(وسائط متعددة) النص الكامل: التقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة في عام 2022 (إضافة أولى وأخيرة)

(وسائط متعددة) النص الكامل: التقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة في عام 2022 (إضافة أولى وأخيرة)

2023-03-30 13:44:15|xhnews

الجزء الرابع - تفاقم أزمة البقاء لدى الطبقات الدنيا في الولايات المتحدة

اتساع فجوة الثروة وتدهور الظروف المعيشية للفئات ذات الدخل المنخفض وزيادة المشردين وتعاطي المخدرات المهددة للحياة وانخفاض متوسط العمر المتوقع. تواجه الطبقات الدنيا في الولايات المتحدة أزمة بقاء حادة.

اتسعت فجوة الثراء بشكل أكبر. إن الولايات المتحدة مجتمع فقير يحتوي على العديد من الأثرياء المتميزين بالثراء الفاحش. ومن خلال تحليل عميق للمجتمع الأمريكي، فإن كتاب "الطبقة المجتمعية الجديدة: سلام للحلم الأمريكي؟" يظهر نطاق واسع من عدم المساواة في الولايات المتحدة قائم على الطبقة الاجتماعية والنوع والعرق. وتظهر النسخة الرابعة لهذا الكتاب المُؤلفة من قبل إيرل ويسونغ، أستاذ علم الاجتماع في جامعة إنديانا في كوكومو، وروبرت بيروتشي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بوردو، وديفيد رايت، أستاذ علم الاجتماع في جامعة ولاية ويتشيتا أن الهيكل الاجتماعي الجديد المستقطب مزدوج الألماس يُوضح بنسبة مقسم إلى الآثرياء المميزين الذي تُمثل نسبتهم 20 بالمائة والطبقات العاملة الجديدة التي تُمثل نسبتهم 80 بالمائة من السكان وهم يعانون من الفقر المتزايد وعدم الإستقرار. ووفقا للبيانات الصادرة عن مركز ابحاث ((ستاتيستا)) للإحصائيات يوم 30 سبتمبر 2022، ارتفع معامل جيني في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي ليبلغ 0.49 في 2021، فيما ارتفع معدل الفقر للعام الثاني على التوالي مع 37.9 مليون فقير. وفي الوقت نفسه، تظهر إحصائيات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن إجمالي ثروات الأثرياء الذين تحتل نسبتهم واحدا بالمائة من سكان الولايات المتحدة قد وصل إلى مستوى قياسي ليبلغ 45.9 تريليون دولار أمريكي بنهاية الربع الرابع من 2021 وزادت ثرواته بأكثر من 12 تريليون دولار، أي أكثر من الثلث، خلال وباء تفشي كوفيد-19. ومن حوالي 1.7 تريليون دولار من المدخرات الزائدة للأسر الأمريكية، فإنه اعتبارًا من منتصف 2022، يمتلك النصف الأعلى حوالي 1.35 تريليون دولار، في حين أن النصف الأدنى لا يمتلك سوى 350 مليار دولار.

التضخم يواصل تأثيره على الأسر ذات الدخل المنخفض. وفي هذا السياق، أفادت صحيفة ((نيويورك تايمز)) يوم 25 نوفمبر 2022 أنه في حين تضاؤل مدخرات المقيمين في الولايات المتحدة، أصبحت الضروريات، بما تشمل إصلاح السيارات والطعام والإسكان أكثر تكلفة. وفي الوقت نفسه، فإن ارتفاع الأسعار بنسبة 7.7 بالمائة خلال العام في أكتوبر، له تأثير سلبي على الفئات ذات الدخل المنخفض. ومن جانبه، قال لايل برينارد، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، إن الأسر ذات الدخل المنخفض تنفق 77 بالمائة من دخلها على الضروريات، وذلك مقارنة بـ31 بالمائة تنفقها الأسر ذات الدخل المرتفع. ومن جهة أخرى، أظهر تحليل صادر عن جمعيات مديري مساعدة الطاقة الوطنية يوم 12 أبريل 2022 أنه بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، والتي تمثل 40 بالمائة من الأسر في المجتمع الأمريكي، فإن الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة سيتسبب في عدم تحمل الكثيرين شراء السلع والخدمات الأساسية، مع سدادهم لفواتير الطاقة الخاصة بهم.

لقد ارتفع عدد المشردين بشكل كبير. ووفقا لتقرير تقييم التشرد السنوي لعام 2022 الصادر عن وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكية، فإن أكثر من 580 ألف أمريكي عانوا من التشرد يوميا في 2022، حيث كان 40 بالمائة من بينهم بلا مأوى يقيمون في مكان غير مؤهل للسكن البشري. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، زاد عدد الأشخاص الذين ليس لديهم منزلا معروفا، بما لا يقل عن 22500 شخص ليصل إلى 173800 شخص في كاليفورنيا. وعلى الرغم من ذلك، فإن الولاية لا توفر سوى حوالي 5 آلاف سرير للمشردين، وذلك مقارنة بتوفيرها أكثر من 16 ألف غرفة كحد أقصى في أغسطس 2020، وفقا لوزارة الخدمات الاجتماعية بالولاية. وذكرت صحيفة ((لوس أنجلوس تايمز)) في 21 ديسمبر 2022، أن عدد المشردين في لونغ بيتش، كاليفورنيا، شهد زيادة كبيرة تُقدر بـ62 بالمائة عن عام 2020، بما يشمل 1282 متشردا من ذوي الإعاقات.

