تعليق ((شينخوا)): نحو بناء مجتمع آسيا-الباسفيك أكثر ازدهارا

تعليق ((شينخوا)): نحو بناء مجتمع آسيا-الباسفيك أكثر ازدهارا

2022-11-19 16:28:00|xhnews

بانكوك 19 نوفمبر 2022 (شينخوا) أُطلق أول اجتماع لقادة الاقتصادات الـ21 في منطقة آسيا-الباسيفيك وجها لوجه منذ 2018 في لحظة حرجة، مع حاجة العالم الماسة لتحقيق التعافي الاقتصادي من تأثير تفشي الوباء المستمر وارتفاع التضخم والتوترات الجيوسياسية.

وقد وسعت اقتصادات منطقة آسيا-الباسيفيك، بفضل صمودها الملحوظ واستقرارها العام، التعاون وعززت التكامل الإقليمي خلال العقود الماضية، لتصبح المنطقة الأكثر حيوية ونهوضا في العالم. وبالتالي، تُعطي قدرتها على قيادة التعافي الاقتصادي وتعزيز التنمية العالمية العالم سببا للتطلع إلى الأمام.

وكموطن لـ2.9 مليار شخص، تُمثل الاقتصادات الـ21 لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) حوالي نصف التجارة العالمية وأكثر من 60 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للعالم. إن استقرار المنطقة ونموها أمر حاسم للتنمية العالمية.

شهدت منطقة آسيا-الباسفيك الخراب الناجم عن الحرب والفوضى المالية، ولكنها خلقت "معجزة آسيا-الباسفيك" خلال العقود الأخيرة. يجب أن يفهم الناس في المنطقة أن مسار التنمية السلمية التي تتميز بالتضامن والتعاون المربح للطرفين في آسيا-الباسفيك، في مصلحة الجميع.

ورغم أن محاولات تشويه المعايير الدولية وعرقلة العلاقات الاقتصادية وتفاقم الصراعات في المناطق وعرقلة التعاون التنموي تُشكل تحديات كبيرة على مسار التنمية السلمية، فمثل هذه الرياح المعاكسة تُسلط الضوء على الحاجة إلى بقاء اقتصادات آسيا-الباسفيك كعائلة كبيرة.

فلا يمكن أن تتحمل المنطقة عواقب خسارة السلام والاستقرار خلال مواجهات الكتل والانفصال. فمن رؤية بوتراجايا 2040 إلى خطة عمل أوتياروا، تم تشكيل مجتمع آسيا-الباسفيك للحفاظ على النمو الشامل والمستدام والمتوازن.

ومن خلال العمل معا، لدى المنطقة فرصة أفضل في تحقيق أهدفها وازدهارها المشترك. يجب أن يكون السلام والتعاون أساس تنمية منطقة آسيا-الباسفيك نحو الازدهار.

ودعت الصين، كاقتصاد كبير في المنطقة، دائما إلى بذل الجهود لتجاوز الفوارق الحضارية والصراع الحضاري والتفوق الحضاري بالتواصل والتنافع والتعايش بين الحضارات. إنها تدعم التنمية السلمية مع اتخاذ إجراءات ملموسة.

ويجب أن تكون التنمية السلمية في منطقة آسيا-الباسفيك شاملة، وكانت الصين قوة دافعة في هذا الصدد.

فمن استضافة معرض الصين الدولي للاستيراد في شانغهاي إلى معرض الصين-آسيان في ناننينغ، ومن المشاركة الفعالة في الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة إلى الجهود المتواصلة للانضمام لاتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ، واتفاقية شراكة الاقتصاد الرقمي، تلتزم الصين بحديثها في تعزيز الانفتاح والتكامل الإقليمي كطرق لتقاسم مكاسبها التنموية مع الاقتصادات الإقليمية.

