شي وبرايوت يتفقان على بناء مجتمع مصير مشترك أكثر استقرارا وازدهارا واستدامة بين الصين وتايلاند
بانكوك 19 نوفمبر 2022 (شينخوا) اتفق الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا اليوم (السبت) على بناء مجتمع مصير مشترك أكثر استقرارا وازدهارا واستدامة بين الصين وتايلاند.
واستقبل برايوت، شي بحرارة عند وصوله إلى مقر الحكومة هنا. كما اصطف كبار المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء والقائد الأعلى للجيش الملكي التايلاندي، بالإضافة إلى القادة العامين للقوات البرية والقوات البحرية والقوات الجوية، من بين آخرين، للترحيب بالرئيس الصيني. كما شكل حرس الشرف خطوطا مستقيمة وألقوا تحية بالعيون.
وخلال المحادثات، هنأ شي تايلاند على استضافتها الناجحة لاجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (أبيك). وأكد أن الصين وتايلاند تتمتعان بصداقة عمرها ألف عام، مضيفا أن شعبي البلدين يشعران وكأنهما أشقاء وشقيقات لبعضهما البعض.
وأشار شي إلى أنه في السنوات العشر الماضية منذ أن أقامت الصين وتايلاند شراكة تعاونية استراتيجية شاملة، استمرت الصداقة التقليدية بين البلدين في الازدهار، واستمر تعاونهما الاستراتيجي الشامل في التعمق ودخلت العلاقات الثنائية مرحلة جديدة من التنمية.
وفي سياق إشارته إلى أن الصين تثمن بشدة علاقاتها مع تايلاند، قال شي إنه في ظل البداية التاريخية الجديدة، ستعمل الصين مع تايلاند للمضي قدما في الرابطة الخاصة المتمثلة في أن "الصين وتايلاند قريبتان مثل العائلة الواحدة"، وبناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وتايلاند، من أجل تعزيز الاستقرار والرخاء والاستدامة، وإضافة أبعاد جديدة للعلاقات الشبيهة بعلاقات العائلة، وفتح عصر جديد في العلاقات بين الصين وتايلاند، وتقديم المزيد من الفوائد للشعبين.
وفي الوقت الذي تم التأكيد فيه على أهمية تبادل الجانبين الزيارات بشكل دائم كما يفعل الأقارب، ومواصلة دعم بعضهما البعض بحزم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما، قال الرئيس شي إنه يتعين على الجانبين التنفيذ الدقيق لخطة العمل المشتركة بشأن التعاون الاستراتيجي بين الصين وتايلاند خلال السنوات الخمس المقبلة، والعمل معا من أجل تحقيق المزيد من التعاون المثمر في مختلف المجالات.
وتابع الرئيس الصيني قائلا إن الجانبين بحاجة إلى السعي لمزيد من التضافر بين استراتيجيات التنمية الخاصة بهما، والعمل المشترك على تعزيز تعاون الحزام والطريق عالي الجودة لتحقيق نتائج جديدة.
وأضاف شي أن الجانبين بحاجة إلى تعزيز التعاون في المجالات التقليدية مثل الاستثمار، والتجارة، والسياحة، والبنية التحتية، والمجمعات الصناعية، مع العمل في الوقت نفسه على تطوير مجالات نمو جديدة، ودفع التقدم في مجالات تعاون جديدة مثل الاقتصاد الرقمي، ومركبات الطاقة الجديدة، والابتكار التكنولوجي.
وأوضح أن الجانبين بحاجة إلى تسريع التعاون الثلاثي في خط السكك الحديدية بين الصين وتايلاند ولاوس، ودفع ممر تنمية الارتباطية بين الصين وتايلاند ولاوس، وتعزيز الارتباطية المادية للبنية التحتية كمحور رئيسي، وتعزيز الارتباطية المؤسسية في مجال الخدمات اللوجستية والتخليص الجمركي، وزيادة تصدير المنتجات الزراعية والجانبية التايلاندية عالية الجودة إلى الصين.
وأشار شي إلى أن الصين مستعدة للعمل مع تايلاند والأطراف الأخرى في الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة من أجل تنفيذها بجودة عالية، حتى تحقق أكبر اتفاقية تجارة حرة في العالم المزيد من الفوائد.
وأوضح أن الجانبين سيكثفان الجهود للقضاء على الجرائم العابرة للحدود، وتعميق التعاون في جهود تسليم الهاربين، واستعادة الأصول غير القانونية، مضيفا أنهما بحاجة إلى تعزيز التعاون في التعليم، والرعاية الصحية، وتخفيف حدة الفقر، والمجالات الأخرى التي تتعلق بمعيشة المواطنين، فضلا عن تبادل الخبرات في التخفيف من حدة الفقر وتحقيق التنمية عبر طرق مختلفة، وتعميق وترسيخ التعاون في التخفيف من حدة الفقر بين البلدين، والقيام بالمزيد من الأشياء العملية من أجل رفاهية الشعبين والمجتمعين.