وفقا لبحث نُشر في مجلة ((كاليفورنيا لاو رفيو)) أجرته سارة رانكين، أستاذة في كلية الحقوق بجامعة سياتل ومؤسسة ومديرة مشروع الدفاع عن حقوق المشردين، فإن المشردين في الولايات المتحدة عادة ما يكونوا "مجموعات مهمشة، ومنها المعوقون وذوي البشرة السوداء والمهاجرون واللاجئون والأقليات الجنسية" الذين يتعرضون للاضطهاد والاحتجاز والحبس أو الفصل الذي يمنعهم من الاندماج في مجتمعاتهم. يفضح ذلك التمييز المنهجي الموجود في الولايات المتحدة.

ومن جانب آخر، انخفض متوسط العمر المتوقع بشكل ملحوظ. قد أظهر تقرير صادر عن المركز الوطني للإحصاءات الصحية التابع للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في أغسطس 2022، أن متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة انخفض بمقدار 2.7 عاما بين عامي 2019 و2021 ليصل إلى 76.1 عاما، وهو أدنى مستوى له منذ 1996. وقد شهد متوسط العمر المتوقع للأمريكيين من أصل اسباني وسكان ألاسكا الأصليين الانخفاض الأكبر، والمُقدر بـ6.6 سنوات. ومن النادر حدوث انخفاض كبير في متوسط العمر المتوقع في أوقات السلم. وتُظهر البيانات الصادرة عن المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنه اعتبارًا من 29 ديسمبر 2022، أبلغت الولايات المتحدة عن أكثر من 1.08 مليون حالة وفاة تتعلق بكوفيد-19، بما يشمل أكثر من 260 ألف حالة وفاة في عام 2022. وفي ضوء ذلك، أفادت صحيفة ((دي فيلت)) الألمانية يوم 15 يناير 2023، أنه مع تشدد الساسة الأمريكيين حول متوسط العمر المتوقع، فمن المحتمل أن يكون الإجراء الأكثر أهمية لتقييم جودة الحياة في بلد ما، وحتى إلى حد ما، روعة البلد. وإلى جانب جائحة كوفيد-19، تشمل أسباب الانخفاض الكبير في متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة تعاطي المخدرات والعنف المسلحة وغيرها. ووفقا لدراسة مشتركة نُشرت في مجلة طبية بريطانية أجراها باحثين من جامعة فرجينيا كومنولث وجامعة كولورادو بولدر والمعهد الحضري، فإن الوضع الصحي المتدهور ومعدلات الوفيات المرتفعة والظلم المستمر ضد الأقليات في الولايات المتحدة ليسوا إلى حد كبير سوى نتاج للاختيارات السياسية طويلة المدى والعنصرية المنهجية. أن الوفيات الجماعية المتعلقة بكوفيد-19 لا تعكس الخيارات غير الملائمة التي اتخذتها السياسة الأمريكية في التعامل مع الوباء فحسب، بل أيضا الأسباب المتجذرة بعمق في الوضع الصحي المتدهور بالولايات المتحدة على مدار العقود الماضية.

تروج الحكومة الأمريكية بنشاط لتشريع الماريغوانا دون النظر إلى صحة الناس. إن الماريغوانا مخدر خاضع للرقابة من قبل اتفاقيات الأمم المتحدة الدولية لمكافحة المخدرات. وفي السبعينات من القرن الماضي، أصدرت الولايات المتحدة قانون المواد الخاضعة للمراقبة، الذي صنف الماريغوانا على أنها مادة خاضعة للرقابة الفيدرالية. قد فشلت الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات في الولايات المتحدة في الرقابة والسيطرة على المخدرات وتعاطى المخدرات، ودفعت أيضا لتشريع الماريغوانا تحت ضغط الفئات ذات المصالح، مما أدى إلى وقوع المزيد والمزيد من الشباب ضحايا. وفي كتابهما ((هل يمكن للأعشاب القانونية أن تكسب؟ الواقعات الحادة لاقتصاد الحشيش)) المنشور في عام 2022، أكد روبن غولدشتاين ودانيال سمنر، باحثان في جامعة كاليفورنيا بديفيس، على أن أحد الأحلام الكبيرة وراء دفع تشريع الماريغوانا تتمثل في جعل الحشيش القانوني مصدرا للنقد الجديد للحكومة، وذلك من خلال الضرائب. لقد تجاوزت مبيعات الماريغوانا في الولايات المتحدة 30 مليار دولار حتى الآن، ومن المتوقع أن يصل سوق الماريغوانا في الولايات المتحدة إلى 65 مليار دولار بحلول عام 2030. ووفقا للبيانات الصادرة عن مؤسسة ((أوبن سيكرت))، فإنه في الفترة ما بين عامي 2018 و2021، أنفقت بعض الشركات والجمعيات التجارة المرتبطة بالماريغوانا وتلك المنتجات في الولايات المتحدة أكثر من 16.6 مليون دولار على الضغط السياسي، بمتوسط إنفاق سنوي يبلغ حوالي 10 أضعاف ما كان عليه في عام 2016، وفي الأرباع الثلاثة الأولى من 2022، تم إنفاق أكثر من 5.6 مليون دولار للضغط على تشريع الماريغوانا. وتستخدم الشركات والمنظمات والسياسيون المرتبطون بالماريغوانا المال والسلطة لتشكيل الفئات ذات المصالح المرتبطة بها، ما يسمح لتعاطي المخدرات بأن يصبح أكثر خطورة، ويعكس فشل الإدارة الاجتماعية للحكومة الأمريكية.

