مقالة خاصة: توقعات بأن تسهم النسخة الخامسة من معرض الصين الدولي للاستيراد في تنشيط الاقتصاد والتعاون العالميين

مقالة خاصة: توقعات بأن تسهم النسخة الخامسة من معرض الصين الدولي للاستيراد في تنشيط الاقتصاد والتعاون العالميين

2022-11-05 14:06:00|xhnews

بكين 4 نوفمبر 2022 (شينخوا) في النسخة الثانية من معرض الصين الدولي للاستيراد عام 2019، لفت روبوت معروض في جناح شركة البيع بالتجزئة الفرنسية المتخصصة في السلع الرياضية ((ديكاتلون)) أنظار العديد من الزوار. فهذا الروبوت المسمى "ديباو"، الذي يتسم بكونه مزودا بمزيج من تقنيات تحديد الهوية بالموجات اللاسلكية والذكاء الاصطناعي، يمكنه أن يعزز بشكل كبير كفاءة إدارة المخزون السلعي في المتاجر الفعلية.

لقد انطلقت فكرة تصنيع الروبوت "ديباو" في النسخة الأولى من معرض الصين الدولي للاستيراد، حيث التقت الشركة الفرنسية إحدى الشركات المصنعة لروبوتات الذكاء الاصطناعي، وسرعان ما شرع الطرفان في مشروع صناعة روبوت يجمع بين تقنيات متقدمة من الصين وفرنسا وألمانيا. وحاليا، يستخدم "ديباو" في العشرات من متاجر ((ديكاتلون)) بجميع أنحاء الصين، وهذا يلقى اهتماما واسعا من الأسواق الخارجية.

إن نجاح الروبوت "ديباو" هو مجرد قصة واحدة من بين العديد من القصص الشاهدة على الكيفية التي استطاع بها المعرض جمع الأفكار والابتكارات والتقنيات فضلا عن توفير فرص العمل على مدى السنوات الخمس الماضية. ويمكن للعالم أن يترقب المزيد هذا العام.

ومنذ إنشائه، لم يقم معرض الصين الدولي للاستيراد فقط "بتمكين المعروضات من أن تصبح سلعا متداولة والعارضين من اغتنام المزيد من الفرص الاستثمارية"، وإنما "عمل أيضا على تسهيل تبادل الأفكار الجديدة والإبداعية، وربط بين الصين والعالم الأوسع بشكل أفضل"، هكذا قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته الرئيسية التي ألقاها في حفل افتتاح النسخة الثالثة من المعرض.

-- منصة للتعاون

من مجموعة ((هانيويل)) الأمريكية التي تعتزم عرض أكثر من 60 منتجا مبتكرا في المعرض، إلى شركة ((سافولا فودز)) التركية لإنتاج زيوت الطعام، والمجلس النرويجي للمأكولات البحرية، والعديد من الشركات الأخرى التي تتوق إلى عرض منتجات متميزة من بلدانها، تشهد حماسة العارضين على أن المعرض أصبح نافذة عرض للسلع عالية الجودة وعاملا محفزا للابتكار وحاضنة للشراكات الجديدة.

لقد تجاوز حجم الصفقات المبرمة في النسخ الأربع السابقة من معرض الصين الدولي للاستيراد 270 مليار دولار أمريكي. وذكرت الجهة المنظمة يوم الثلاثاء الماضي أن ممثلين من 145 دولة ومنطقة ومنظمة دولية سيشاركون في نسخة هذا العام، من بينهم أكثر من 280 من الشركات الصناعية الرائدة أو أكبر 500 شركة في العالم، حيث شاركت قرابة 90 في المائة من هذه الشركات في النُسخ السابقة من المعرض.

