(وسائط متعددة) غلوبالينك|العراقيون يفندون المزاعم الأمريكية الكاذبة لاحتلال بلادهم
بغداد 20 مارس 2023 (شينخوا) بعد 20 عاما على الغزو الأمريكي للعراق، فند العراقيون المزاعم الأمريكية الكاذبة التي ساقتها واشنطن لغزو بلادهم ووصفوها بأنها مجرد ذرائع وحجج واهية لاحتلال هذا البلد الغني ونهب ثرواته ونشر الفوضى بالمنطقة وتعزيز هيمنة أمريكا.
وغزت القوات الأمريكية العراق في 20 مارس 2003 بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل وأسلحة بيولوجية وعلاقته بتنظيم القاعدة وأصبح يشكل خطرا على السلم والأمن العالميين.
ويرى الخبراء أن واشنطن اعتمدت سلسلة من الأكاذيب تخلقها بنفسها لإقناع الرأي العام الدولي بذرائعها لاحتلال العراق، لكنها فشلت رغم آلتها الإعلامية الضخمة.
وستبقى المزاعم الأمريكية الكاذبة بجلب الديمقراطية ونشر الحريات والسعادة للشعب العراقي وحقوق الإنسان وصمة عار بجبين واشنطن بعد 20 سنة من الاحتلال.
وقال المحلل السياسي علي موسى لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن تاريخ الاحتلال الأمريكي مع العراق حافل بالمزاعم، واذا بدأنا بالتعداد فنبدأ بمزاعم وجود أسلحة الدمار الشامل، وهذه الكذبة أثبتها التاريخ إنها مجرد تسويق لاحتلال هذا البلد.
وأضاف أن كل الأحداث التي مرت بالعراق على مدى 20 عاما لم تثبت إلا زيف الإدعاءات الأمريكية، خاصة الديمقراطية المزعومة التي كانوا يسوقون لها ليقنعوا الناس بها.
ولم يكسب العراقيون من هذه الحرية والديمقراطية المزعومة إلا الويل والدمار، وخير مثال على ذلك سجن ((أبو غريب)) الذي علق بأذهان العراقيين نتيجة الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان والجرائم التي ارتكبت بحق الأبرياء، وهي ممارسات منافية للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
وأكد موسى أن من بين الزيف الأمريكي والتضليل، قضية جيسيكا لينش المجندة التي أسرت بداية احتلال العراق، قائلا "نسجوا قصصا عنها وإنها تعرضت للاضطهاد والتعذيب والحرمان من العلاج".
وتابع "هذه المجندة ذاقت ذرعا بكذب الأمريكيين بالرغم من أن الترويج لمصلحتها كونهم خلقوا منها بطلة، فاوقفتهم بكلام حقيقي قالت أنا كنت أسيرة وتلقيت العلاج ومعاملة حسنة من العراقيين".
وروى موسى شواهد على زيف الإدعاءات وجرائم الاحتلال الأمريكي قائلا إن أحد أقاربي ضابط بالجيش العراقي السابق رفض التعاون مع القوات الأمريكية ورغم اعتقاله لسنة، لكنهم عادوا وداهموا منزله بحجة التعاون مع الإرهاب وذبحوه كذبح الخروف أمام عائلته في الليل.
واختتم "هذه هي الديمقراطية الأمريكية التي جلبوها لنا، جلبوا لنا الخراب والدمار".
ووافق االمحلل السياسي الدكتور ناظم علي عبدالله ما ذهب اليه موسى بأن واشنطن خلقت الأكاذيب لتبرير غزوها للعراق واحتلاله.
وقال عبد الله لـ((شينخوا)) إن الإدعاءات الأمريكية بنيت على الكذب ولم تكن كذبة واحدة، بل سلسلة بدأت بأسلحة الدمار الشامل ثم حقوق الإنسان، وأكاذيب ليس لها صحة.
وأضاف أنه بعد مرور 20 عاما على احتلال العراق وإنشاء نظام جديد، كانت نتيجة الديمقراطية الأمريكية انعدام الأمن والخدمات وارتفاع هائل بمستوى البطالة والفقر، وأصبح العراق بيئة طاردة ومن الدول المتخلفة جدا وانتشار الأمية، هذه الديمقراطية التي اكتسبها العراق من المشروع الأمريكي.
