مقالة خاصة: مستثمرون عالميون يبادرون إلى شراء أصول اليوان الصيني وسط آفاق الانتعاش
بكين 7 فبراير 2023 (شينخوا) وسط أجواء متفائلة بشأن انتعاش الاقتصاد الصيني في عام 2023، يصطف المستثمرون العالميون للحصول على الأصول المقومة باليوان الصيني.
وتظهر بيانات السوق أن صافي تدفق رأس المال الخارجي إلى الأسهم المتداولة في بورصتي شنتشن وشانغهاي سجل رقما قياسيا في شهر واحد بلغ 131.146 مليار يوان (حوالي 19.4 مليار دولار أمريكي) خلال يناير الماضي، أي أكثر من الإجمالي خلال عام 2022.
وارتفع مؤشر (إم إس سي آي الصين) بنحو 12 بالمائة في الشهر الماضي، في حين كرر مورغان ستانلي توصيته بالاستثمار في الأسهم الصينية.
ويقول المطلعون على الصناعة إن التدفق الأخير بعيد كل البعد عن حمى الانتهازية. وقال وانغ تشون ينغ، نائب رئيس الهيئة الوطنية للنقد الأجنبي، إن الاستثمار الخارجي في سوق الأوراق المالية الصينية سيزداد تدريجيا مع تسارع الانتعاش الاقتصادي في الصين، وتصبح أصول اليوان أكثر جدارة بالاستثمار مع جاذبية أقوى للملاذ الآمن.
وأشار وانغ إلى أن رأس المال الخارجي شارك بنشاط في سوق الأوراق المالية الصينية في الأشهر الأخيرة. وتظهر البيانات الرسمية أن الحيازات الخارجية من سندات وأسهم البر الرئيسي الصيني سجلت زيادة صافية قدرها 7.3 مليار دولار أمريكي و8.4 مليار دولار أمريكي على التوالي خلال ديسمبر الماضي. وفي النصف الأول من يناير وحده، بلغ صافي الاستثمار الخارجي في السندات والأسهم الصينية 12.6 مليار دولار أمريكي.
كما شجع اليوان الصيني القوي المستثمرين، حيث ارتفعت العملة الصينية بنحو 3 بالمائة منذ بداية العام الجاري، لتواصل الاتجاه الذي بدأ في نوفمبر الماضي.
ومن ثم فإن مزايا شراء أصول اليوان أصبحت واضحة أمام المستثمرين العالميين إذ يراهنون على أن يصبح الاقتصاد الصيني أول من يتعافى خلال عام 2023.
وفي أواخر يناير الماضي، رفع صندوق النقد الدولي توقعه للنمو الاقتصادي للصين خلال عام 2023 إلى 5.2 بالمائة من توقع سابق عند 4.4 بالمائة. كما قامت بنوك الاستثمار، بما في ذلك مورغان ستانلي وغولدمان ساكس، بتحديث توقعاتها للنمو لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وينظر المطلعون على الصناعة إلى الاستهلاك باعتباره المحرك الرئيسي لتعافي الصين، والذي من المرجح أن يبدأ بكامل طاقته في الربع الثاني بعد فترة تعديل أقصر من المتوقع.
وقال يوي شيانغ رونغ، كبير الاقتصاديين الصينيين في سيتي غروب، إن "الانتعاش الاقتصادي للصين في هذا العام يمكن أن يكون تحوطا كبيرا ضد الانكماش الاقتصادي العالمي".
وقال صندوق النقد الدولي إنه من المتوقع أن ينخفض النمو العالمي من 3.4 بالمائة خلال عام 2022 إلى 2.9 بالمائة خلال عام 2023. وبلغت توقعات الأمم المتحدة والبنك الدولي 1.9 بالمائة و1.7 بالمائة على التوالي.
وقال محللون إن التوسع في اقتصاد بحجم الصين سيساهم بشكل ملحوظ في النمو العالمي ويفيد اقتصادات مثل اليابان وأوروبا ومصدري السلع الأساسية.