وباعتبارها من الشركات المشاركة باستمرار في المعرض، شهدت ((فاريان ميديكال سيستمز))، وهي شركة أمريكية رائدة في مجال العلاج الإشعاعي، التقدم الذي أحرزته الصين في الانفتاح، وأصبحت أكثر تصميما على ترسيخ جذورها في السوق، حسبما ذكر تشانغ شياو، نائب رئيس شركة فاريان ورئيس أعمالها في الصين.

وهناك أعداد متزايدة من الشركات تستفيد من منصة المعرض لتقديم العرض الأول لمنتجات لها سواء في الصين أو على مستوى العالم، ولا سيما منتجات ناجحة. ففي النُسخ الأربع السابقة من المعرض، أطلق العارضون أكثر من 1500 من المنتجات والتقنيات والخدمات الجديدة، حسبما كشفت البيانات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، فيما تشير التوقعات إلى أن عدد ما سيتم عرضه لأول مرة هذا العام سيفوق نظيره المسجل في النُسخ السابقة.

على سبيل المثال، قررت شركة ((تيسلا)) الأمريكية الكبرى لصناعة السيارات الكهربائية القيام، إلى جانب عرض منتجاتها الروبوتية بما فيها "تسلا بوت"، بإطلاق اثنين من طرز سياراتها وهما "موديل إس بلايد" و"إس 3 إكس واي" في البر الرئيسي الصيني خلال معرض هذا العام، حسبما أعلنت يوم الاثنين الماضي.

ومن جانبه، قال نائب رئيس ((تيسلا)) تاو لين إن المعرض أتاح منصة مفتوحة وتعاونية ومتبادلة المنفعة للشركات العالمية لتقاسم فرص الأعمال في السوق الصينية.

علاوة على ذلك، فإن التبادلات المباشرة تجعل من المعرض مكانا مثاليا للقاء أصدقاء جدد. فقد وصف علي شريعتي مقدم، الرئيس التنفيذي لشركة نوفين زعفران الإيرانية، المعرض بأنه "قرية عالمية صغيرة الحجم في الحياة الواقعية" تسمح للشركات "بالالتقاء ومعرفة بعضها البعض بشكل أفضل، وتبادل الخبرات وتوسيع أعمالها".

لقد أظهر تطور المعرض على مدى السنوات الخمس الماضية بوضوح أن السوق الصينية ملتزمة بأن تكون "سوقا للعالم، وسوقا مشتركة بين الجميع، وسوقا في متناول الجميع"، هكذا قال شي في المعرض عام 2020.

-- تنمية عالية الجودة تقود إلى الكسب المشترك

في الفترة ما بين عامي 2013 و2021، ساهمت الصين بأكثر من 30 في المائة في النمو الاقتصادي العالمي، حيث بلغ ناتجها المحلي الإجمالي 114.4 تريليون يوان (15.8 تريليون دولار)، وقفز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 12 ألف دولار. وبناء عليه، تحول تركيز التنمية الاقتصادية في الصين من النمو السريع إلى التنمية عالية الجودة.

تتطلب التنمية عالية الجودة ابتكارا. وقد قفزت كثافة الإنفاق على البحث والتطوير في البلاد إلى 2.44 في المائة في عام 2021 وذلك مقارنة بـ1.91 في المائة في عام 2012، مع ارتفاع ترتيبها في مؤشر الابتكار العالمي إلى المرتبة 11 هذا العام.

وباعتبارها قوة مهمة في العالم في مجال الابتكار التكنولوجي، تحاول الصين تحويل معرض الصين الدولي للاستيراد إلى منصة يمكن فيها للتكنولوجيات المتقدمة في العالم التضافر والوفاء بمتطلبات السوق لإفادة المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم.

وفي هذا الصدد، قال وانغ هاو، رئيس شركة ((سيمنز هيلثينيرز جريتر تشاينا))، إن شركته جلبت إلى الحدث تقنيات مثل حلول الموجات فوق الصوتية عن بعد المدعومة بتقنية الجيل الخامس (5G)، والتي تساهم في التشخيص عن بعد عالي الجودة للصور الطبية.