وأكد عبدالله أن الهالة الإعلامية الكبيرة من قبل الاحتلال خدعت بعض العراقيين لكنهم بدأوا يكتشفون ومنذ الشهر الأول للاحتلال أنه كذبة ولا توجد ديمقراطية إنما هو احتلال بلد بقرار تعسفي أمريكي.
وكشف عن أحد الأساليب الأمريكية وهو يبدأ المسؤولون ومن خلال وسائل الإعلام والخطابات واللقاءات بالترويج لكذبة كبيرة أن العراق يمتلك اسلحة بيولوجية وجرثومية وأسلحة نووية قائلا "هي كذبة تتبع كذبة ويسوقونها من خلال المؤسسات الإعلامية".
وربط عبدالله بين قرار العراق عام 2000 باستعمال اليورو بدلا للدولار بالتعاملات التجارية قائلا "إبدال الدولار أحد الأسباب الرئيسية لاحتلال العراق كون واشنطن لا تسمح بذلك".
وأكد أن الهدف الأمريكي لم يكن العراق وحده إنما فرض أجندة على الشرق الأوسط الذي يعتبر أهم منطقة استراتيجية بالعالم لوجود مصادر الطاقة وموقعها الجغرافي، فمن خلال احتلال العراق مركز الشرق الاوسط استطاعت واشنطن أن تفرض سيطرتها على باقي الدول.
وعن كذبة الإساءة إلى جيسيكا لينش المجندة الأمريكية، قال عبدالله" كل العالم يعرف طبيعة العراقيين وكرمهم تجاه العدو والصديق والمحتل والأسير وهذه لديهم قضية إنسانية يتعاملون معها بناء على مباديء تربوا عليها وتعاليمهم الدينية".
واختتم "إن من يرى ما فعلته الولايات المتحدة بالعراق لأدار بوجهه للجهة التي لا يوجد فيها حتى اسم أو خريطة أمريكا، لأنها عبارة عن مشروع لتدمير الدول وتهجير أهلها وجلب نظام يخدم مصالحها فقط".
وفي السياق ذاته، نفى الطبيب خضير الأسدي معاون مدير مستشفى صدام سابقا وحاليا مستشفى الحسين الذي تعالجت فيه لينش بمدينة الناصرية جنوبي العراق، وقوع أي إساءة للمجندة الأمريكية، مؤكدا أنه خصص لها طبيبا وممرضة لرعايتها وحدها.
وقال الأسدي لـ((شينخوا)) من المكان الذي كانت ترقد فيه لينش بالطابق الأول "من ضمن الناس الذين نقلوا إلى مستشفانا جريحة أمريكية، استقبلناها بحفاوة وقمنا بكافة الإجراءات اللازمة، ومنها إجراء عمليتين جراحيتين بقسم الكسور".
وعن اقتحام المستشفى من قبل الجيش الأمريكي، قال الأسدي "جاء الأمريكان حوالي الساعة 12 ليلا وكان المستشفى خاليا من القوات العراقية، وعندما دخلوا في البداية ألقوا قنبلتين من الجهة الأمامية والجهة الخلفية أحدثتا أصواتا قوية ورائحة بارود شديدة قاومناها بصعوبة، ثم اندفعوا داخل المستشفى وأطلقوا نار كثير ونحن كنا ننبهم بالصوت بإننا أطباء وممرضين ولا توجد لدينا مقاومة أو سلاح".
وتابع "الأمريكان بقوا داخل المستشفى حتى الرابعة فجرا ثم أعطونا ورقة مرسوم عليها جمجمة وعظام، معناها إذا تخرج من المكان أو تتحرك ربما تصاب"، مؤكدا أن الكادر الطبي شعر بالخوف والرعب من أصوات الانفجارات والرصاص.
وأكد عدم الحاجة لإثبات حسن المعاملة مع لينش قائلا "إن لينش أرسلت الكثير من الرسائل والتشكرات والبطاقات تشكر فيها الكادر الطبي"، معربا عن اعتقاده بأن الممرضة التي كانت ترعاها والطبيب الذي كان يعالجها يحتفظان بهذه الرسائل.