إن المخدرات وتعاطي المخدرات يعرضان الحياة والصحة للخطر. وفقا لاستطلاع رأي صادر عن إدارة خدمات الصحة العقلية وإساءة استخدام العقاقير بالولايات المتحدة، فإن 59.3 مليون أمريكي تعاطوا أكثر من 12 مخدرا في 2020، من بينهم 49.6 مليون شخص تعاطوا الماريغوانا. وفقا للمعلومات العامة بالمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن ما يقرب من 40 بالمائة من طلاب الثانوية العامة في الولايات المتحدة يتعاطون الماريغوانا لفترة طويلة. ووفقا لتقرير صادر عن معاهد الصحة الوطنية الأمريكية في أغسطس 2022، فإن 43 بالمائة من الشباب الأمريكيين تعاطوا الماريغوانا خلال عام، و8 بالمائة تعاطوا حبوب الهلوسة، و11 بالمائة يتعاطون الماريغوانا يوميا، وهو أعلى مستوى في التاريخ. ووفقا لدراسة صادرة عن معهد مانهاتن للدراسات السياسية في 4 أغسطس 2022، فإن عدد الأمريكيين الذين يموتون بسبب تعاطي المخدرات زاد بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ليبلغ أكثر من 100 ألف حالة وفاة سنويًا. وتم تسجيل أكثر من 107 آلاف حالة وفاة إثر تعاطي جرعة زائدة من المخدرات خلال فترة 12 شهرا، والمنتهية في أغسطس 2022، وفقا للبيانات الصادرة عن المركز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. وفي هذا السياق، أشارت مارتا سوكولوفسكا، نائبة مدير مركز تعاطي المخدرات والصحة السلوكية في مركز إدارة الغذاء والدواء لتقييم الأدوية والأبحاث في الولايات المتحدة، إلى أن تعاطي المخدرات أصبح أحد أزمات الصحة العامة الأكثر تدميراً في الولايات المتحدة.

غياب الحوكمة يُهدد الحقوق البيئية. وأفادت الإذاعة الأمريكية يوم 21 يونيو 2022، بأنه في لويزيانا، أدت كمية كبيرة من النفايات الصناعية إلى العديد من "الأزقة السرطانية" على طول نهر المسيسيبي، حيث تُشكل نسبة الإصابة بالسرطان هناك 95 بالمائة مقارنة ببقية البلاد بسبب تلوث الهواء. وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة ((شيكاغو تريبيون)) في 13 يوليو 2022، إنه تم اكتشاف مادة واحدة على الأقل لبولي فلورو ألكيل، والمعروفة باسم المواد الكيميائية الأبدية، التي قد تكون ضارة بالصحة، في مياه شرب أكثر من 8 ملايين من سكان إلينوي، أي ما يمثل حوالي 60 بالمائة من السكان المحليين. وفي سياق الوضع البيئي المتدهور، قضت المحكمة العليا للولايات المتحدة في يونيو 2022 بأن وكالة حماية البيئة ليس لها الحق في تنظيم انبعاثات الكربون دون إذن من الكونغرس، ولا يمكنها أن تطلب من محطات توليد الطاقة التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة. وفي هذا السياق، أشار ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إلى أن حكم المحكمة العليا للولايات المتحدة لم يكن سوى "انتكاسة في مكافحتنا لتغير المناخ".

الجزء الخامس - الانتكاسة التاريخية لحقوق المرأة والطفل

في عام 2022، شهدت الولايات المتحدة انتكاسة كبيرة في حماية حقوق النساء والأطفال، حيث فقد حق المرأة في الإجهاض الحماية الدستورية. وفي الوقت نفسه، تستمر الاعتداءات الجنسية في المدارس والجيش والسجون في الارتفاع. كما تواجه حياة الأطفال وحقوقهم القانونية تهديدات خطيرة.

