تقرير اخباري: مقتل 9 فلسطينيين خلال عملية للجيش الإسرائيلي في جنين وسط تنديد وغضب رسمي وشعبي

تقرير اخباري: مقتل 9 فلسطينيين خلال عملية للجيش الإسرائيلي في جنين وسط تنديد وغضب رسمي وشعبي

2023-01-26 23:12:00|xhnews

في الصورة الملتقطة يوم 26 يناير 2023، أشخاص يركضون للاختباء خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية. قتلت القوات الإسرائيلية اليوم (الخميس) تسعة فلسطينيين على الأقل، من بينهم سيدة مسنة، خلال غارة على الضفة الغربية، حسبما ذكرت مصادر فلسطينية، وسط تصاعد العنف بالمنطقة. ووقعت أعمال العنف في مخيم جنين للاجئين بشمالي الضفة الغربية. ظلت جنين المضطربة معقلا للمسلحين وهدفا للغارات الإسرائيلية المتكررة لما يقرب من عام.

رام الله / غزة 26 يناير 2023 (شينخوا) قتل 9 فلسطينيين بينهم سيدة مسنة وأصيب 20 آخرون اليوم (الخميس) خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية، الأمر الذي قوبل بتنديد وغضب رسمي وشعبي.

وأعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، أن 9 فلسطينيين قتلوا بينهم سيدة مسنة وأصيب 20 آخرون بينهم 4 حالات خطيرة خلال "العدوان" الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها.

واتهمت مي الكيلة القوات الإسرائيلية باقتحام مستشفى "جنين" الحكومي وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل متعمد تجاه قسم الأطفال، ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات اختناق.

وذكرت مصادر أمنية فلسطينية لـ ((شينخوا))، أن قوات إسرائيلية ووحدات خاصة تابعة لها اقتحمت صباح اليوم مدينة جنين ومخيمها بهدف اعتقال مطلوبين لديها، ما أدى لاندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة مع شبان ومسلحين فلسطينيين.

وأعلنت مجموعات عسكرية تتبع لفصائل فلسطينية مسلحة تنشط في جنين في بيانات مقتضبة منفصلة، أن عناصرها خاضت اشتباكات مسلحة مع قوات إسرائيلية اقتحمت المدينة ومخيمها شمال الضفة الغربية وجرى إسقاط طائرة إسرائيلية مسيرة.

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان، إن قوات من الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) والوحدات الشرطية الخاصة نفذت عملية مشتركة في قلب مخيم جنين استهدفت "خلية عسكرية لعناصر من الجهاد الإسلامي تم قتل 3 منها في اشتباكات خلال محاولة اعتقالهم".

وأضاف البيان أن عناصر الخلية "مطلوبون أمنيون تورطوا أخيرا في نشاطات إرهابية واسعة ويشتبه في ضلوعهم بعمليات إطلاق نار ضد قوات الجيش والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية كبيرة"، مشيرا إلى أن القوات خلال العملية حاصرت مبنى تحصن داخله مسلحون تم إطلاق النار عليهم وإصابتهم".

وتابع أن أحد المطلوبين الذين تواجدوا في المبنى قام بتسليم نفسه للقوات، مشيرا إلى أنه خلال محاولة اعتقال الخلية تعرضت قوات الأمن لإطلاق نار حيث ردت باستهداف المسلحين ورصدت إصابة عدد منهم دون وقوع إصابات في صفوف القوات.

وأشار البيان إلى أن العملية جاءت بناء على معلومات دقيقة قدمها جهاز الأمن العام (الشاباك) والتي دفعت القوات نحو شقة اختباء للعناصر داخل مخيم جنين، لافتا إلى أن الجيش يفحص ظروف مقتل سيدة فلسطينية.

وذكرت الإذاعة العبرية العامة أن العملية في جنين "حالت دون وقوع عملية دامية خطيرة للغاية"، مشيرة إلى أن قوات الأمن رفعت حالة التأهب في غلاف غزة خشية إطلاق صواريخ بسبب الأحداث الجارية في جنين.

وأكد مسؤول أمني للإذاعة إسقاط مسلحين فلسطينيين طائرة بدون طيار تابعة للجيش كانت تحلق في سماء مخيم جنين خلال العملية، مشيرا إلى عدم وجود خوف من تسرب المعلومات.

وبحسب مصادر محلية وشهود عيان، فإن القوات الإسرائيلية خلال عمليتها التي استمرت نحو 5 ساعات قبل انسحابها قطعت التيار الكهربائي عن المخيم ومنعت الطواقم الطبية والصحفيين من دخوله، فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم في بيان تعليق دوام المدارس حفاظا على سلامة الطلبة.

