مقالة خاصة: زيارة شي الهامة إلى الشرق الأوسط تعزز السلام والتعاون
بكين 11 ديسمبر 2022 (شينخوا) عاد الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الصين يوم السبت، وذلك بعد حضور القمة الصينية العربية الأولى وقمة الصين-مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإجراء زيارة دولة إلى المملكة العربية السعودية.
وأشاد مسؤولون وخبراء في بعض الدول العربية بزيارة شي إلى المنطقة، قائلين إن الزيارة ذات أهمية استراتيجية لتعزيز التعاون والتنمية والسلام والأمن وتعميق التبادلات بين الحضارات.
وأكدوا أن الزيارة ستضخ زخما كبيرا في تنمية العلاقات الصينية-العربية وعلاقات الصين-مجلس التعاون لدول الخليج العربية وكذلك العلاقات الصينية-السعودية، وسترفع العلاقات إلى آفاق جديدة.
ــ مجتمع مصير مشترك صيني-عربي في العصر الجديد
وفي كلمته التي ألقاها في القمة الصينية العربية الأولى، قال شي إن "هذه القمة التي بمثابة معلم فارق في تاريخ العلاقات الصينيةـ العربية ستقود الصداقة والتعاون بين الصين والدول العربية نحو مستقبل أجمل بكل التأكيد".
وقال شي إنه "يتعين على الصين والدول العربية، باعتبار الجانبين شريكين استراتيجيين، المضي قدما في روح الصداقة الصينية-العربية، ودعم التضامن والتعاون، وتعزيز مجتمع مصير مشترك صيني-عربي أوثق".
واتفاقا مع كلمة شي، أشاد مصطفى أمين، الباحث المصري في الشؤون العربية والدولية، بالقمة باعتبارها "علامة فارقة" تاريخية في العلاقات الصينية-العربية، متوقعا أن تعزز القمة التعاون بين الجانبين، وتسرع التنمية الاقتصادية، وتوفر توقعات أقوى لتعاون مستدام.
وقال عزت سعد، مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، الذي وصف الصين بأنها "شريك مهم وقوي وموثوق في آسيا"، إن القمة ستمهد الطريق لفتح مرحلة جديدة في العلاقات الصينية-العربية.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن القمة الصينية العربية تحمل "أهمية خاصة" لأنها تهدف إلى تعزيز الصداقة والشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين.
ورأى حمدي الطباع، رئيس اتحاد رجال الأعمال العرب وجمعية رجال الأعمال الأردنيين، أن القمة سترسم طريقا للبناء المشترك لمجتمع مصير مشترك صيني-عربي، ما يعمق تعاونهما في إطار مبادرة الحزام والطريق ويقدم المزيد من فرص التنمية ويحسن معيشة الشعوب باستمرار.
وقال سامر خير أحمد، الكاتب الأردني والخبير في العلاقات العربية-الصينية، إن القمة ستسهل على الجانبين إطلاق إمكانات التعاون، وستفتح آفاق جديدة لبناء مجتمع مصير مشترك صيني-عربي، وستعزز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية.
وقال شي في كلمته إنه "يجب على المجتمع الدولي أن يرسخ الإيمان بـ"حل الدولتين" والتمسك بمبدأ "الأرض مقابل السلام" بحزم ويعمل بكل ثبات على بذل جهود حميدة لدفع مفاوضات السلام، ويزيد من المساعدات الإنسانية والإنمائية لفلسطين، ويدفع الحل العادل والعاجل للقضية الفلسطينية.
كما أشاد عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمفوض العام للعلاقات العربية والصين، بموقف الصين العادل في الشؤون الدولية كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي.
وقال إن "المعايير المزدوجة للولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في السنوات الأخيرة جعلت القضية الفلسطينية مهمشة بشكل تدريجي، بينما وقفت الصين دائما بحزم إلى جانب القضية العادلة للشعب الفلسطيني".
كما قال سعد إن "الصين تدعم دائما قضايا العالم العربي، خاصة القضية الفلسطينية".