إن حظر الإجهاض ينتهك حقوق المرأة. ففي 2022، أبطلت المحكمة العليا الأمريكية قضية رو ضد ويد، ومنظمة الأبوة المخططة ضد كيسي التي ضمنت حقوق الإجهاض للمرأة، مما يُنهي ما يقرب من 50 عاما من حقوق الإجهاض المحمية دستوريا، وستؤدي إلى حظر الإجهاض في حوالي نصف الولايات. وفي هذا السياق، أفادت وكالة ((رويترز)) في أول ديسمبر 2022 أن المدعي العام في ولاية إنديانا طلب من المجلس الطبي للولاية تأديب طبيب من ولاية إنديانا أجرى عملية إجهاض لضحية اغتصاب تبلغ من العمر 10 سنوات من ولاية أوهايو، وذلك لفرض ولاية أوهايو حظر على الإجهاض بعد ستة أسابيع من الحمل. وفي الوت نفسه، ذكرت ((بي بي سي)) في 29 يونيو 2022 أن وزير الصحة الأمريكي كزافييه بيسيرا قال "من الصعب تصديق أن الولايات المتحدة تتراجع، تتراجع في الوقت الذي يتحرك فيه بقية العالم لمنح النساء الحقوق التي كان ينبغي أن يحصلن عليها منذ وقت طويل". ومن جانبها، أشارت ميشيل باشليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في ذلك الوقت، يوم 24 يونيو 2022 إلى أن حكم المحكمة العليا الأمريكية بشأن الإجهاض يمثل "ضربة قوية لحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين،" مضيفة أن الحكم يمثل "انتكاسة كبيرة بعد خمسة عقود من حماية الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية في الولايات المتحدة من خلال قضية رو ضد ويد".

إن الاعتداء الجنسي على النساء مثير للصدمة. لقد قالت واحدة من بين كل خمس طالبات في الولايات المتحدة إنهن تعرضن لاعتداء جنسي في الجامعة، مشيرين إلى أن الصدمة أثرت على تجربتهن التعليمية بالكامل. وفي هذا السياق، أفادت شبكة ((سي إن إن)) في أول سبتمبر 2022 أن تقارير الاعتداء الجنسي في الجيش الأمريكي ارتفعت بنسبة 13 بالمائة في 2021، حيث قالت ربع المجندات إنهن تعرضن لاعتداء جنسي في الجيش، وقال أكثر من نصفهن إنهن تعرضن للتحرش الجنسي. وفي ضوء ذلك، أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي تقرير تحقيقي في 13 ديسمبر 2022، يوضح أنه خلال العقد الماضي، شهد أكثر من ثلثي السجون الفيدرالية حالات اعتداء جنسي على السجينات من قبل مديري السجون، مع رفع 5415 حالة من قبل سلطات السجون الأمريكية. وفي هذا السياق، أفادت وكالة (( أسوشيتيد برس)) يوم 6 فبراير 2022 بأنه في 2020، كانت هناك 422 شكوى تتعلق بالاعتداء الجنسي على السجينات ضد مديري السجون. وقد أُطلق على سجن فيدرالي للنساء في دبلن بولاية كاليفورنيا لقب "نادي الاغتصاب"، حيث يقول السجينات أنهن تعرضن لاعتداءات جنسية متفشية من قبل ضباط الإصلاح وحتى المأمور.

تفشي العنف المسلح يهدد حياة الأطفال. لقد أصدرت مؤسسة عائلة كايزر تقريرا يوم 14 أكتوبر 2022، توضح من خلاله أنه في الفترة ما بين عامي 2011 و2021، قُتل ما يقرب من 18500 طفل تتراوح أعمارهم بين 17 عاما إثر العنف المسلح في الولايات المتحدة. وفي 2021، لقى 7 أطفال في المتوسط مصرعهم يوميا إثر إطلاق النار، وفي هذا السياق، أفادت صحيفة ((واشنطن بوست)) يوم 11 ديسمبر 2022 بأنه في 2022، أصيب أو قُتل أكثر من 5800 طفل لم يكملوا  18 عاما بسبب إطلاق النار في الولايات المتحدة. واعتبارا من أول ديسمبر 2022، تضاعفت وفيات الأطفال المرتبطة بحوادث إطلاق النار المميتة مقارنة بـ2021، كما زادت حوادث إطلاق النار غير المميتة للأطفال بنسبة 80 بالمائة في يونيو 2022، وقد اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن علنا بأن " السلاح هو القاتل الأول للأطفال في الولايات المتحدة. إنه القاتل الأول، حيث تكون نسبة الوفيات المتعلقة به أكثر من نسبة حوادث السيارات وأكثر من الإصابة بالسرطان.