وتداول نشطاء فلسطينيون على موقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك)) صورا ومقاطع فيديو لآثار تدمير كبير من قبل جرافات عسكرية إسرائيلية للمباني السكنية والمركبات المتوقفة على جانبي الشوارع.

واعتبر محافظ جنين في السلطة الفلسطينية أكرم الرجوب لـ ((شينخوا))، أن اقتحام القوات الإسرائيلية للمدينة ومخيمها هو الأكبر والأوسع منذ سنوات، واصفا المشاهد بعد انسحاب القوات الإسرائيلية بأنها "صادمة ومروعة".

وقوبلت العملية في جنين ومخيمها بتنديد وغضب فلسطيني رسمي وشعبي، وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تنكيس الأعلام والحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح القتلى.

فيما أعلنت الفصائل الفلسطينية في بيان، الإضراب الشامل في مدن الضفة الغربية والتوجه إلى مواقع التماس والاشتباك مع قوات الجيش الإسرائيلي.

وقال بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية وزع على الصحفيين، إن عباس قرر "الحداد وتنكيس الأعلام ثلاثة أيام على أرواح المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في جنين ومخيمها".

واعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن ما جرى في جنين ومخيمها "مجزرة" نفذتها الحكومة الإسرائيلية في ظل "صمت دولي مريب".

وقال أبو ردينة في بيان وزع على الصحفيين، إن "العجز والصمت الدولي" يشجع حكومة بنيامين نتنياهو على "ارتكاب المجازر والاستخفاف بحياة الفلسطينيين والعبث بالأمن والاستقرار عبر مواصلة سياسة التصعيد".

بدوره، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان، إن القوات الإسرائيلية تواصل ارتكاب متوالية "القتل والإعدامات بحق الشعب الفلسطيني، مدفوعة بشعور القدرة على الإفلات من العقاب"، مطالبا الأمم المتحدة، بالتدخل العاجل لوقف متوالية "الدم التي يذهب ضحيتها الأطفال والشباب والنساء".

كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية "الاقتحام الدموي والهمجي الذي ترتكبه القوات الإسرائيلية في جنين ومخيمها، ضاربة بعرض الحائط جميع القيم والمبادئ الإنسانية".

وتساءلت الوزارة في بيان، "إذا لم يتحرك المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية الآن وفي ظل هذه المناظر الوحشية والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال فمتى يمكن أن يتحرك لينتصر لمبادئه ومواقفه ويحافظ على ما تبقى من مصداقيته".

وقالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها الرئيس محمود عباس إن "العدوان الممنهج والمتواصل بقيادة الائتلاف الحكومي في إسرائيل يؤسس لمرحلة تحول في الصراع مع الاحتلال ومشروعه الاستعماري".

وحملت الحركة في بيان، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن "الجريمة وتداعياتها الميدانية"، معتبرة أن "الصمت المطبق للمجتمع الدولي على الإرهاب الإسرائيلي بحق الفلسطينيين يشكل غطاء لهذا النهج الفاشي".

وفي السياق، حذر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صالح العاروري في بيان، من أن إسرائيل ستدفع ثمن المجزرة التي نفذتها في جنين ومخيمها، مشيرا إلى أن "رد فصائل المقاومة الفلسطينية لن يتأخر".

كما حذرت حركة (الجهاد الإسلامي) على لسان القيادي فيها داود شهاب، من "فتح الباب أمام مواجهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل مواصلة العدوان".

وأعلن شهاب في بيان، أن الحركة قررت الاستنفار الشعبي والجماهيري نصرة لمدينة جنين ومخيمها في جميع مناطق قطاع غزة، مطالبا الوسطاء المعنيين باستمرار حالة الهدوء بالتدخل فورا "لوقف العدوان الذي يقربنا تدريجيا من معركة قد تندلع في أي وقت مع الاحتلال".

بموازاة ذلك، أعرب مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، عن "انزعاجه وحزنه لاستمرار دوامة العنف في الضفة الغربية، ومقتل 9 فلسطينيين بينهم مسلحين وامرأة واحدة خلال عملية اعتقال إسرائيلية في جنين".

وقال وينسلاند "نشهد منذ بداية العام الجاري مستويات عالية من العنف والعديد من الأحداث السلبية الأخرى التي ميزت عام 2022"، مؤكدا أهمية الحد من هذه "التوترات على الفور ومنع المزيد من خسائر الأرواح".