ــ الخطوط العريضة للتعاون بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية
وفي كلمة رئيسية في قمة الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية يوم الجمعة، قال شي إن "الصين تتمتع بسوق استهلاكية واسعة ومنظومة صناعية متكاملة، بينما يتميز الجانب الخليجي بموارد الطاقة الغنية والتطور المزدهر لتنويع الاقتصاد، فيعد الجانبان شريكين طبيعيين للتعاون".
اقترح شي خمسة مجالات ذات أولوية للتعاون خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، وهي الطاقة، والمالية والاستثمار، والابتكار والتقنيات الجديدة، والفضاء، واللغة والثقافة.
وذكر الطباع أن كلمة شي أوضحت المجالات الرئيسية للتعاون المستقبلي بين الجانبين، ما يعزز تضافر استراتيجيات التنمية بين الصين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وقال بشار جابر رئيس قسم الدراسات والأبحاث في وزارة الصناعة والتجارة الأردنية إن كلمة شي أثرت العلاقات الاستراتيجية بين الصين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وستوفر بالتأكيد المزيد من الفوائد لشعوب المنطقة.
وأشاد جمال بيومي، أمين عام اتحاد المستثمرين العرب في القاهرة، بالعلاقات بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ووصفها بأنها "نموذج للنجاح"، قائلا إن القمة سترفع التعاون بين الجانبين إلى مستوى جديد.
وقال إنه ليس هناك شك في أن الصين تعزز التنمية الاقتصادية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من خلال مبادرة الحزام والطريق، والتي لها أهمية استراتيجية لتعزيز التنمية الإقليمية، مضيفا أن الصين تساهم في بناء "منطقة عربية حديثة" من خلال المشاركة في مشروعات البنية التحتية الرئيسية والطاقة.
وقال مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة إن القمة ستسرع من تنمية العلاقات بين الصين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مجالي الاقتصاد والاستثمار على وجه الخصوص.
وأضاف أن "تعزيز العلاقات بين الصين ودول الخليج سيكون مفيدا للطرفين".
ــ تعزيز العلاقات الثنائية الصينية-السعودية
خلال محادثاتهم يوم الخميس، اتفق شي وقادة المملكة العربية السعودية على التعزيز المشترك للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة العربية السعودية وتحقيق تقدم أكبر.
وفي بيان مشترك صدر يوم الجمعة، عبر البلدان عن ارتياحهما للتوقيع على خطة التنفيذ لتضافر مبادرة الحزام والطريق ورؤية المملكة العربية السعودية 2030، واتفقا على تسريع التضافر بين مشروعات البلدين.
قال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر بن إبراهيم الخريف إن التضافر العميق بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية المملكة العربية السعودية 2030 سيجلب العلوم والتكنولوجيا المتقدمة وأيضا الأفكار المتقدمة للبلاد، وسيعزز تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.
وسلط الوزير السعودي الضوء على التكامل بين البلدين في مجالات الاقتصاد والتجارة، وقال إنه بينما تقف الصين في طليعة الابتكار العالمي وتطوير التكنولوجيا الفائقة، تتمتع المملكة العربية السعودية بموارد معدنية وفيرة.
وأعرب عن ثقته في الآفاق الواسعة للتعاون الثنائي، قائلاً إنه إلى جانب صناعات الطاقة والتعدين، تتمتع المملكة العربية السعودية أيضًا بموقع جغرافي فريد وبنية تحتية كاملة مع شركات صاعدة مزدهرة، ما يجعلها مركزًا مهمًا للاستثمار والتجارة الصينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقال مراد توفان، المحلل في إذاعة ((إكوتورك)) التركية، إن العالم سيشهد المزيد من التعاون بين الصين ودول الخليج في المستقبل في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وأضاف أن تعاونهما سيتوسع بشكل أكبر، خاصة في قطاع البناء وكذلك مجالات الأمن والطاقة والتكنولوجيا.