الرئيس الصيني شي جين بينغ يجري مباحثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
الرياض 8 ديسمبر 2022 (شينخوا) أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ مباحثات مع ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في قصر اليمامة بالرياض ظهر يوم 8 ديسمبر الجاري بالتوقيت المحلي.
في مستهل المباحثات، أعرب محمد بن سلمان عن الترحيب الحار بالرئيس شي بالنيابة عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتقدم بخالص التهاني لنجاح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني وإعادة انتخاب شي جين بينغ أمينا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وأشار الرئيس شي جين بينغ إلى أن المملكة عضو مهم في العالمين العربي والإسلامي، وقوة مستقلة مهمة في العالم المتعدد الأقطاب، وشريك إستراتيجي مهم للصين في منطقة الشرق الأوسط. وفي السنوات الأخيرة، حافظت العلاقات الصينية السعودية على مستوى عال من التطور. وفي ظل التغيرات العميقة والمعقدة التي تشهدها الأوضاع الدولية والإقليمية، يبرز الطابع الإستراتيجي والشمولي للعلاقات الصينية السعودية بشكل أكبر.
وأكد الرئيس شي أن الصين تضع تطوير علاقاتها مع المملكة في الاتجاهات ذات الأولوية في مجمل دبلوماسيتها خاصة تلك المتبعة تجاه الشرق الأوسط، مضيفا أن الجانب الصيني يحرص على التقدم يدا بيد مع الجانب السعودي في طريق تحقيق نهضة الأمة، وتعزيز المواءمة بين الإستراتيجيات التنموية، وتعميق التعاون العملي في كافة المجالات، وتكثيف التواصل والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية، بما يدفع علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية إلى المزيد من التطور.
وشدد الرئيس شي على أن الجانب الصيني يدعم بثبات مساعي الجانب السعودي للحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره، ويدعمه في مواصلة السير على الطريق التنموي الذي يناسب ظروفه الوطنية. ويدعم الجانب الصيني مبادرات التنمية الهامة التي أطلقها الجانب السعودي، بما فيها "رؤية 2030" و"الشرق الأوسط الأخضر"، ويستعد للمشاركة الفعالة في عملية التصنيع للمملكة والإسهام في تنويع الاقتصاد في المملكة، مضيفا أنه على الجانبين القيام بالمواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية 2030" بشكل جيد، والدفع بالتعاون في كافة المجالات بين البلدين لتحقيق المزيد من النتائج.
وأوضح الرئيس شي أن الجانب الصيني يحرص على تعزيز التواصل والتنسيق مع الجانب السعودي حول سياسة الطاقة، وتوسيع حجم تجارة النفط الخام وتعزيز التعاون في التنقيب والاستخراج والتنفيذ الجيد لمشروع الإيثيلين في بلدية قولي بمقاطعة فوجيان وغيره من مشاريع الطاقة المشتركة الضخمة. كما يحرص على تعميق التعاون مع الجانب السعودي في مجالي الطاقة الإنتاجية والبنية التحتية، ودفع إنشاء منطقة جازان - الصين للتجمعات الصناعية وتنفيذ المشاريع الهامة للبنية التحتية، والارتقاء بمستوى التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والمالية، وتوسيع التعاون في مجالات التجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة والبحث والتطوير في مجال الفضاء، وتعزيز التعاون في مجالات الأمن وإنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب ونزع التطرف.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن أكثر من 100 متعلم سعودي للغة الصينية بعثوا مؤخرا برسالة مكتوبة باللغة الصينية إليه أعربوا فيها عن حبهم للغة الصينية، مبديا سعادته الكبيرة بذلك. ولفت إلى أن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع الجانب السعودي على تحقيق المزيد من النتائج للتعاون الثنائي في مجال تعليم اللغة الصينية. كما وافق الجانب الصيني على إدراج المملكة في قائمة المقاصد الخارجية للمجموعات السياحية الصينية، بغية توسيع تبادل الأفراد والتواصل الشعبي والثقافي بين الجانبين.
وأكد الرئيس شي أن الجانب الصيني يدعم نظيره السعودي في لعب دور أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية، كما أنه على استعداد لتعزيز التواصل والتنسيق مع الجانب السعودي في الأمم المتحدة ومجموعة العشرين وغيرهما من المحافل المتعددة الأطراف.
