مقابلة خاصة: وزير سعودي: القيادة السعودية حريصة على تقوية العلاقات مع الصين على كافة الاتجاهات
الرياض 9 ديسمبر 2022 (شينخوا) أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر بن إبراهيم الخريف، حرص القيادة السعودية على تقوية العلاقات مع الصين على كافة الاتجاهات، معتبرا أن العالم بات أكثر حاجة للعمل المشترك.
ــ العلاقات السعودية الصينية
وقال الخريف في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "قيادة المملكة حريصة جدا على تقوية العلاقات مع الصين في كل الاتجاهات، ونحن كوزراء مسؤولين عن ملفاتنا نعمل وفق هذه التوجهات".
وتابع يقول إن "الصين شريك مهم، وننظر إلى الصين من أكثر من زاوية، وهي شريك في مجال التنمية الاقتصادية".
وأضاف الوزير السعودي أن الصين نموذج يحتذى به في عملية النمو والتنمية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، مستشهدا بما تحقق في الصين خلال الـ20 أو الـ25 عاما الماضية في زيادة الإنتاج الصناعي وإنجازاتها في البحث والابتكار والتطوير.
ومضى قائلا إن "الصين شريك مهم أيضا كمورد لكثير من المنتجات النهائية والأولية"، مشيرا إلى أن طموحات المملكة للنمو ستزيد العلاقات التجارية مع الصين.
وأردف "ننظر للصين أيضا كعميل وزبون كبير للمملكة للمنتجات الحالية والمستقبلية".
وعلى المستوى الاجتماعي، قال الوزير السعودي إن "المملكة تلتفت إلى السياحة بشكل كبير... والصين تعتبر من أهم الدول في قطاع السياحة ونطمع أن تكون المملكة محطة مهمة أيضا لأصدقائنا الصينيين لزيارتها والتعرف عليها".
وأعرب الخريف عن إعجابه بأسلوب الصين ونموها الكبير، قائلا "إنني مغرم بأسلوب تحول الصين بهذا النمو الكبير، فهي تلفت نظري دائما على المستوى الاقتصادي تحديدا الصناعي. كما تبهرنا في الابتكارات، لا يمكننا أن نتخيل صناعة بدون ابتكار. ومن الناحية الاجتماعية تعلمنا دروسا أيضا، نتمنى للصين المزيد من التقدم."
ــ العمل الدولي المشترك
كما قدر الوزير السعودي عاليا "مبادرة التنمية العالمية" التي طرحتها الصين، قائلا إن "العالم اليوم أكثر حاجة للعمل المشترك في كل القطاعات. أي مبادرة تدعم العمل المشترك الدولي سيكون لها أثر إيجابي بشكل كبير سواء على الاقتصاد وحتى على الجانب الاجتماعي".
واستشهد في هذا السياق بجائحة كورونا وتحدياتها، قائلا إنه "لا يمكن أن نتخيل أنه يمكن التغلب على هذه الجائحة إلا من خلال اتحاد جميع الدول نحو محاربتها".
وتابع أيضا أنه "في قطاع التعدين مثلا وتطلعات العالم إلى الكربون الصفري والطاقة المتجددة، لا يمكن أن نتخيل أن تتحقق هذه الطموحات إلا بعمل جماعي وتوزيع المسؤوليات بين جميع مناطق العالم".
ومضى الوزير السعودي قائلا، "أبارك هذا التوجه ونرجو أن يقود إلى المزيد من الاتحاد والمزيد من التقارب لمصلحة شعوبنا"، مثنيا على ما وصفها بـ"المبادرات الهادفة إلى خلق التواؤم ما بين الدول والشعوب".
وأعرب عن تفاؤله بنجاحات الصين، قائلا "أنا متفائل بسبب بسيط لأن اليوم ما حققته الصين من نجاحات يعطيها رصيدا رائعا في أن تنقل هذه النجاحات للكثير من الدول".
وأكد أن جميع الدول العربية حريصة على رفع المستوى المعيشي والاقتصادي والاجتماعي لشعوبها، معتبرا أن جميع الظروف ملائمة لتصبح الشراكة بين الصين والدول العربية حقيقية وفاعلة وأن تخدم مصالح الجانبين.
ــ قطاع التعدين السعودي والشركات الصينية
وتعتبر المملكة العربية قطاع التعدين من أهم القطاعات الواعدة ضمن رؤية 2030 والتي تساهم بشكل مباشر وكبير بتنويع القاعدة الاقتصادية، بحسب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي.
وقال الخريف في هذا السياق إنه "لدينا مخزون كبير من المعادن، إلا أن تقديراتنا المالية والتي تقدر المخزون بما يعادل 1.3 تريليون دولار. تبقى متحفظة ولدينا قناعة بأن المملكة لديها ثروات أكبر بكثير".
وتابع "نطمح أن يكون التعدين مصدرا للصناعة... ونطمح أن يكون داخل المملكة قدرات لتحويل الكثير من الثروات الطبيعية التعدينية إلى منتجات نهائية أو نصف مصنعة، لذلك نرى الشراكة مع الصين والشركات الصينية مجالا رحبا وكبيرا، ودون شك الصين ستكون شريكا مهما".
وأضاف "نطمح أيضا أن تكون الصين زبونا للمنتجات التعدينية والمنتجات النهائية لخدمة أغراض الصين في نموها"، مؤكدا أن المجتمع الدولي بحاجة لكمية أكبر من المعادن للوصول إلى الكربون الصفري.
وأشاد الخريف بالشركات الصينية، قائلا إنها "اليوم على المستوى الدولي شركات مهمة وتواجدها مهم"، مثنيا على التزام الشركات الصينية التام بالجودة لمواعيد والقدرة على تنفيذ المشاريع بشكل سريع.
ورأى الوزير السعودي أن المملكة بموقعها الجغرافي ستكون موقعا مهما للكثير من الاستثمارات الصينية، التي تهدف للوصول إلى الأسواق على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا.