مقالة خاصة: أكاديميون وإعلاميون في الإمارات يؤكدون أهمية توقيت القمة العربية الصينية
دبي 7 ديسمبر 2022 (شينخوا) أكد أكاديميون وإعلاميون في دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية توقيت عقد القمة الصينية العربية الأولى في المملكة العربية السعودية لتحقيق التقارب العربي الصيني في مواجهة تحديات كثيرة يمر فيها العالم حالياً.
وقال أستاذ الإعلام في كليات التقنية العليا بأبو ظبي الدكتور أحمد الجنابي في حوار مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن العلاقات الصينية العربية تحتاج لتقديم مفاهيم جديدة يتفق عليها الطرفان لتحقيق التقارب المنشود بين الدول العربية، التي تدرك أهمية الشراكات الجديدة بعيداً عن قطبية الشراكة مع أمريكا وأوروبا، وبين الصين التي تعي أهمية التقارب مع العرب في الوقت الراهن.
ويرى الجنابي أن التقارب الصيني العربي يحمل عوائد عدة ذات قيمة كبيرة للصين والعرب، ويلخصها بقوله "هناك أهمية بالغة للبحث عن شراكات صناعية وثقافية وتقنية جديدة بين الدول العربية والصين، وهناك صناعات ذكية تحتاج إلى النماء والتطوير بالاتفاق والتعاون بين الطرفين، ولا ننسى موضوع التعاون مع الصين في تطوير البنية التحتية من طرق ومواصلات وكهرباء وطاقة ومشاريع استدامة وذكاء اصطناعي تفوقت الصين في مجالاتها خلال العقد الأخير".
وينظر الإعلامي السعودي المقيم في دبي الدكتور علي القحيص إلى موعد انعقاد القمة على أنه مهم للغاية لكون العالم يمر بمرحلة صعبة، وخاصة مع الخوف من شتاء صعب بسبب نقص إمدادات الطاقة في أوروبا... وكذلك ضعف توريد الغذاء عالمياً.
ويصف القحيص ظروف انعقاد القمة العربية الصينية بأنها معقدة وتحتاج إلى أجندة دقيقة للغاية للخروج بنتائج مهمة على المديين القصير والبعيد.
وأعرب عن اعتقاده بأن القمة قد تغير كثيراً من خارطة الطريق للعرب والصين اقتصادياً وسياسياً.
ويعد المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية الدكتور مهند العزاوي العلاقات العربية الصينية متميزة وراسخة منذ زمن بعيد، ويؤكد أن الصين تمتلك شراكات اقتصادية قوية مع الدول العربية، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تحاول وضع عراقيل ومحددات استراتيجية للتقليل من حجم الشراكة الاقتصادية العربية مع الصين، إلا أن منطقة غرب آسيا والمنطقة العربية خرجت من قوقعة قطبية الشراكة مع أمريكا كما كان دائماً، بل تنوعت العلاقات بحسب المصالح المتعددة.
وشدد على أن الحضور الصيني في هذا الوقت ربما يشكل صمام أمان في الاتجاهين الاقتصادي والسياسي بمنطقتنا، والتقارب السعودي والخليجي مع الصين سيؤدي إلى تأثير سياسي إيجابي كبير، وهو ما تم على صعيد العلاقات بين دول في منطقة الشرق الأوسط والتي أثر التقارب مع الصين فيها بحيث أصبحت المباحثات ولغة الخطاب أكثر مرونة من قبل.
وأكد العزاوي أن تأثير التقارب العربي الصيني سيظهر جلياً في الجوانب الثقافية والاقتصادية والتصنيعية... وتبادل الخبرات في الذكاء الاصطناعي والتقدم التقني، فالصين شريك دولي في هذه المجالات المهمة التي تتماشى مع استراتيجيتي الصين ودول الخليج العربي في البحث عن التقدم والتطور نحو المستقبل.
وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسين الهنداوي ممثلا للأمين العام للجامعة العربية قد قال إن القمة الصينية العربية ستشكل محطة مهمة في طريق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.
وأضاف الهنداوي أن الدول العربية والصين تتمتعان بعلاقة قوية مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح والمكاسب والدعم البناء لبعضهما البعض في مختلف المجالات، مؤكدا أن السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة.
وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، بعد ظهر اليوم (الأربعاء)، حيث سيشارك شي في القمة الصينية العربية الأولى وقمة الصين - مجلس التعاون الخليجي في الرياض، وسيقوم بزيارة دولة للمملكة في الفترة من 7 إلى 10 ديسمبر الجاري تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
تتمتع الصين والدول العربية بالتعاون العملي والمفعم بالحيوية، حيث يتجسد في أربعة مجالات بما فيها المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، والمجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري، والطاقة، والتكنولوجيا المتقدمة والحديثة، وفق أحدث تقرير صادر عن وزارة الخارجية الصينية.
أشار التقرير إلى أنه في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري، تتمسك الصين والدول العربية بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك في التعاون بينها، وتعمل على تعزيز تسهيل التجارة والاستثمار.
ففي عام 2021، بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 330.3 مليار دولار أمريكي، بزيادة 1.5 ضعف عما كان عليه قبل 10 سنوات. وفي الأرباع الثلاثة الأولى لعام 2022، وصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 319 مليارا و295 مليون دولار أمريكي، بزيادة 35.28 في المائة عما كان عليه في نفس الفترة للعام الماضي، ويقارب الحجم الإجمالي في عام 2021.