(وسائط متعددة) عالم اجتماع أمريكي: سياسات الحكومة تساعد الأغنياء وتؤذي الفقراء

متشرد يمشي في المطر في شارع رقم 6 بوسط المدينة في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة يوم 10 يناير 2023. (شينخوا)

نيويورك 22 مارس 2023 (شينخوا) ذكرت الإذاعة الوطنية العامة يوم الثلاثاء أن أكثر من 11 في المائة من سكان الولايات المتحدة، أي حوالي واحد من كل تسعة أشخاص، عاشوا تحت خط الفقر الفيدرالي في عام 2021، لكن عالم الاجتماع في جامعة برينستون ماثيو  ديزموند قال إنه لا تلك الإحصائية، ولا خط الفقر الفيدرالي نفسه، يجسدان الصورة الكاملة لانعدام الأمن الاقتصادي في أمريكا.

وذكر ديزموند "هناك الكثير من الفقر فوق خط الفقر كتجربة حية"، مضيفا أن "حوالي واحد من كل ثلاثة أمريكيين يعيشون في أسرة دخلها يصل إلى 55 ألف دولار أمريكي أو أقل، والكثير من هؤلاء الناس لا يعتبرون فقراء رسميا. ولكن ماذا تسمون أيضا محاولة تربية ثلاثة أطفال في بورتلاند بـ55 ألف دولار؟".

نشأ ديزموند في بلدة صغيرة في أريزونا، وتعلم بنفسه كيف يمكن لانعدام الأمن الاقتصادي أن يؤثر على مستوى الضغط النفسي للأسرة. ويتذكر حادثة إيقاف تشغيل الغاز وفرض حجر على منزل أسرته. وقد دفعته هذه المحن في وقت لاحق إلى إجراء بحوث -- على وجه التحديد حول مسألة كيف يمكن أن يوجد هذا الكم من الفقر في بلد غني مثل الولايات المتحدة، حسبما أفاد التقرير.

خيم للمتشردين في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة يوم 8 ديسمبر 2021. (شينخوا)

درس كتاب ((المطرودين))، الذي ألفه ديزموند عام 2017 وفاز بجائزة بوليتزر، أزمة الإسكان الميسور التكلفة في البلاد من منظور أولئك الذين فقدوا منازلهم. ويدرس كتابه الجديد "الفقر..صنيعه أمريكا" العديد من العوامل التي تساهم في التفاوت الاقتصادي في البلاد، بما في ذلك الفصل في الإسكان، والإقراض الجشع، وتراجع دور النقابات، والسياسات الضريبية التي تحابي الأثرياء.

ونقل عن ديزموند قوله إن الأمريكيين الأثرياء، بمن فيهم العديد من ذوي الآراء السياسية التقدمية، يستفيدون من سياسات الشركات والحكومة التي تبقي الناس فقراء.

وقال ديزموند "تذهب معظم المساعدات الحكومية إلى الأسر التي هي في أقل الحاجة إليها"، مضيفا بقوله "إذا قمت بإضافة المبلغ الذي تخصصه الحكومة للإعفاءات الضريبية -- تخفيض فوائد الرهن العقاري، وتخفيض الضرائب على تحويل الثروة، وتخفيضات ضريبية نحصل عليها على حساباتنا التقاعدية، وتأميننا الصحي، وحساباتنا الخاصة بالتوفير الجامعي -- سوف تعلم أننا نفعل لدعم الثراء أكثر بكثير مما نفعل للتخفيف من حدة الفقر".

وذكر "أملي، أيضا، في الحقيقة هو إنهاء الفقر في أمريكا لأنه أفضل لنا جميعا"، مشيرا بقوله "من الواضح أنه أفضل للأشخاص الذين يواجهون التشرد والجوع والإذلال. ولكنه أيضا أفضل لمن وجدوا منا الأمن يتقلص ويعانون من الضعف والاكتئاب بسبب كل هذا الفقر الذي يعيش بيننا. لذلك أعتقد أن هناك الكثير من الأمور التي نأمل في أن تتحقق".■