تقرير إخباري: الفلسطينيون يحيون ذكرى "يوم الأرض" وسط مطالبات بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967

تقرير إخباري: الفلسطينيون يحيون ذكرى "يوم الأرض" وسط مطالبات بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967

2023-03-31 05:55:30|xhnews

غزة / رام الله / القدس / تونس 30 مارس 2023 (شينخوا) أحيا الفلسطينيون الذكرى السنوية الـ 47 (ليوم الأرض) بفعاليات شعبية في قطاع غزة تطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

وشارك مئات الفلسطينيين في مهرجان شعبي أقامته الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بمخيم "العودة" على أطراف القطاع الشرقية قرب السياج الفاصل مع إسرائيل لإحياء المناسبة حمل اسم (الأرض لنا والقدس لنا) بمشاركة جهات أهلية وحقوقية ووجهاء.

ورفع المشاركون في المهرجان بينهم نساء وفتية وأطفال الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها عبارات تطالب بعدم التفريط بأرضهم وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، فيما أدت فرقة فنية ترتدي الزي الفلسطيني التراثي بعض عروض الدبكة الشعبية.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في كلمة باسم الفصائل خلال المهرجان إن ذكرى يوم الأرض تحل هذا العام في ظل "ذروة الهجمة الإسرائيلية الشرسة ضد الشعب الفلسطيني من خلال الملاحقة والهدم والتهجير والحصار".

وأضاف البطش أن "إمعان الاحتلال في غيه بإقرار قانون يسمح باقتحام المنازل دون إذن مسبق يعني استباحة لحرمة أهلنا في الداخل"، محذرا من محاولات إسرائيلية لشطب المدن العربية التاريخية وتهويدها بالكامل لصالح روايتهم.

وعقب انتهاء المهرجان اقترب عشرات الشبان من السياج الفاصل لرشق قوات الجيش الإسرائيلي المرابطة في تلال ومواقع عسكرية خلفه بالحجارة، ما تسبب بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع تجاههم ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق.

من جهتها ذكرت الإذاعة العبرية العامة أن القوات الإسرائيلية استخدمت ضد الشبان الذين اقتربوا من السياج الفاصل وسائل تفريق ونيران قناصة.

كما جرى تنظيم سلسلة فعاليات أخرى في القطاع شملت ندوات وورش عمل تتعلق بالمناسبة، بالإضافة إلى زراعة أشجار زيتون وإطلاق بالونات في السماء تحمل أسماء قرى ومدن هجروا منها فلسطينيين داخل أراضي عام 1948.

وفي السياق قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان بالمناسبة إن الشعب الفلسطيني متمسك "بأرضه ولن تفلح مخططات الاحتلال في سرقة الأراضي والتغول الاستيطاني، في تغيير عروبة الأرض وحقائق التاريخ".

ودعا البيان الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى التضامن مع القضية الفلسطينية العادلة في مواجهة "أخطر وأطول احتلال إحلالي مستمر في العالم والعمل بكل الوسائل وعلى الأصعدة لإنهائه وإنفاذ حق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال".

ولم تشهد مدن الضفة الغربية فعاليات رئيسية لإحياء المناسبة والاكتفاء بدعوة القوى الوطنية والإسلامية لتصعيد المقاومة الشعبية يوم غد (الجمعة) في مناطق التماس مع الجيش الإسرائيلي، في وقت فتحت هيئة الإذاعة والتليفزيون الرسمية الفلسطينية موجات مفتوحة استمرت عدة ساعات.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية إن "العدوان الإسرائيلي على الأرض يتكرر يوميا وكثافة الاستيطان وتهويد المناطق الفلسطينية يجري يوميا سواء كان في الضفة الغربية أو القدس الشرقية".

واعتبر اشتية الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو هي "الأكثر عدوانية على الشعب الفلسطيني وأرضه لأن برنامجها قائم على الاستيطان والقتل والتصعيد"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني صامد ومتمسك بأرضه.

وأشار إلى أن "الصراع مع إسرائيل لازال على الأرض والهوية والإنسان والمياه والهوية والمقدسات الإسلامية والمسيحية"، مؤكدا التزام الشعب الفلسطيني وقيادته وتمسكهم بالأرض والرواية الفلسطينية.

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني إلى إنهاء حالة الانقسام الداخلي وانجاز الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة لمواجهة "التحديات الكبيرة التي تعترض القضية الفلسطينية" في ظل وجود الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وتأتي المناسبة في ظل تصاعد حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث قتل 15 إسرائيليا من بداية العام الجاري في هجمات نفذها فلسطينيون، مقابل 91 فلسطينيا بينهم نساء وأطفال.