حوادث إطلاق النار على المدارس تستمر في الارتفاع. إن الولايات المتحدة أكثر الدول التي تشهد حوادث إطلاق نار على المدارس في العالم. ووفقا لقاعدة بيانات إطلاق النار على المدارس من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، كان عدد حوادث إطلاق النار على المدارس في الولايات المتحدة في 2022، 302 ، وهو أعلى معدل منذ عام 1970، بلغ عدد الضحايا 332 ضحية، وهو الأعلى خلال السنوات الخمس الماضية. ففي 24 مايو 2022، وقع إطلاق نار جماعي خطير في مدرسة روب الابتدائية في أوفالدي، تكساس. دخل طالب في المدرسة الثانوية يبلغ من العمر 18 عاما حاملا سلاح من نوع (أيه أر 15) الحرم المدرسي، قام بشراؤه من متجر للسلع الرياضية، وقتل 19 طالبًا و2 من المدرسين. ويعد هذا إطلاق النار الأكثر دموية بعد إطلاق النار على مدرسة ساندي هوك الابتدائية في 2012. وفي معرض تعليقه على الحادث، اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه منذ إطلاق النار على مدرسة ساندي هوك الابتدائية قبل عقد من الزمان ، تم  الإبلاغ عن أكثر من 900 حادثة إطلاق نار على أراضي مدرسية، قائلة "هذه الأنواع من إطلاق النار الجماعي لا تحدث أبدًا كما يتكرر حدوثها في أمريكا". وفي ضوء ذلك، أفادت صحيفة ((واشنطن بوست)) يوم 28 مايو 2022 أن قاعدة بيانات إطلاق النار على المدارس من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، سجلت أكثر من 2500 تهديد بتنفيذ عمليات إطلاق نار على المدارس منذ 2018. ووفقا لتقرير صادر عن ((بي بي سي)) في 25 مايو 2022، أشار شيريل ليرو جونسون، خبير أمريكي في حوادث إطلاق النار على المدارس، إلى أن الشباب الأميركي أصبح اليوم "جيل إطلاق النار الجماعي".

إن معدلات فقر الأطفال مرتفعة بشكل غير متناسب. وفقا للبيانات الصادرة عن مكتب تعداد الولايات المتحدة يوم 13 سبتمبر 2022، كان معدل الفقر الوطني في الولايات المتحدة في 2021، 12.8 بالمائة، بينما كان معدل فقر الأطفال 16.9 بالمائة. وفي ولاية ميسيسيبي ولويزيانا، وكذلك واشنطن العاصمة، شهدت معدلات فقر الأطفال ارتفاعا يصل إلى 27.7 بالمائة و 26.9 بالمائة و 23.9 بالمائة على التوالي. وفي الوقت نفسه، أشارت الأبحاث التي أجراها مركز الفقر والسياسة الاجتماعية بجامعة كولومبيا إلى أن معدل فقر الأطفال في الولايات المتحدة ارتفع من 12.1 بالمائة في ديسمبر 2021 إلى 16.6 بالمائة في مايو 2022، أي ما يزيد بمقدار 3.3 مليون طفل فقير. وفي هذا السياق، يشير كتاب "الأمريكيون غير المرئيين: التكلفة المأساوية لفقر الأطفال" للكاتب الأمريكي جيف مادريك إلى أن الولايات المتحدة دولة ذات مواقف منحازة تجاه الفقر على مدى التاريخ، فإنه لا يمكنها حتى الاتفاق على عدد الأمريكيين الفقراء، ناهيك عن تقليل عدد الفقراء والأطفال الفقراء؛ إذا تم القياس بمعيار أحدث وأكثر إنصافا، فإن العدد الحقيقي للفقراء في الولايات المتحدة يمثل حوالي 60 مليونا، وقد يتجاوز العدد الحقيقي للأطفال الفقراء 20 مليونا. "إن فقر الأطفال في الولايات المتحدة ليس سوى وصمة عار."

الاستخدام غير القانوني لعمالة الأطفال لا يزال قائما على الرغم من الحظر المتكرر. ووفقا للأرقام التي قدرها المركز الوطني لصحة عمال المزارع، وهي منظمة أمريكية غير ربحية، تم توظيف ما بين 300 ألف و800 ألف قاصر في الزراعة في الولايات المتحدة. وأشارت مجلة ((سليت)) إلى أن أرباب العمل في مجال الوجبات السريعة ارتكبوا مجموعة من انتهاكات عمالة الأطفال، مما جعل المراهقين يعملون ساعات زائدة تنتهك الحدود التي تحمي صحة الأطفال وتعليمهم. ينتهي الحظر المستمر لعمالة الأطفال بالفشل، حيث يكمن السبب الجذري في الثغرات الموجودة في النظام القانوني الأمريكي.

