تقرير إخباري: الولايات المتحدة تستقبل الجمعة السوداء في ظل السنة الثالثة من الجائحة

تقرير إخباري: الولايات المتحدة تستقبل الجمعة السوداء في ظل السنة الثالثة من الجائحة

2022-11-26 13:45:00|xhnews

نيويورك 25 نوفمبر 2022 (شينخوا) من المتوقع أن يتوافد ملايين الأمريكيين على متاجر الطوب والملاط يوم الجمعة بعد عيد الشكر مع انحسار جائحة كوفيد-19 وعودة الناس إلى عادات ما قبل الجائحة، حسبما ذكرت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) يوم الجمعة.

هذا هو عكس ما كان عليه الحال في العامين الماضيين، عندما ظل الناس عالقين إلى حد كبير في منازلهم واتجهوا بشكل أكبر إلى التسوق عبر الإنترنت. ولكن هذا العام، تعاني العديد من ميزانيات الأسر من ارتفاع أسعار الغاز والبقالة، وفقا لما جاء في التقرير.

ومع إغلاق العديد من المتاجر في عيد الشكر، يستعد تجار التجزئة لإقبال كبير من الزبائن يوم الجمعة. ومن المتوقع أن تزيد المبيعات، باستثناء مراكز وكلاء بيع السيارات، بنسبة 15 في المائة مقارنة بالجمعة السوداء في العام الماضي، وفقا لما ذكره التقرير نقلا عن ((ماستركارد سبندنج بلس)).

ونقل عن ستيفن ليبوفيتز، الرئيس التنفيذي لمراكز ((سي بي إل آند أسوشياتس بروبرتيز)) التجارية، قوله "هذا هو الأقرب إلى الجمعة السوداء العادية التي شهدناها لسنوات عديدة".

ولفت التقرير إلى أن العديد من تجار التجزئة بدأوا في تقديم خصومات كبيرة في أكتوبر لتفريغ المخزون الزائد مع تراجع اختناقات سلسلة التوريد، لكن العروض لم تكن كافية لإغراء بعض المتسوقين مع استمرار تصاعد المخاوف بشأن التضخم والاقتصاد.

وبدورها قالت جوان هسو، مديرة قسم الدراسات الاستقصائية المعنية بالمستهلكين في جامعة ميشيغان، إنه "إلى جانب التأثير المستمر للتضخم، رزحت اتجاهات المستهلكين أيضا تحت وطأة الضغوط نتيجة ارتفاع تكاليف الاقتراض، وانخفاض قيم الأصول، وضعف توقعات سوق العمل".

-- موسم ضعيف

ذهب الأمريكيون إلى مراكز التسوق والمتاجر الكبيرة للتسوق أملا في اقتناص عروض الجمعة السوداء فيما يمكن أن يكون لحظة حاسمة لتجار التجزئة، الذين يستعدون بالفعل لموسم إنفاق أكثر تباطؤا، حسبما ذكرت صحيفة ((واشنطن بوست)) يوم الجمعة.

وأوضح التقرير أنه "على الرغم من تضاؤل أهمية ذلك اليوم-- حيث تحول إلى عملية تسويق تمتد لأشهر -- إلا أن التجار من جميع الأحجام يستعدون بنشاط".

وحذر محللون وخبراء في هذه الصناعة من أن الجمعة السوداء قد تكون صامتة إلى حد ما هذا العام. فالمبيعات المبكرة والأعلى -- على الرغم من أنها مفيدة للمتسوقين الإستراتيجيين -- تضر بتجار التجزئة الذين تتأثر أرباحهم من وفرة المخزون وتزايد العمالة والتكاليف العامة الأخرى، وفقا لما جاء في التقرير.

"ومن ناحية أخرى، يظهر المستهلكون علامات على التعب بعد مواجهة التضخم المرتفع منذ عقود في معظم فترات العام"، هكذا ذكر التقرير، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار في أكتوبر بنسبة 7.7 في المائة لا يزال أعلى بكثير من المستويات الطبيعية، وأقل بكثير مما توقعه المحللون.

وأشارت استطلاعات الرأي إلى أنه حتى الأمريكيين الأكثر ثراء يشعرون بالضغط، مضيفة أنهم ما زالوا يشترون، لكنهم يختارون خيارات أقل تكلفة.

-- إقبال في شيكاغو

على الرغم من التضخم، من المتوقع أن ينفق الشخص العادي في شيكاغو، ثالث أكبر مدينة في الولايات المتحدة، 1700 دولار أمريكي على خطط التسوق في موسم العطلات هذا العام، بزيادة قدرها 22 في المائة عن العام الماضي، وفقا لاستطلاع رأي حول البيع بالتجزئة خلال العطلات.