وفي الصدد قال المجلس الوطني الفلسطيني في بيان بالمناسبة إن يوم الأرض يأتي في ظل تصاعد " التطرف الذي تشنه قوات الاحتلال والمستوطنين على الأرض في الضفة والقدس تمهيدا لضمها وتهويدها وحصارها بالمستوطنات".

وأكد البيان الذي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه أن الشعب الفلسطيني "لم ولن يرفع الراية وسيدافع عن أرضه وستظل في عيون وذكريات الأجيال شرارة الثورة والتضحية رغم التنكيل والتمييز العنصري".

بدوره دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي إلى "تكثيف المقاومة الشعبية ضد الاستيطان، والاحتلال الإسرائيلي حتى دحره من كافة الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس".

وقال أبو هولي في بيان صدر عنه، إن "الاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع الجرائم العنصرية بحق الشعب الفلسطيني في معركة مفتوحة لاستئصاله من أرضه ودياره وإنهاء وجوده وطمس هويته، وإحلال المستوطنين مكانهم".

يأتي ذلك فيما أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية، بأن إسرائيل تسيطر على نحو نصف أراضي الضفة الغربية سواء لأغراض عسكرية أو الاستيطان.

وقال بيان صادر عن الهيئة، إن مساحة الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها إسرائيل وتخضع للعديد من الإجراءات تبلغ 2380 كم2 بما يعادل 42% من مجمل أراضي الضفة الغربية.

وأوضح البيان، أن إسرائيل منذ احتلالها الضفة الغربية عام 1967 بلغ مجموع مساحات الأراضي الفلسطينية التي أعلنتها كـ"أراضي دولة" حوالي 1700 كم2 أي ما نسبته 31% من مجمل أراضيها الضفة.

وبلغ عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية ما مجموعه 726 ألف مستوطن، يتمركزون في 179 مستوطنة و186 بؤرة استيطانية، منها 83 بؤرة زراعية رعوية تسيطر على أكثر من 270 ألف دونم (معظمها في الأغوار) بحسب الهيئة.

ويحيي الفلسطينيون الذكرى التي أصبحت مناسبة سنوية بعد إعلان السلطات الإسرائيلية مصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب في عام 1976 ما أدى إلى مظاهرات عارمة في صفوف الفلسطينيين داخل إسرائيل مما أدى إلى سقوط ست ضحايا.

من جهة أخرى أحيا العرب في إسرائيل المناسبة في المدن والبلدات العربية بدعوة من لجنة المتابعة العليا للتأكيد على التمسك بالأرض والوطن والبقاء.

وشارك المئات بالمسيرة المركزية "تحت العلم الفلسطيني" في مدينة سخنين بالجليل شمال إسرائيل وحملوا الأعلام الفلسطينية، ورددوا الشعارات الوطنية.

وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة خلال مشاركته في مسيرة مماثلة في مدينة الطيبة ثالث أكبر مدينة عربية في إسرائيل "يجب عدم تغييب العمل الشعبي، لأن المشاركة الشعبية في الفعاليات الوطنية هي أمر مهم"، مشيرا إلى أن العرب في إسرائيل أصبحوا اليوم في وضع "أسوأ مما كنا عليه في يوم الأرض الأول".

كما زار المشاركون النصب التذكاري ليوم الأرض في مدينة سخنين، علما أن العرب في إسرائيل يشكلون ما يزيد عن 21 % من إجمالي سكانها.

وفي هذا الصدد جددت تونس اليوم التأكيد على التزامها الراسخ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق تطلعاته المشروعة في العيش بحرية وكرامة وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وذلك بمناسبة الذكرى 47 ليوم الأرض.

واعتبرت تونس، في بيان وزعته اليوم وزارة الخارجية، أن هذه الذكرى "تمثل فرصة متجددة لاستذكار التضحيات الجسام للشعب الفلسطيني الأبي في دفاعه عن حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف واستماته من أجل الحفاظ على هويته ومقدساته والتصدي لكل السياسات الاستيطانية التوسعية".

وأعربت عن "انشغالها الشديد إزاء ما يتعرض له المدنيون الفلسطينيون من اعتداءات متكررة وممارسات استفزازية دون أدنى مساءلة أو محاسبة، في انتهاك صارخ للمواثيق والقرارات الأممية والقانون الدولي".

 

 

الصور