أبرز ما جاء في خطاب شي خلال قمة مجموعة العشرين في بالي
بالي، إندونيسيا 15 نوفمبر 2022 (شينخوا) ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا هنا اليوم (الثلاثاء) أمام قمة مجموعة العشرين في بالي، قائلا إنه في وجه التحديات، يجب على كافة الدول أن تكرس مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، والدعوة إلى السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك.
وفيما يلي بعض النقاط البارزة في خطابه خلال الجلسة الأولى لأعمال الدورة الـ17 لقمة قادة مجموعة العشرين.
تحديات تواجه العالم
-- أشار شي إلى عالم اليوم يمر بتغيرات كبيرة لم يسبق لها مثيل منذ مائة سنة، من شأنها أن تشكل معلما من معالم العالم والعصر والتاريخ. مازال تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد مستمرا في ظل ارتفاع حالات الإصابة هنا وهناك وبروز هشاشة الاقتصاد العالمي بشكل متزايد وتوتر الأوضاع الجيوسياسية والنقص الحاد للحوكمة العالمية وتزامن الأزمات المتعددة بما فيها أزمة الغذاء وأزمة الطاقة، وكل هذا يشكل تحديات هائلة لتنميتنا.
-- وأشار شي إلى أنه بما أن أعضاء مجموعة العشرين جميعها من الدول الرئيسية على مستوى العالم أو المنطقة، فيجب عليها أن تتحمل مسؤوليتها كدول رئيسية وأن تلعب دورا رياديا في السعي إلى التنمية لكافة الدول والرفاهية للبشرية والتقدم للعالم.
تنمية عالمية أكثر شمولا
-- وقال شي إنه علينا أن ندفع تنمية عالمية أكثر شمولا، إن الوحدة قوة والانقسام لا يجدي. نعيش في نفس القرية الكونية، فعلينا تعزيز التضامن والتعاون لمواجهة مختلف المخاطر والتحديات. إن التمييز حسب الإيديولوجيات وممارسة سياسة التكتلات وإثارة المواجهة بين المعسكرات لا تؤدي إلا إلى تمزيق العالم وعرقلة التنمية العالمية وتقدم البشرية.
-- وأشار إلى أنه يتعين أن تتبادل جميع الدول الاحترام وأن تسعى إلى إيجاد القواسم المشتركة وأن تترك الخلافات جانبا وأن تتعايش بشكل سلمي، وأن تدفع ببناء الاقتصاد العالمي المنفتح، وألا تقوم بإفقار الجار أو بناء "الفناء الصغير المحاط بالجدران العالية" أو تكوين "الدوائر الضيقة" المنغلقة والإقصائية.
تنمية عالمية تعود بالنفع على الجميع
-- وأوضح شي أنه ينبغي علينا أن ندفع تنمية عالمية أكثر نفعا للجميع. إن التنمية المشتركة لجميع الدول هي التنمية الحقيقية. من المستحيل أن يقوم ازدهار العالم واستقراره على أساس "يزداد الأغنياء غناء والفقراء فقرا". إذ يريد كل بلد حياة أفضل، وليس التحديث حقا حصريا لأي بلد. على الدول التي تتقدم على الآخرين أن تساعد الدول الأخرى بنية صادقة لتحقيق التنمية، وأن توفر المزيد من المنافع العامة العالمية. على الدول الرئيسية أن تتحمل المسؤولية المطلوبة، وأن تولي اهتماما وتبذل جهودا للإسهام في قضية التنمية العالمية.
-- وقال إن عدد أعضاء "مجموعة الأصدقاء لمبادرة التنمية العالمية" قد تجاوز 60 بلدا خلال السنة المنصرمة. أنشأنا صندوق التنمية العالمية وتعاون الجنوب الجنوب، وسنزيد من الاستثمار في صندوق الصين-الأمم المتحدة للسلام والتنمية، ونضع قائمة التعاون العملي، ونعدّ لائحة المشاريع المفتوحة، ونحدد خريطة العمل لتنفيذ المبادرة، ونعمل مع أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية على المضي قدما بهذه المبادرة، بما يقدم قوة دافعة جديدة لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
تنمية عالمية أكثر مرونة
-- وأشار شي إلى أن علينا أن ندفع تنمية عالمية أكثر مرونة. في وجه التيار المعاكس الذي تعرضت له العولمة الاقتصادية ومخاطر الركود للاقتصاد العالمي، تعيش جميع الدول مرحلة صعبة، وفي مقدمتها الدول النامية. علينا إيلاء اهتمام أكبر لقضية التنمية من أي وقت مضى.