ومع تأثرها بجائحة كوفيد-19 وأزمة سلسلة التوريد، تعاني الولايات المتحدة من نقص في العمالة. أقرت العديد من الولايات مشاريع قوانين جديدة لتمديد ساعات العمل للقصر. ووفقا لوزارة العمل الأمريكية، تم توظيف ملايين المراهقين الأمريكيين في مجالات الزراعة والخدمات الغذائية وتجارة التجزئة والترفيه وصناعات البناء في عام 2022. ووفقا لتقرير وكالة أنباء ((رويترز)) المنشور في 28 فبراير 2023، أصبحت قضية التوظيف غير القانوني للقصر خطيرة بشكل متزايد، حيث شهدت زيادة بنسبة 70 في المائة تقريبا في انتهاكات عمالة الأطفال منذ عام 2018. وبحسب الأرقام الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية، في السنة المالية الماضية، تم اكتشاف انتهاك 835 شركة لقوانين عمالة الأطفال من خلال توظيف 3800 قاصر، وكانت هناك زيادة بنسبة 26  في المائة في توظيف القصر في المهن الخطرة. وذكرت صحيفة ((يو إس أيه توداي)) في 13 نوفمبر 2022 أن شركة تنظيف صناعية في ولاية ويسكونسن متهمة بتوظيف أكثر من 30 طفلا بشكل غير قانوني، تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما، كعمال نظافة في مصانع ومزارع تعبئة اللحوم. وأصيب العديد من الموظفين دون السن القانونية أثناء العمل، من بينهم طفل يبلغ من العمر 13 عاما تعرض لحروق بسبب مواد التنظيف الكيميائية الكاوية. وذكرت وكالة أنباء ((رويترز)) في 16 ديسمبر 2022 أن أربعة موردين رئيسيين على الأقل لشركات السيارات تورطوا في عمالة الأطفال في مصانع ألاباما، وقامت وكالات توظيف بإرسال هؤلاء المهاجرين القصر للعمل في المصانع. واليوم، لا تزال الولايات المتحدة الدولة الوحيدة من بين 193 دولة عضو في الأمم المتحدة التي لم توقع على اتفاقية حقوق الطفل. ولا تزال آفاق حل مشكلة عمالة الأطفال قاتمة.

ظروف مراكز احتجاز الأحداث قاسية. ذكرت صحيفة ((هيوستن كرونيكل)) في 23 أغسطس 2022 أن الظروف سيئة في مركز احتجاز الأحداث الواقع في غيتسفيل بولاية تكساس. يتم حبس المراهقين الذين يقضون عقوبة احتجاز جراء ارتكاب جرائم خطيرة بمفردهم في زنزانات صغيرة لمدة 23 ساعة في اليوم. وبدلا من استراحات الحمام، يتم إعطاؤهم زجاجات مياه فارغة لقضاء حاجتهم. وتم إلغاء البرامج الرياضية وغيرها من الأنشطة المصممة لإعادة تأهيل الشباب المضطرب وإعادة توجيههم. وبدلا من حضور الفصول الدراسية، يحصلون على حزم عمل لإكمالها في زنزاناتهم، مما يحرمهم من الحصول على المشورة والعلاج. وأفادت صحيفة ((لوس أنجليس تايمز)) في 29 نوفمبر 2022 أن نظام احتجاز الأحداث في مقاطعة لوس أنجليس كان في حالة من الفوضى. أدت أزمة التوظيف في مراكز احتجاز الأحداث إلى حوادث متكررة من المشاجرات بين المحتجزين الشباب والسلوك الإصلاحي العنيف من قبل الحراس. وللعزلة المتزايدة والافتقار إلى الهيكل الداعم والعنف آثار ضارة على الصحة العقلية للشباب المحتجزين. وقال أحد القاصرين المحتجزين إنه لا يشعر أنه "يعامل كإنسان".

الجزء السادس - الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في بلدان أخرى والاعتداء على العدالة

يشير الباحث الأمريكي جون ميرشايمر إلى أنه في ظل الهيمنة الليبرالية، تميل الولايات المتحدة إلى إثارة الحروب باستمرار، مما يزيد من الصراعات ويخلق حالة من عدم الاستقرار في النظام الدولي. "عادة ما تنتهي هذه النزاعات المسلحة بالفشل، وأحيانا بشكل كارثي، وبشكل رئيسي على حساب الدولة التي يُزعم بأن جالوت الليبرالي ينقذها". تنتهج الولايات المتحدة سياسة القوة في المجتمع الدولي، وكثيرا ما تستخدم القوة، وتثير "حروبا بالوكالة"، وتفرض عقوبات أحادية الجانب بشكل تعسفي، وتنتهك بشكل خطير حقوق المهاجرين، وترفض إغلاق معسكر الاعتقال في خليج غوانتانامو، وتصبح مدمرة للسلام والتنمية العالميين وحجر عثرة أمام تقدم حقوق الإنسان.