وشدد شي على حاجة البلدين إلى تعزيز التبادلات بين الشباب، وتقريب قلوب الشعبين، وزيادة التقارب بينهما، وإثراء التبادلات الشعبية والثقافية لمجتمع المصير المشترك بين الصين وتايلاند.
ونوه شي إلى أن بلاده مستعدة لتعزيز التنسيق مع تايلاند في الشؤون الدولية، والعمل بشكل فعال مع تايلاند من أجل تحقيق السلام الدائم والتنمية طويلة الأمد للعالم.
وأضاف أن الصين مستعدة لتعزيز التضامن والتعاون مع تايلاند ودول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الأخرى، والتركيز على بناء وطن سلمي وآمن ومزدهر وجميل وودي، وضخ زخم جديد في الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والآسيان باستمرار.
وفي معرض الإشارة إلى أن تايلاند ستشارك قريبا في رئاسة آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ، أعرب شي عن استعداد الصين للعمل مع دول ميكونغ للتعزيز المشترك للتنمية عالية الجودة للتعاون دون الإقليمي.
ومن جانبه، أعرب برايوت عن خالص تهانيه على نجاح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني وإعادة انتخاب شي أمينا عاما للجنة المركزية للحزب.
وأعرب برايوت عن ثقته بأن الصين تحت قيادة شي، ستحقق إنجازات كبيرة في الرحلة الجديدة نحو بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، وتحقيق الهدف المئوي الثاني، ودفع تجديد الشباب الوطني العظيم للأمة الصينية على جميع الجبهات.
وقال برايوت إن زيارة شي إلى تايلاند وحضور اجتماع قادة اقتصادات الأبيك، تعد أول زيارة له لتايلاند منذ أن أصبح رئيسا للصين، وهو أمر ذو أهمية كبيرة.
وأضاف أن هذا العام يوافق الذكرى العاشرة للشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين تايلاند والصين، مشيرا إلى أن تايلاند مستعدة لاغتنام هذه الفرصة للعمل نحو بناء مجتمع مصير مشترك مع الصين من أجل تعزيز الاستقرار والرخاء والاستدامة على أساس أن "تايلاند والصين قريبتان مثل العائلة الواحدة".
وتابع قائلا إن تايلاند مستعدة لتعزيز التفاعلات رفيعة المستوى مع الصين، ومواصلة منح الثقة واحترام على نحو متبادل، والتنفيذ الفعال لخطة العمل المشتركة بشأن التعاون الاستراتيجي بين تايلاند والصين، وكذلك خطة التعاون بشأن التعزيز المشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، وتسريع إنشاء خط السكك الحديدية بين تايلاند والصين وربطه بخط السكة الحديدية بين الصين ولاوس، ودفع ممر تنمية الارتباطية بين الصين وتايلاند ولاوس، وتعزيز التعاون في مجالات مثل التجارة، والاستثمار، وتخفيف حدة الفقر، وارتباطية البنية التحتية، والأمن السيبراني، ومكافحة الجرائم العابرة للحدود.
وأضاف أن تايلاند ترحب بضخ الشركات الصينية المزيد من الاستثمارات فيها.
وأكد أن الصين تلعب دورا قياديا في تحقيق التعافي الاقتصادي في المنطقة بعد جائحة كوفيد-19، ما يظهر إحساسها التام بالمسؤولية كدولة رئيسية، مضيفا أن الصين ساهمت في الاستقرار والأمن والرخاء في منطقة آسيا-الباسيفيك وكذلك المساعي المشتركة لبلدان المنطقة لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك لآسيا-الباسيفيك.
ونوه إلى أن تايلاند مستعدة للعمل مع الصين لتنفيذ الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، قائلا إن بلاده تدعم مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، اللتين طرحهما شي، وتدعم الصين في لعب دور أكبر في الشؤون الإقليمية والدولية.
وذكر أن تايلاند تأمل في توحيد الجهود لبناء وطن سلمي وآمن ومزدهر وجميل وودي للصين والآسيان.
وشهد القائدان بشكل مشترك التوقيع على خطة عمل مشتركة للتعاون الاستراتيجي بين الصين وتايلاند بين حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة مملكة تايلاند (2022-2026)، وهي خطة تعاون بين الحكومتين بشأن التعزيز المشترك للحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21، فضلا عن التوقيع على وثائق للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتجارة الإلكترونية والابتكار العلمي والتكنولوجي.
كما أصدر الجانبان بيانا مشتركا بين الحكومتين بشأن العمل من أجل بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وتايلاند من أجل تعزيز الاستقرار والرخاء والاستدامة.
وعقب المحادثات، حضر شي وعقيلته بنغ لي يوان مأدبة أقامها برايوت وعقيلته نارابورن تشان أوتشا.
وكان دينغ شيويه شيانغ ووانغ يي وخه لي فنغ، من بين آخرين، حاضرين في تلك الفعاليات.