-- وأكد شي أنه يجب على كافة الأطراف مواصلة تعميق التعاون الدولي لمكافحة الجائحة، وجعل اللقاح والدواء وسبل الفحص والعلاج متاحة وبأسعار ميسورة في الدول النامية، بما يهيئ بيئة صالحة للتعافي الاقتصادي.
-- ونوّه إلى أهمية كبح جماح التضخم العالمي وتذليل المخاطر الاقتصادية والمالية النظامية، ويجب على الاقتصادات المتقدمة بشكل خاص الحد من تفشي التداعيات السلبية الناتجة عن تعديل سياساتها النقدية إلى الخارج، وإبقاء ديونها عند مستوى يمكن تحمله بشكل مستدام. على صندوق النقد الدولي تسريع وتيرة إقراض حقوق السحب الخاصة إلى الدول المنخفضة الدخل. يجب على المؤسسات المالية الدولية والدائنين التجاريين، باعتبارهم الدائنين الرئيسيين للدول النامية، أن تشارك في حملات من شأنها تخفيف الديون وتأجيل مستحقاتها للدول النامية.
-- وأضاف شي أن الصين تعمل على تنفيذ مبادرة مجموعة العشرين بشأن تعليق مدفوعات خدمة الدين بشكل شامل، وهي تتصدر أعضاء مجموعة العشرين من حيث حجم تعليق مدفوعات خدمة الدين، كما أنها شاركت مع الأعضاء الآخرين في التعامل مع الديون وفقا لـ"إطار العمل المشترك لمعالجة الديون بما يتجاوز نطاق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين"، مما قدم دعما للدول النامية المعنية لتجاوز صعوباتها.
الاقتصاد الرقمي والتحول الأخضر
-- وأشار شي إلى أن الجانب الصيني طرح خطة العمل للتعاون في الابتكار الرقمي في مجموعة العشرين، ويتطلع إلى العمل مع كافة الأطراف على خلق بيئة تتميز بالانفتاح والإنصاف وعدم التمييز لتطور الاقتصاد الرقمي وتضييق الفجوة الرقمية بين دول الجنوب والشمال.
-- وأوضح أنه يجب الالتزام بمبدأ المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة في مواجهة التحديات الناتجة عن تغير المناخ والتحول نحو التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون، مع تقديم الدعم إلى الدول النامية من حيث التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرة، والعمل على إجراء التعاون المالي الأخضر.
التنمية العالمية تتطلب الأمن العالمي
-- وأشار شي إلى أن التنمية العالمية لا تستغني عن البيئة الدولية السلمية والمستقرة. لذلك طرحت مبادرة الأمن العالمي، بهدف العمل مع الجميع على تكريس روح ميثاق الأمم المتحدة، والالتزام بمفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام وفقا لمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، والدعوة إلى حل الصراعات عبر التفاوض وتسوية الخلافات عبر التشاور، ودعم كافة الجهود التي تساهم في تسوية الأزمات سلميا.
أزمات الغذاء والطاقة
-- وقال شي إن أمن الغذاء والطاقة من أكثر التحديات إلحاحا التي تواجهها التنمية العالمية. إن السبب الجذري للأزمة الراهنة ليست الإنتاج أو الطلب، بل هو الخلل في سلاسل الإمداد والتشويش الذي يتعرض له التعاون الدولي. تكمن الحلول في قيام الدول، تحت التنسيق من قبل الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية المتعددة الأطراف، بتعزيز التعاون في مراقبة الأسواق وبناء الشراكة في السلع الأساسية وبناء الأسواق المنفتحة والمستقرة والمستدامة للسلع الأساسية، وفي سبيل ضمان سلاسة سلاسل الإمداد واستقرار الأسعار في الأسواق.
-- وقال شي إنه يجب معارضة بحزم تسييس قضية الغذاء والطاقة واستخدامها كأداة أو سلاح، كما يجب رفع العقوبات الأحادية، وإلغاء القيود المفروضة على التعاون التكنولوجي ذي الصلة. ويجب مراعاة كافة الجوانب والعوامل بشكل متوازن عند الدفع بعملية خفض استهلاك الطاقة الأحفورية والتحول نحو الطاقة النظيفة، بغية عدم تأثر الاقتصاد ومعيشة الشعب بهذه العملية.
الصين تجلب المزيد من الفرص للعالم
-- وقال شي إن الصين ستسير على طريق التنمية السلمية بكل ثبات، وستعمل على تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح بكل حزم، وستسعى بثبات إلى دفع النهضة العظيمة للأمة الصينية عبر التحديث الصيني النمط. إن الصين التي تتقدم نحو التحديث ستوفر فرصا أكثر للعالم، وستضيف قوة دافعة أقوى للتعاون الدولي، وستقدم مساهمة أكبر لتقدم البشرية جمعاء.