العمليات العسكرية في الخارج تسببت في كوارث إنسانية. ونشر المنفذ الإعلامي الأمريكي غير الربحي ((كومون دريمز)) مقالا في 20 ديسمبر 2022 بعنوان "وارن وجاكوبس يتهمان البنتاغون بالتقليل إلى حد كبير من عدد المدنيين الذين قتلوا على يد الجيش الأمريكي"، موضحا أنه وفقا لبيانات من مجموعة "إير وارز" للرصد ومقرها المملكة المتحدة، قتلت الغارات الجوية الأمريكية وحدها ما يصل إلى 48 ألف مدني في قرابة 100 ألف تفجير في أفغانستان والعراق وليبيا وباكستان والصومال وسوريا واليمن منذ عام 2001. ووفقا للبيانات الصادرة عن "مشروع تكاليف الحرب" في جامعة براون، فإن الحكومة الأمريكية قامت منذ بداية القرن الـ21 بما أسمته أنشطة "مكافحة الإرهاب" في 85 دولة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 929 ألف شخص بشكل مباشر وتشريد 38 مليون آخرين. وقد ارتكبت العمليات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم الحرية وحقوق الإنسان في الولايات المتحدة والدول الأخرى. وقتلت امرأة وطفلان في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في منطقة الهضبة في الوادي باليمن في 30 نوفمبر 2022. "... يربط العنف الذي يميز الولايات المتحدة الحديثة في الداخل وفي سلوكها في الخارج - من انتشار الأسلحة النارية - الوفيات بالجدال المثار حول العمل العسكري الوقائي وضربات الطائرات بالمسيرة".

التآمر وراء الكواليس لإثارة "حروب بالوكالة". من أجل تحقيق مصالحها الخاصة، تعمل الولايات المتحدة كـ"يد سوداء" وراء الكواليس لإثارة الحروب في بلدان ومناطق أخرى. ونشر كولم كوين، وهو كاتب من هيئة التحرير في مجلة ((فورين بوليسي))، مقالا في 14 يوليو 2022 يقول فيه إن العمليات الأمريكية لم تعد مقتصرة على الشرق الأوسط، بل توسعت في النطاق الجغرافي، لكنها أصبحت أكثر سرية. ووصفت كاثرين يون إيبرايت، المستشارة في برنامج الحرية والأمن القومي التابع لمركز برينان للعدالة، ما حدث بأنه "حرب البصمة الخفيفة". وبموجب برنامج يعرف باسم "إي 127"، يسمح لقوات العمليات الخاصة الأمريكية بتدريب قوات تحارب بالوكالة لتنفيذ مهام أمريكية في الخارج. ويمكن للمقاتلين الأجانب الوصول إلى التسليح والتدريب والدعم الاستخباراتي الأمريكي ويتم إرسالهم في مهام تقودها الولايات المتحدة ضد أعداء الولايات المتحدة ونحو أهداف الولايات المتحدة. من 2017 إلى 2020، أطلق البنتاغون 23 "حربا بالوكالة" تحت اسم "إي 127" في الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. وقد استضافت اثنتا عشرة دولة على الأقل العمليات التي استهدفت سوريا واليمن والعراق وتونس والكاميرون وليبيا وغيرها.

فرض عقوبات تعسفية طويلة الأجل بشكل أحادي. وفي السنوات الأخيرة، ازدادت العقوبات الأحادية التي فرضتها الولايات المتحدة على بلدان أخرى زيادة هائلة، مما أضعف إلى حد كبير قدرة ومستوى حماية حقوق الإنسان في البلدان الخاضعة للجزاءات. وذكرت صحيفة ((ديلي ستار)) البنغلاديشية في 28 ديسمبر 2022 أن الولايات المتحدة، الأكثر تنفيذا للعقوبات الأحادية في العالم، تفرض حاليا عقوبات على أكثر من 20 دولة، بما في ذلك كوبا منذ عام 1962 وإيران منذ عام 1979 وسوريا منذ عام 2011 وأفغانستان في السنوات الأخيرة. وكثير منها غير قادر على توفير الأغذية والأدوية الأساسية لسكانها. وذكرت صحيفة ((واشنطن بوست)) في 13 يونيو 2022 أن قرابة نصف جميع الأفغان ليس لديهم ما يكفي من الطعام، وأن سوء التغذية لدى الأطفال آخذ في الارتفاع. وفي 20 ديسمبر 2022، أصدر العديد من الخبراء المستقلين في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بيانا مشتركا، ذكروا فيه أن العقوبات الأمريكية ضد إيران تساهم في إلحاق ضرر بيئي في إيران، وتمنع جميع الناس في إيران من التمتع الكامل بحقوقهم في الصحة والحياة وتنتهك حقوق الشعب الإيراني في بيئة نظيفة. في 10 نوفمبر 2022، صرحت ألينا دوهان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأثر السلبي للتدابير القسرية الانفرادية على التمتع بحقوق الإنسان، بأن العقوبات الأحادية أدت إلى تفاقم معاناة الشعب السوري وتشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان. وقد أثار فرض الولايات المتحدة الوحشي للعقوبات أزمات في مجال حقوق الإنسان في بلدان أخرى، وهو ما أدانه المجتمع الدولي بشدة. في 3 نوفمبر 2022، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الأمريكي المفروض على كوبا للعام الثلاثين. وحظيت الإدانة في الجمعية العامة، التي تضم 193 عضوا، بتأييد 185 دولة.