وتظهر البيانات الرسمية أن تجارة الصين مع الدول الأخرى الأعضاء في الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة في الأشهر الـ8 الأولى من هذا العام وصلت إلى ما يقرب من 1.2 تريليون دولار أمريكي، أي ما يُمثل 30.5 بالمائة من إجمالي التجارة الخارجية للصين.

وفي آسيا، أدخل طريق بنوم بنه-سيهانوكفيل السريع كمبوديا في "عصر عالي السرعة". وحقق خط سكة حديد الصين-لاوس حلم لاوس المتمثل في أن تصبح البلاد دولة تربط الأراضي، فيما سيُعزز خط السكة الحديدية فائق السرعة بين جاكرتا وباندونغ وخط سكك حديد الساحل الشرقي، عند تشغيلهما، القدرة التنافسية الشاملة لإندونيسيا وماليزيا.

كما يجب أيضا متابعة تقدم التنمية المستدامة والخضراء والمتوازنة في المنطقة، حيث تتقاسم الصين خبرتها التنموية في تطوير الطاقة النظيفة.

إن مشروع محطات الطاقة الشمسية الهجينة في سد سيريندهورن بتايلاند والشاحنات الكهربائية الصينية الصنع التي عززت اللوجستيات الخضراء في المكسيك تدل على الحقيقة المتمثلة في أنه مع التعاون المربح للطرفين، فإن التنمية مخفضة الكربون ممكنة في عدد متزايد من اقتصادات آسيا-الباسفيك.

ومن خلال التعاون، وضع إحساس بمجتمع آسيا-الباسفيك أساسا متينا للتقدم المطرد في المنطقة. وفي اجتماعات الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة هذا العام، واصل القادة العمل معا على الخطة طويلة المدى لـ"بناء مجتمع آسيا-الباسفيك منفتح وحيوي ومرن وسلمي بحلول 2040" وفقا لرؤية بوتراجايا 2040.

إن الرؤية تتوافق بشدة مع اقتراح الصين المتمثل في بناء مجتمع آسيا-الباسفيك ذي مستقبل مشترك قائم على الانفتاح والشمولية والنمو المدفوع بالإبداع والتواصل الكبير والتعاون المتبادل المنفعة.

وخلال المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني الذي اختتم مؤخرا، تمت الدعوة إلى اتباع التحديث الصيني في كل الجهات مع هدف متمثل في تحقيق الازدهار المشترك للجميع.

وفي النهاية، إن الصين في حاجة إلى حشد القوة اللازمة لشعبها البالغ 1.4 مليار نسمة، ما يعني صُنع كعكة كبيرة ومشاركتها بشكل عادل. إن هذه الدعوة ترسل إشارة واضحة لمنطقة آسيا-الباسفيك والعالم بأجمعه، تتمثل في أن اتجاه الصين نحو التحديث سيُقدم المزيد من الفرص للعالم، وسيضخ زحما قويا للتعاون الدولي وسيُقدم إسهامات كبيرة للتقدم الإنساني.

وفي هذا السياق، قال أوليج تيموفيف، أستاذ مساعد في الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب "إن المبادرات الصينية مثل بناء مجتمع آسيا-الباسفيك ذي مستقبل مشترك جذب ردود فعل إيجابية وكبيرة لدول المنطقة. وفي الوقت الحالي، فإن منطقة آسيا-الباسفيك تتحدث بشكل متزايد عن دمج المبادرات الصينية مع خطط تنمية المنطقة."

مع السعي لحماية السلام والتنمية في العالم على طول مسار التحديث الصيني، فإن الصين ستظل ملتزمة بالسلام والتنمية والتعاون وتحقيق المنافع المتبادلة. مع عمل المزيد من اقتصادات آسيا-الباسفيك معا نحو الهدف المشترك، يمكن أن يُساهم الناس هنا بشكل أفضل في تعزيز التنمية والازدهار لمنطقة آسيا-الباسفيك والعالم بأجمعه. 

الصور