وأوضح استطلاع الرأي الذي نشرته شركة ((ديلويت شيكاغو)) في وقت سابق من هذا الشهر، أن المتسوقين يعتزمون شراء عدد أقل من الهدايا.

وكشف استطلاع الرأي لعام 2022 الذي أجرته شركة ((ديلويت)) حول البيع بالتجزئة خلال العطلات، أن 37 في المائة من الأسر الأمريكية أكدت على أن وضعها المالي أسوء مما كان عليه العام الماضي.

ومع وضعهم التضخم في الاعتبار، يتطلع المستهلكون إلى أن يقدم تجار التجزئة عروضا ويعتزمون إنفاق 50 في المائة من ميزانياتهم المخصصة للتسوق في موسم العطلات خلال الجمعة السوداء والإثنين الإلكتروني.

وفي الوقت نفسه، تظهر البيانات الصادرة عن شركة ((أكسنتشر)) الاستشارية لإدارة الأعمال، أنه من المتوقع أن يُنفق مواطنو شيكاغو 719 دولارا أمريكيا على السفر والطعام والتسوق خلال موسم العطلات في شهري نوفمبر وديسمبر من هذا العام، بزيادة قدرها 19.3 في المائة عن إنفاق قدره 580 دولارا أمريكيا في عام 2021.

وعلى الصعيد الوطني، من المتوقع أن تزداد مبيعات التجزئة خلال موسم العطلات في شهري نوفمبر وديسمبر لعام 2022، بنسبة 6 في المائة إلى 8 في المائة مقارنة بالمبيعات القياسية لعام 2021 والبالغة 889.3 مليار دولار أمريكي، لتسجل رقما قياسيا جديدا يتراوح بين 942.6 مليار و960.4 مليار دولار أمريكي، وفقا للبيانات الصادرة عن الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة.

كما تظهر البيانات الصادرة عن الاتحاد أن الأمريكيين يعتزمون إنفاق ما يقرب من 832 دولارا أمريكيا للفرد على الهدايا والطعام والزينة في عام 2022، بما يتماشى مع متوسط الإنفاق خلال 10 سنوات والبالغ 826 دولارا، ويقل عن متوسط الإنفاق في 2021 والبالغ 879 دولارا.

-- فجوة واضحة

إن العبء غير المتناسب للتضخم الملقى على عاتق فقراء الولايات المتحدة هو أحد الأسباب التي تجعل الاحتياطي الفيدرالي يسعى حثيثا إلى إعادة السيطرة بسرعة على زيادات الأسعار، حسبما أفادت صحيفة ((نيويورك تايمز)) يوم الجمعة.

وذكر التقرير أن "الوضع يؤكد على واقع قاتم في عصر الجائحة"، مضيفا أن "الكثير من هذه الأسر (الفقيرة) تتجه نحو حالة هشاشة أكبر كانت سائدة قبل الجائحة".

ففي بوسطن بماساتشوستس، قام الأثرياء بالحجز في فندق ((ذا لانغام))، وبيعت وجبة غداء عيد الشكر بقيمة 135 دولارا أمريكيا للشخص البالغ في مطعمها الداخلي قبل أسابيع.

ومن ناحية أخرى، تصطف العديد من العائلات أمام جمعية خيرية محلية في حوالي الساعة الـ4:30 صباحا للحصول حصتها من الوجبات المجانية والديك الرومي. وهذا يحدث قبل أربع ساعات من فتح الجمعية أبوابها، حسبما أفاد التقرير.

ولفت التقرير إلى أن "التباين يوضح فجوة تمتد عبر الاقتصاد الأمريكي المضطرب بعد قرابة ثلاث سنوات من الجائحة".

وذكر أن العديد من المستهلكين الأثرياء ما زالوا يمتلكون مدخرات ويتمتعون بأداء مالي جيد، ما يدعم العلامات التجارية الفاخرة ويبقي بعض تجار التجزئة وشركات السفر الراقية متفائلين بشأن موسم العطلات.

وفي الوقت نفسه، يعاني فقراء أمريكا من نقص في الاحتياطيات النقدية، ويكافحون من أجل مواكبة ارتفاع الأسعار ويواجهون ارتفاع تكاليف الاقتراض، إذا استخدموا بطاقات الائتمان أو القروض لتغطية نفقاتهم. 

الصور