وعن الاتهامات التي وجهت للعراقيين من قبل الأمريكان بشأن لينش، قال عبدالهادي حسين راضي، رئيس ممرضين بمستشفى الحسين "نحن قدمنا لها ما يكفي من الرعاية أما اذا هم تكلموا بشيء آخر فهذا شيء يخصهم، بالعكس نحن قدمنا لها الشيء الذي نقدر أن نقدمه في ذلك الوقت".
وأوضح أن الأمريكيين نفذوا إنزالا جويا على سطح المستشفى ودخلوها من الباب العلوي ما أثار الرعب والخوف لدى الموجودين فيها.
أما محمد شريف، عامل الخدمة بالمستشفى الذي اهتم بلينش وقدم لها الطعام خلال تواجدها بالمستشفى، لكن الجيش الامريكي اتهمه باغتصابها وسجنه لأكثر من ثلاث سنوات ثم أطلق سراحه بعد أن ثبتت براءته، فقال "عندما جاءوا بجيسيكا لينش مصابة اعتنيت بها ورعيتها وجلبت لها الملابس، وبعد أكثر من شهر جاء الجيش الأمريكي واعتقلني بتهمة اغتصابها".
ونفى بشدة اغتصاب لينش قائلا "إنا لم اغتصبها، أنا راعيتها، كذب لم يقترب منها أحد، لا يوجد لدينا بالعراق أن نغتصب أحدا، هذا الشي لا يجوز، نحن رعيناها"، مؤكدا أن الأمريكيين شوهوا سمعته من خلال هذه التهمة.
ويشعر شريف بالظلم والألم الذي وقع عليه بسبب اعتقاله لأكثر من ثلاث سنوات قائلا "أشعر بالظلم والقسوة، أنا أنقذتها وأنا الذي كنت أرعاها وحتى أعطيتها ملابس من عندى ولم أسمح لأي شخص يقترب منها".
وأوضح أن الجيش الأمريكي أطلق سراحه نهاية العام 2006 وزوده بكتاب بأنه بريء من تهمة اغتصاب لينش والاعتداء عليها قائلا "شعرت أن ثلاث سنوات ذهبت من عمري بدون أن أحصل على تعويض أو أي شي"، مضيفا "هذه السنين أمضيتها ظلم وأتساءل لماذا".
على صعيد متصل، أكد عدد من العراقيين أن أسلحة الدمار الشامل ماهي إلا ذريعة لغزو بلادهم ونهب خيراتها ونشر الفوضى في بلادهم.
وقال سجاد طالب جامعي "إن أمريكا هي الشيطان الأكبر وهي أساس دمار الشعوب وخرابها، وهي الأولى على مستوى دول العالم بنهب الخيرات وغزو الأراضي واحتلال الشعوب وتدميرها بحجج واهية".
وشدد على أن أمريكا تستخدم حقوق الإنسان كذريعة قائلا "حقوق الإنسان عبارة عن ديكور هي مجرد كلمة جامدة لاتوجد حقوق الإنسان".
بدوره، قال رزاق حميد، صاحب محل (30 سنة) "الحرب هي كذبة كانوا يعتقدون وجود أسلحة دمار شامل، لكن الحرب ليس بسبب أسلحة الدمار، بل لغزو العراق"، مضيفا "لم يأتوا بالديمقراطية وبسبب الفساد الذي زرعوه لم نستمتع بالكهرباء بالصيف، فمن المحزن لا كهرباء ولا خدمات بسبب فسادهم".
وأضاف "قتلوا ناس أبرياء، وهم من حارب الديمقراطية وجلبوا لنا الحرب والدمار".
أما الشاب حيدر سعد الذي كان عمره ست سنوات بذلك الوقت فقال "دخول الديمقراطية للعراق باعتقادي ليس بشكل صحيح بل استخدموها لكي يدمروا المجتمع، هناك تخلف ودمار، وانتشرت لدينا الطائفية بشكل غير طبيعي".■