كما إن الصين مناصرا قويا للتنمية الخضراء والمستدامة. فقد أدى التزامها بالوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030 وتحقق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، في إطار سعيها نحو تنمية خضراء ومنخفضة الكربون، إلى تعزيز الابتكار عبر الصناعات الخضراء.

وحول هذا الأمر، ذكر شيا فو ليانغ، رئيس شركة ((إيفونيك جريتر تشاينا))، إن شركة الكيماويات المتخصصة الألمانية إيفونيك "خطت خطوات واسعة في ممارسات الاستدامة المحلية، وهو ما يتماشى مع تعهد الصين بتحقيق الهدفين المتعلقين بذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والحياد الكربوني"، مضيفا بقوله "سنقدم أحدث إنجازاتنا وأفضل الممارسات فيما يتعلق بالابتكار والاستدامة في معرض الصين الدولي للاستيراد".

أما دينغ هونغ يوي، نائب رئيس شركة ((ثري إم)) ورئيس شركة ((ثري إم تشاينا)، فقال "نحن متحمسون للفرص المنبثقة عن تركيز الصين على التنمية الخضراء. وسنواصل المساهمة في الاقتصاد الأخضر في الصين من خلال الاستفادة من تقنياتنا وابتكاراتنا".

-- التحديث الصيني النمط يعزز التنمية المشتركة

في الآونة الأخيرة عقب انعقاد المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، أثار "المسار الصيني للتحديث" نقاشات في البلاد وخارجها.

ومعرض الصين الدولي للاستيراد في نسخته الخامسة، وهي أول معرض دولي تقيمه الصين بعد المؤتمر، يعد نافذة مهمة بالنسبة للمراقبين العالميين لمعرفة المزيد عن التحديث الصيني النمط، فضلا عن آثاره على التنمية المشتركة في جميع أنحاء العالم.

ومن الأمثلة على ذلك الكيفية التي تساعد بها الصين من خلال هذا المعرض الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم القادمة من أقل البلدان نموا على مواجهة الموجات الصدمية الناتجة عن الحمائية التجارية وطفرة مقاومة العولمة.

فتيمور الشرقية تشتهر بقهوة "كوبي لواك". وبعد أن عرضت هذه القهوة لأول مرة في نسخة معرض الصين الدولي للاستيراد لعام 2018، تلقت أكبر طلبية على الإطلاق لشراء هذه القهوة والتي بلغت قيمتها حوالي 5 ملايين دولار خلال النسخة الرابعة من المعرض.

وتعليقا على هذا، قال بي لي، المدير التنفيذي للجناح الوطني لتيمور الشرقية في منطقة التجارة الحرة بشانغهاي إنه "وسط جائحة كوفيد-19، تأثر إنتاج القهوة ومبيعاتها في تيمور الشرقية أيضا، لكن الطلبيات التي جاءت من معرض الصين الدولي للاستيراد جعلت مزارعي البن يعلقون آمالا كبيرة على السوق الصينية وأعطتهم ثقة في هذه السوق".

والأهم من ذلك أن التحديث الصيني النمط يُنظر إليه الآن من قبل العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم باعتباره مصدر إلهام لسعيها نحو التحديث.

وبدوره أشار أنطونيو أرتور سانها، رئيس وزراء غينيا بيساو السابق، في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن "الصين لديها إمكانات هائلة، ونموذجها التنموي يلهم العالم"، مضيفا أن المخطط الذي تم تحديده في المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني سيقدم مساهمات جديدة لتعزيز انتعاش الاقتصاد العالمي وبناء اقتصاد مفتوح.

كما قال إدواردو ريغالادو، كبير الباحثين في المركز الدولي لبحوث السياسات بكوبا، إن التحديث الصيني النمط، الذي يجرى السعي إلى تحقيقه على طريق التنمية السلمية، سيضخ المزيد من الطاقة الإيجابية في تحسين الحوكمة العالمية. 

الصور