وأوضح أن انعقاد القمة الصينية العربية الأولى والقمة الأولى للصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية في ظل الوضع الراهن يكتسب أهمية خاصة، إذ أنه سيلعب الدور القيادي الإستراتيجي لتطوير العلاقات الصينية العربية والصينية الخليجية في مرحلة قادمة، مبينا أن الجانب الصيني يتطلع إلى بذل جهود مشتركة مع الجانب السعودي والدول العربية لتصبح القمتان حدثين بارزين في تاريخ تطور العلاقات الصينية العربية والصينية الخليجية، بحيث يسهمان في الارتقاء بالعلاقات الصينية العربية والصينية الخليجية إلى مستوى جديد.
بدوره، أكد ولي العهد السعودي على الصداقة الوثيقة التي تربط بين المملكة والصين، مبينا أن المملكة هي شريك التعاون الإستراتيجي الشامل للصين في منطقة الشرق الأوسط. وفي حين يحافظ الاقتصاد الصيني على النمو القوي، تسعى المملكة جاهدة إلى تحقيق "رؤية 2030"، وتتطلع إلى تعزيز الدعم المتبادل مع الجانب الصيني، والعمل سويا على الارتقاء بعلاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى أعلى.
وأعرب عن ثقته بأن زيارة الرئيس شي جين بينغ هذه ستصبح علامة فارقة في تاريخ العلاقات السعودية الصينية بكل تأكيد، وستسهم في تحقيق المزيد من النتائج المتعلقة بالتعاون في كافة المجالات بين البلدين، بما يعود بالخير على الشعبين السعودي والصيني بشكل أفضل، ويحقق التنمية والازدهار المشترك للبلدين.
وأكد ولي العهد أن الجانب السعودي يدعم بثبات مبدأ صين واحدة، ويدعم بثبات جهود الصين في الدفاع عن سيادتها وأمنها وسلامة أراضيها، ويدعم بثبات الإجراءات والجهود التي بذلتها الصين في نزع التطرف، ويرفض رفضا قاطعا قيام أي جهة خارجية بالتدخل في الشؤون الداخلية للصين تحت غطاء حقوق الإنسان.
وأوضح أن الجانب السعودي على استعداد لمواصلة التعاون بنشاط مع الجانب الصيني في بناء "الحزام والطريق"، وتوسيع التجارة والاستثمار المتبادل، ويرحب بالمزيد من المؤسسات الصينية للمشاركة في عملية التصنيع في المملكة والتعاون في بناء البنية التحتية الهامة ومشاريع الطاقة، وتعزيز التعاون في مجالات السيارات والعلوم والتكنولوجيا والصناعة الكيميائية والتعدين وغيرها.
وأعرب عن شكره للجانب الصيني على دعمه لمبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" التي أطلقتها المملكة، مبديا استعداد الجانب السعودي لتعزيز التعاون في الطاقة النظيفة والتنمية الخضراء وغيرهما من المجالات وتوسيع تنقل الأفراد والتواصل الثقافي، فيما يأمل من الجانب الصيني مواصلة تقديم الدعم لتعزيز تعليم اللغة الصينية.
كما تقدم بالشكر للجانب الصيني على دعمه للمملكة لتكون شريك حوار لمنظمة شانغهاي للتعاون، معربا عن الاستعداد لتعزيز التواصل والتنسيق مع الجانب الصيني في مجموعة العشرين ومجموعة دول البريكس وغيرهما من الأطر المتعددة الأطراف، والتعاون مع الجانب الصيني في مواجهة تحديات أمن الطاقة والأمن الغذائي وتغير المناخ وغيرها، مع تكثيف الحوار والتعاون بشأن القضايا الإقليمية الساخنة الهامة، بما يسهم في الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار الإقليمي وتحقيق الأمن المشترك في المنطقة.
وأكد أن الجانب السعودي على استعداد للعب دور إيجابي في مواصلة تطوير العلاقات العربية الصينية والعلاقات الخليجية الصينية، مبديا كامل الثقة في مستقبل العلاقات السعودية الصينية.
واتفق الجانبان على ترقية منسق الجانبين للجنة الصينية السعودية المشتركة الرفيعة المستوى إلى مستوى رئيس الوزراء.
وحضرت قيادتا البلدين معا مراسم تبادل وثائق التعاون حول التشارك في بناء "الحزام والطريق"، والتعاون في مجالات القضاء والتربية والتعليم والطاقة الهيدروجينية والاستثمار والإسكان وغيرها.
وأصدر الجانبان البيان المشترك بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية.
وحضر الرئيس شي جين بينغ عقب المحادثات المأدبة الترحيبية التي أقامها على شرفه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ممثلا للملك سلمان.
وحضر الفعاليات المذكورة أعلاه كل من دينغ شيويه شيانغ ووانغ يي وخه لي فنغ.