وأكد المبعوث الأممي التواصل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل تخفيف حدة التوتر وإعادة الهدوء وتجنب المزيد من الصراع.

من جانبه، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، بأشد العبارات "اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم مدينة جنين ومخيمها للاجئين الفلسطينيين" شمال الضفة الغربية، والذي أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وقال جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام في بيان صحفي، إن أبوالغيط يتابع التطورات في الأراضي المحتلة بقلق بالغ، مستنكرا حالة الصمت الدولي حيال ما يجري والتي تكشف ازدواجية فاضحة في المعايير وتواطؤا مرفوضا ومستهجنا.

وضم أبوالغيط صوته إلى السلطة الفلسطينية في مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، واعتبر أن حالة اللامبالاة تشجع إسرائيل على المضي قدما في ارتكاب المزيد من الجرائم تحت قيادة حكومة يعلم الجميع توجهاتها ومخططاتها شديدة التطرف.

وحذر من أن "الصمت على اقتحام المناطق السكنية والمستشفيات وقتل الفلسطينيين على هذا النحو المشين الذي نشهده في جنين يهدد بتفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإطلاق العنان لدائرة جهنمية من العنف".

بدوره، أدان الأردن "استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة والاعتداءات المتكررة عليها، وآخرها العدوان على مدينة جنين".

واستنكر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير سنان المجالي، في بيان حملة التصعيد العسكرية الإسرائيلية التي تنذر بتفجر دوامة جديدة من العنف الذي سيدفع الجميع ثمنها.

وقال المجالي إن العنف لن يولد إلا المزيد من العنف، مشيرا الى أن الاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة مع استمرار الجمود الكلي في العملية السلمية يدفع باتجاه تصعيد خطير يهدد الأمن والاستقرار، ويقتل الأمل بالسلام العادل وجدوى العملية السلمية.

وأكد ضرورة وقف إسرائيل عملياتها العسكرية كافة وجميع الإجراءات اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام.

وشدد الناطق باسم الخارجية الأردنية على أهمية إطلاق جهد حقيقي لاستئناف المفاوضات وتحقيق السلام العادل الذي ينهي الاحتلال ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967.

كما أدانت مصر، قيام القوات الإسرائيلية باقتحام مخيم جنين الفلسطيني.

ودعت مصر في بيان نشرته وزارة خارجيتها على صفحتها الرسمية بموقع ((فيسبوك)) إلى "الوقف الفوري لهذه الاعتداءات على المدن الفلسطينية والتي تهدد بخروج الأوضاع الأمنية فى الضفة الغربية عن السيطرة".

وحذرت من التداعيات الخطيرة لهذه الاعتداءات على الأمن والاستقرار في الأراضى الفلسطينية المحتلة والمنطقة.

وأكد البيان أن "استمرار مثل تلك الاعتداءات على الأرواح والممتلكات الفلسطينية يزيد من حالة الاحتقان والشعور بالغبن بين أبناء الشعب الفلسطينى ويقوض كافة الجهود التي تسعى إلى إعادة إحياء عملية السلام وتنفيذ رؤية حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وطالبت مصر "كافة الأطراف الدولية المحبة للسلام والأمم المتحدة وأجهزتها المعنية بحفظ السلام والأمن الدوليين إلى الاضطلاع بمسؤولياتها لنزع فتيل العنف فى الأراضى المحتلة ووضع حد للاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطينى وتوفير الحماية للمدنيين".

كما طالبت بـ "ضرورة احترام قواعد القانون الدولى ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة بالحقوق الفلسطينية المشروعة ومسؤوليات دولة إسرائيل باعتبارها الدولة القائمة بالاحتلال".

وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين برصاص إسرائيلي منذ بداية العام الجاري في الضفة الغربية إلى 29، بينهم 5 أطفال وسيدة، بحسب إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.

في الصورة الملتقطة يوم 26 يناير 2023، أشخاص يركضون للاختباء خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية. قتلت القوات الإسرائيلية اليوم (الخميس) تسعة فلسطينيين على الأقل، من بينهم سيدة مسنة، خلال غارة على الضفة الغربية، حسبما ذكرت مصادر فلسطينية، وسط تصاعد العنف بالمنطقة. ووقعت أعمال العنف في مخيم جنين للاجئين بشمالي الضفة الغربية. ظلت جنين المضطربة معقلا للمسلحين وهدفا للغارات الإسرائيلية المتكررة لما يقرب من عام.

الصور