تقويض إدارة المناخ العالمي مرارا وعمدا. الولايات المتحدة هي أكبر باعث تراكمي في العالم لغازات الدفيئة مع ارتفاع نصيب الفرد من انبعاثات الكربون. وهي ترفض التصديق على بروتوكول كيوتو،  وانسحبت ذات مرة بشكل أحادي من اتفاقية باريس، وتأخرت في الوفاء بالتزاماتها بموجب صندوق المناخ الأخضر. وحتى بعد عودتها إلى اتفاقية باريس، لم تحول الولايات المتحدة التزاماتها إلى أفعال بعد. وبدلا من ذلك، استخدمت قضية تغير المناخ كأداة للتلاعب السياسي. ووفقا لتقديرات أصدرتها شركة الأبحاث الاقتصادية الأمريكية "روديوم غروب" في 10 يناير 2023، زادت انبعاثات غازات الدفيئة في الولايات المتحدة بنسبة 1.3 في المائة على أساس سنوي في 2022. وهي تفتقر إلى الإخلاص والفعالية في الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها بموجب اتفاقية باريس. ووجد "مشروع تكاليف الحرب" الصادر عن جامعة براون أن وزارة الدفاع الأمريكية هي واحدة من أكبر مصادر انبعاثات غازات الدفيئة في العالم. لقد ساهمت حروب ما بعد 9/11 "بشكل كبير" في تغير المناخ.

سياسات الهجرة الحصرية تتسبب في مآسي. تقوم الولايات المتحدة باعتقال المهاجرين على نطاق واسع في منطقة حدودها الجنوبية، مما يتسبب في إحداث أزمة إنسانية خطيرة. وألقي القبض على قرابة 2.4 مليون مهاجر على الحدود الأمريكية في عام 2022، بزيادة قدرها 37 في المائة عن عام 2021 وأعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق. ويتعرض حق المهاجرين في الحياة لتهديد خطير. وذكرت قناة ((فوكس نيوز)) في 22 أكتوبر 2022 أن 856 مهاجرا لقوا حتفهم على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة في 2022، في أعلى حصيلة مسجلة على الإطلاق.

ذكرت صحيفة ((مكسيكو نيوز ديلي)) في 16 نوفمبر 2022 أن حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت أعلن عن "غزو" المهاجرين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، قائلا إنه سيتخذ تدابير مثل إرسال الحرس الوطني لطرد المهاجرين غير الشرعيين ونشر زوارق حربية لتأمين أمن الحدود. وذكرت شبكة ((سي إن إن)) في 16 ديسمبر 2022 أن سياسات الهجرة الأمريكية تعرض المهاجرين وطالبي اللجوء للخطر، مع اختطاف الآلاف أو الاعتداء عليهم جنسيا أو الهجوم عليهم بعنف. لقد تعطلت سياسة الهجرة بشدة في ظل الاستقطاب السياسي. وتحول المهاجرون إلى أداة للانقسام الحزبي، حيث يواجهون نسخة متشددة من كراهية الأجانب، إضافة إلى تعرضهم لمعاملة قاسية. وجرى تنظيم مهزلة "التخلي" عن المهاجرين على نطاق واسع. وذكرت شبكة ((سي إن إن)) في 26 ديسمبر 2022 أنه تم نقل أكثر من 100 مهاجر، بمن فيهم أطفال، إلى واشنطن العاصمة والتخلي عنهم على جانب الطريق عشية عيد الميلاد في عام 2022. كانت درجة الحرارة أقل من الصفر، وكان بعض المهاجرين يرتدون قمصانا بأكمام قصيرة فقط في الطقس القارس. وانتقد فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، سياسة الهجرة الحدودية للحكومة الأمريكية باعتبارها تهديدا للحقوق الأساسية لطالبي اللجوء وتقوض أساس القانون الدولي لحقوق الإنسان واللاجئين.

رفض إغلاق معتقل غوانتانامو. كان معسكر الاعتقال في خليج غوانتانامو، الذي أنشئ في عام 2002، يحتجز نحو 780 شخصا في أعلى عدد للمعتقلين فيه، واعُتقل معظمهم دون محاكمة وتعرضوا لمعاملة قاسية ولاإنسانية. ومعتقل غوانتانامو هو "فصل قبيح من انتهاكات حقوق الإنسان الشديدة" التي قامت بها الولايات المتحدة. أصدرت فيونوالا ني أولان، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، وخبراء مستقلون آخرون بيانا مشتركا في يناير 2022، أشاروا فيه إلى أن معتقل غوانتانامو سيء السمعة هو "وصمة عار على التزام الحكومة الأمريكية بسيادة القانون". وطالبوا الحكومة الأمريكية بإغلاقه وتوفير سبل الانتصاف والتعويض لأولئك الذين تعرضوا للتعذيب المشين والاحتجاز التعسفي من قبل عملائها، ومحاسبة أولئك الذين سمحوا بالتعذيب وشاركوا فيه وفق ما يقتضيه القانون الدولي.

الصور