"تشي يي"- فن أغانٍ قصصية في مدينة فوتشو
بكين 13 فبراير 2023 (شينخوانت) يعتبر "تشي يي" نوعا من الأغاني القصصية التقليدية وله شعبية واسعة في مدينة فوتشو ومحافظات مينهو وتشانغله وليانجيانغ وفوتشينغ، وانتشر إلى مناطق تايوان وهونغ كونغ وماكاو، كما تقدم عروض "تشي يي" أيضا في بلدان مثل ميانمار وسنغافورة وإندونيسيا التي يتواجد فيها مغتربون صينيون تعود أصولهم إلى مقاطعة فوجيان. والاسم القديم لهذا الفن هو "تشانغ". وحُدد اسم "تشي يي" بعد تأسيس جمعية الغناء الشعبي لمدينة فوتشو – جمعية الفنانين المهنيين في هذا القطاع عام 1943.
وتطور "تشي يي" من الألحان الشعبية القصيرة التي كان يغنيها فنانو الشوارع مع الاستلهام من المراسم الشعبية في تمجيد الإله وثُبت شكله في فترة حكم الإمبراطور جياتشينغ من أسرة مينغ الملكية. وتأسست كثير من فرق الفنون الشعبية في أسرة تشينغ الملكية، ومن أشهرها فرق دايونشياو وجياتيانيون ويالتيان وتونغلشيوان. وفي فترة مملكة تايبين السماوية ، هرب مشردون كثيرون من مقاطعات تشجيانغ وآنهوي وجيانغشي إلى مقاطعة فوجيان. واستقر الفنانون الجدد في حارة جينغيوان وشارع جياوتشانغ، حيث يغنون على طول الشوارع لكسب قوتهم، مما أسهم بقوة في تطوير فن "تشي يي". وبعد حرب المقاومة ضد الغزاة اليابانيين، باتت العروض في حالة تلاشٍ. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، قدمت الجهات الحكومية المعنية دعما كبيرا لتطوير فن "تشي يي"، وبفضل ذلك أُسست جمعية فن "تشي يي" في مدينة فوتشو ونُظم الفنانون لتشكيل فرق غنائية وفُتحت 5 مسارح جديدة لعروضه. وفي عام 1960، أُسست شركة الأغاني القصصية بمدينة فوتشو، ومن أهم عروضها "تشي يي"، مما ساهم في إحياء هذا الفن التقليدي.
إن "تشي يي" هو عبارة عن عروض الغناء والقص بلهجة مدينة فوتشو. وأثناء العروض، يغني ويحكي فنان (أو اثنان) بينما يعزف الموسيقى بـ"أرهو" و"سانشيان" بنفسه. ويشكل الغناء أكبر حيز والباقي للحكاية. وتصاحبه موسيقى يعزفها عازفون آخرون بآلات "سانشيان" و"يويتشين" و"ديهو". وتسمى البرامج الطويلة بـ"بينغهوا"، أي تعزف مجموعة من العازفون على آلات "أرهو" و"سانشيان" و"يويتشين" و"ديهو" و"بانقو" و"شانبان" و"شوايشين" و"دانبوه" و"شنغ" و"سونا الصغير" ويغنون بأنفسهم أو يغنون بالتناوب. وتسمى مثل هذه العروض الجماعية بـ"تشوانغتانغ"، كما تُعرض في المراسم الشعبية لتمجيد الإله، وتقام أيضا خلال العروض الفنية المصاحبة لأنشطة مثل "تجديف القوارب البرية " والمشي على السيقان الخشبية وعروض الأكروبات. وهناك أربعة أنواع من الألحان الغنائية، بالإضافة إلى مجموعة من الألحان الشعبية. ويتكون برنامج "تشي يي" بشكل أساسي من قصص الروايات المتوسطة، وتُكمل بغناء سانكو. وتنقسم البرامج التقليدية إلى أربع فئات حسب الألحان المستخدمة. وتتضمن برامج الفئة الأولى "برج اللؤلؤة" و"أم السلحفاة الذهبية" وتتضمن برامج الفئة الثانية "قصة المروحة البيضاء" و"قصة قطف أوراق الشاي" وتتضمن برامج الفئة الثالثة "دبوس شعر من حجر اليشم الأرجواني" و"لجوء قرد إلى المحكمة" و"عشب لينغتشي" و"وانغ تشاو جيون". وتشكل كل هذه البرامج الكلاسيكية الجزء الأكبر من برامج "تشي يي" في فوتشو، كما استفاد فن "تشي يي" من الألحان الأخرى. ومنذ النصف الثاني من القرن الـ20، أُبدعت برامج جديدة تعكس الحياة العصرية، من أشهرها "الاخوة الثلاثة الحمر" و"الجبال والأنهار العظيمة" و"ذكريات في صورة فوتوغرافية" و"الشوق إلى البلد الأم"، كما أُحييت بعض البرامج القديمة والممتازة مثل "شوق الإله إلى حياة الناس العاديين".
ومنذ بداية القرن الـ21، بات فن "تشي يي" في فوتشو مهددا بالانقراض. ولم يعد هناك أي مسرح خاص بهذا الفن حاليا، كما انخفض عدد العروض الرسمية من أكثر من 4000 كل عام في الثلاثينات من القرن الماضي إلى أقل من 300 الآن. ويواجه الفن مشاكل شيخوخة الفنانين ونقص الكفاءات الجديدة وفقدان السيناريوهات الكلاسيكية القديمة.