تحقيق إخباري: ديمقراطية أمريكا "الزائفة" تعيق بناء نظام سياسي مستقر في ليبيا

تحقيق إخباري: ديمقراطية أمريكا "الزائفة" تعيق بناء نظام سياسي مستقر في ليبيا

2023-03-28 11:25:00|xhnews

طرابلس 27 مارس 2023 (شينخوا) كان الليبيون يعلقون آمالا في تحقيق الديمقراطية الأمريكية التي تتبناها ليبيا وتحاول اعتمادها في البلاد، لبث الاستقرار والتحول الديمقراطي في هذا البلد الذي مزقته الفوضى والانقسام منذ 12 عاما. ولكن يبدو أن النهج الأمريكي والتدخل في الشؤون الداخلية، لا يزال يعيق تطلعات الليبيين في بناء الدولة التي يطمحون لها.

ورغم ادعاء الولايات المتحدة بأنها تتعامل مع الملف الليبي بسياسة منفتحة وديمقراطية شفافة لمساعدة البلاد في حل مشاكله السياسية، إلا أنها في الواقع تحاول اخفاء تدخلها في شؤونه الخاصة، وهو ما تسبب في تأزم وأدى إلى تعقيد الوضع السياسي والاقتصادي للبلاد.

وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي فرج الدالي أن "الولايات المتحدة تحاول دائما إظهار أنها رائدة في الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات العامة، لكن الواقع عكس هذا الاعتقاد، ويرجع ذلك إلى أن التجربة الامريكية تعاني من تشوهات واضحة في نظامها نفسه".

وأضاف لوكالة أنباء ((شينخوا)) "يجب أن تعرف واشنطن جيدا، أن كل بلد لها هوية وسيادة ونظام مختلف ليس بضرورة يتفق معها، وهذا هو جوهر الديمقراطية، الاختلاف واحترام ذلك، وليس الاتفاق وفرضه بالقوة".

وشاطره الرأي أستاذ القانون في الجامعات الليبية جلال الفيتوري حين قال لـ((شينخوا)) "أمريكا تحاول إيهام العالم بأنها صاحبة نظام فريد وقوي، وهذا حق مشروع، لكن يجب عليها إقناع الآخرين عن طريق الدبلوماسية ليس بالإكراه والحرب واثارة النعرات وقلب الانظمة، مثلما حصل في العراق وسوريا وليبيا وغيرها من البلدان".

وبالتزامن مع استضافة الولايات المتحدة مؤتمرا حول الديمقراطية في مارس الجاري، يمر على ليبيا 12 عاما منذ الإطاحة بالنظام السابق في 2011، حيث لا تزال تدفع ثمن التدخل الأمريكي وما سببه من تعقيد وإعاقة للحياة السياسية والاقتصادية وحرمان الليبيين من ممارسة أبسط حقوقهم باختيار النظام الذي يتماشى معهم.

وفي الوقت نفسه، قال اسماعيل بن غرسة، مواطن ليبي بالغ من العمر 60 عاما، متزوج وله خمسة أبناء ويعمل في شركة الكهرباء، "لقد ادعت أمريكا أنها خلصت الليبيين من القذافي ليتمتعوا بالديمقراطية ويختاروا نظامهم بحرية، لكنها في الحقيقة تسببت في الفوضى وانعدام الامن وتركتنا نواجه مصيرا أسود من اللادولة".

وأضاف في حديثه مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "لا نريد من أمريكا وحلفائها الغربيين سوى الكف عنا، وعدم التدخل في شؤوننا، لأننا وحدنا قادرون على اختيار النظام الذي يتماشى مع خصوصيتنا وتقاليدنا الاجتماعية والسياسية".

كما يتفق عمر الشارف مواطن من طرابلس بالغ من العمر 32 عاما مع بن غرسة، ويعتبر أن أمريكا تدعي الديمقراطية وتتزين بها، ولكنها تخفي في داخلها "الشبح الحقيقي" شبح الحروب والدمار لليبيا والدول العربية و"سرقة ثرواتها بحجة محاربة الإرهاب".

وأردف قائلا إن الحقيقة تتمثل في أن أمريكا متناقضة في سياساتها، فكيف تستضيف الولايات المتحدة قمة للديمقراطية وهي في الأصل دولة استعمارية تعيش على نهب ثروات الشعوب الاخرى.

جدير بالذكر أن ليبيا تعاني من انقسام سياسي وفوضى وعدم استقرار، حيث توجد سلطتان تتنازعان على حكم البلاد، كما تظل الانتخابات التي أرجأت نهاية 2021 لأسباب أمنية وخلافات سياسية، حلم الليبيين. 

الصور