التي كانت دائما مصدر القوة لتنمية منظمة شانغهاي للتعاون والدليل الأساسي الذي يجب أن نواصل إتباعه في السنوات القادمة.
وأفاد وانغ أن الرئيس شي أشار إلى أنه في ظل الظروف الجديدة، يتعين على منظمة شانغهاي للتعاون، باعتبارها قوة بناءة مهمة في الشؤون الدولية والإقليمية، مواجهة الوضع الدولي المتغير، وإدراك اتجاه العصر بشكل كامل، وتعزيز الاستقلال الإستراتيجي باستمرار، وتوطيد وتعميق التضامن والتعاون، والعمل من أجل بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك أوثق لمنظمة شانغهاي للتعاون.
وتحقيقا لهذه الغاية، اقترح الرئيس شي النقاط الخمس، مشددا على الحاجة إلى زيادة الدعم المتبادل، وتوسيع التعاون الأمني، وتعميق التعاون العملي، وتعزيز التبادلات الثقافية والشعبية، ودعم التعددية، وفقا لما ذكره وانغ.
وأضاف وانغ أن هذه المقترحات تتماشى مع التطلعات المشتركة لجميع الدول الأعضاء في السعي لتحقيق الوحدة والاستقرار والتنمية، وتضع خارطة طريق لمنظمة شانغهاي للتعاون وآفاقا جديدة للتعاون.
وأردف وانغ أن القمة اعتمدت أكثر من 40 وثيقة تغطي مجالات مثل الاقتصاد والمالية والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتبادلات الشعبية وبناء المؤسسات والتفاعلات الخارجية.
وفي القمة، أصبحت إيران رسميا عضوا كامل العضوية في منظمة شانغهاي للتعاون. كما بدأت الصين وغيرها من الدول الأعضاء بالمنظمة إجراءات انضمام بيلاروس، وتم منح مصر والمملكة العربية السعودية وقطر وضع شركاء حوار في المنظمة، وتم التوصل إلى اتفاق بشأن قبول البحرين وجزر المالديف والإمارات العربية المتحدة والكويت وميانمار كشركاء جدد في الحوار.
وقال وانغ إن الجولة الجديدة من أكبر توسيع لعضوية منظمة شانغهاي للتعاون عززت مكانتها وتأثيرها كأكثر منظمة للتعاون الإقليمي سكانا وتضم أكبر مساحة للأراضي في العالم.
وأضاف أن هذا التوسع يظهر تماما أن منظمة شانغهاي للتعاون ليست "زمرة صغيرة" مغلقة وحصرية، بل هي "عائلة كبيرة" مفتوحة وشاملة.
وأكد وانغ أن منظمة شانغهاي للتعاون، باعتبارها نوعا جديدا من المنظمات الدولية يضم 26 دولة، تظهر بشكل متزايد حيوية قوية وآفاقا مشرقة للتنمية، مشيرا إلى أنها ستضخ المزيد من الطاقة الإيجابية والزخم الجديد في السلام والازدهار في منطقة أوراسيا وخارجها، وستلعب دورا مثاليا في بناء نوع جديد من العلاقات الدولية ومجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
وقال وانغ إن القمة شهدت توقيع إعلان سمرقند الصادر عن مجلس رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون، والذي تضمن بشكل كاف المحتويات الرئيسية لسلسلة من المبادرات المهمة التي اقترحها الجانب الصيني.
وأفاد وانغ أنه بعد سنوات قليلة من زياراته السابقة، قام الرئيس شي بزيارتين إلى قازاقستان وأوزبكستان في أول رحلة خارجية له منذ بداية جائحة كوفيد-19، وأظهر ذلك تماما المستوى الرفيع والتفرد في علاقات الصين مع هذين البلدين، فضلا عن الصداقة الوثيقة والثقة العميقة بين رؤساء الدول.
وتسلم الرئيس شي وسام النسر الذهبي، أو وسام "ألتين قيران"، الذي منحه له الرئيس القازاقي قاسم جومارت توكاييف، وأول وسام للصداقة، وهو أعلى تكريم تمنحه أوزبكستان للأفراد الأجانب، وسلمه له الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف.
وقال وانغ إن الرئيس شي وقع وأصدر بيانين مشتركين على التوالي مع رئيسي دولتي قازاقستان وأوزبكستان، يلخصان بشكل شامل الإنجازات والخبرات المتراكمة خلال السنوات الـ30 الماضية من العلاقات الدبلوماسية، ويرسمان مخططا للتنمية المستقبلية.
وذكر وانغ أن الرئيس شي حضر في سمرقند اجتماعات ثنائية مع 10 قادة شاركوا في قمة منظمة شانغهاي للتعاون، وشارك في اجتماع رؤساء دول الصين وروسيا ومنغوليا. وتلعب الاجتماعات دورا هاما في توجيه تنمية العلاقات الثنائية وتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين.
وخلال الاجتماعات، أكد القادة مجددا أن بلدانهم ستواصل الالتزام الصارم بمبدأ صين واحدة، وتدعم بقوة موقف الصين بشأن القضايا المتعلقة بمصالحها الأساسية، بما في ذلك تلك المتعلقة بتايوان وشينجيانغ وهونغ كونغ.
وأشار وانغ إلى أن القادة تمنوا أيضا للمؤتمر الوطني الـ20 المقبل للحزب الشيوعي الصيني كامل النجاح، وأعربوا عن ثقتهم الكاملة في التنمية المستقبلية للصين، وعبروا عن أملهم في تعزيز التعاون متبادل المنفعة على نحو شامل مع الصين، وتوقعوا أن تلعب الصين دورا أكبر في الشؤون الدولية.