مقابلة: خبير بريطاني: المسار الصيني نحو التحديث يعكس الحكمة القديمة والأفكار الجديدة
لندن 6 نوفمبر 2022 (شينخوا) إن المسار الصيني نحو التحديث، الذي ظهر بشكل بارز في تقرير قُدم إلى المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني الذي اختتم أعماله مؤخرا، يعكس حكمة الصين التي تراكمت على مدار تاريخها الطويل ومنظور البلاد الجديد تجاه القضايا العالمية المعاصرة، هكذا قال خبير بريطاني في الشؤون الصينية.
وذكر كيث بينيت، المتخصص في الشؤون الصينية منذ فترة طويلة ونائب رئيس مؤسسة ((نادي مجموعة 48)) البريطانية، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "بالنسبة لي، إنه ليس تقريرا بقدر ما هو موسوعة".
وقال بينيت "إنه موسوعة عن من أين أتت الصين، خاصة على مدى السنوات الـ10 الماضية، وأين تقف الصين اليوم، وإلى أين ستذهب الصين في الفترة المقبلة؛ ومكانة الصين في العالم؛ وما يمكن أن تساهم به الصين للعالم".
لقد رسم المؤتمر التاريخي المسار لبناء صين اشتراكية حديثة بشكل شامل للسنوات الخمس المقبلة وما بعدها.
وأشاد بينيت بتركيز تقرير المؤتمر على المسار الصيني للتحديث الذي يضم عددا كبيرا من السكان، ويتعلق بالرخاء المشترك للجميع والتقدم المادي والثقافي الأخلاقي، والانسجام بين الإنسان والطبيعة، والتنمية السلمية.
وذكر أن "مسار الصين نحو التحديث يعكس الحكمة الصينية والحضارة والتاريخ الصينيين، كما يعكس تطبيق الماركسية وتطورها في الصين، بحيث يكون لدينا حلول أكثر حداثة للمشكلات المعاصرة التي نواجهها".
وقال إن الصين، باعتبارها أطول حضارة مستمرة في العالم، تمتلك كنزا من الحكمة، مستشهدا بفلسفتها القديمة القائلة بأن الإنسان جزء لا يتجزأ من الطبيعة.
وسلط الضوء على أن هذه الحكمة تظهر في التأكيد على الانسجام بين الإنسان والطبيعة كما هو موضح في التقرير.
وأضاف أن "التحديث على النمط الغربي تجسد في نهب البيئة الطبيعية وتدميرها. وهذا ما أوصل العالم إلى حافة كارثة مناخية".
وقال إنه في عالم اليوم الذي هو أبعد ما يكون عن الهدوء، فإن حكمة الصين القديمة والمتمثلة في التصرف بحسن نية والود مع الآخرين وتمسك البلاد بالتنمية السلمية أصبحت أكثر أهمية.
ولفت إلى أن "التحديث في عدد صغير من البلدان الغربية قام على أساس الاستغلال والقمع والاستعمار في العالم بأسره تقريبا. في حين أن الصين لا تتطور من خلال استغلال أي بلد آخر. الصين تطور نفسها وتحدث نفسها، وفي الوقت نفسه تساعد الدول الأخرى على التطوير والتحديث".
وذكر أنه في الوقت الذي تكافح فيه الدول لحل مشكلات عدم المساواة الاقتصادية وأزمات الصحة النفسية، من الحكمة الانتباه إلى سعي الصين إلى تحقيق الرخاء المشترك فضلا عن التقدم المادي والثقافي الأخلاقي.
وأشار بينيت إلى أنه "في جميع البلدان الرأسمالية المتقدمة، لا تزال لدينا ظاهرة يزداد فيها الأغنياء ثراء والفقراء فقرا. وإن توجه الصين نحو الرخاء المشترك سيحمل دروسا قيمة ليس فقط للبلدان النامية وإنما أيضا للبلدان المتقدمة".
وقال إن "التحديث الصيني النمط يجمع بين الرفاه المادي للناس ورفاههم الوجداني والروحي".