مقالة خاصة: عراقية تروي كيف فجعها الجيش الأمريكي وقتل زوجها أمام أطفاله

مقالة خاصة: عراقية تروي كيف فجعها الجيش الأمريكي وقتل زوجها أمام أطفاله

2023-04-01 21:05:45|xhnews

بغداد أول أبريل 2023 (شينخوا) لم يكن يخطر على بال سندس اللامي وأطفالها الخمسة أن فجر يوم 18 من أكتوبر عام 2003 سيجلب لهم الجيش الأمريكي ليقتل زوجها بدم بارد ويقلب حياتهم إلى جحيم ومعاناة وحزن دائم.

سندس اللامي مثال واحد لآلاف العوائل العراقية التي نكبها الجيش الأمريكي وارتكب بحقها أبشع الجرائم المخالفة للقوانين الدولية، وهي الجرائم التي جاءت عكس شعار الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي رفعتها واشنطن عند غزوها للعراق قبل 20 سنة ووعدت شعبه بتحقيقها.

في شهر أغسطس 2003 ذهب العقيد الركن عامر فرحان زوج سندس اللامي إلى مقر الجيش الأمريكي بمدينة الضلوعية (100كم) شمال بغداد، مع مجموعة من ضباط الجيش العراقي السابق بناء على طلب الجيش الأمريكي، وخضع للتحقيق لعدة ساعات بعدها أبلغوه عدم وجود أي مؤشر سلبي ضده وأعطوه خطابا رسميا بذلك ليمارس حياته بشكل طبيعي.

--- الغدر ---

بعد نحو شهرين من الموافقة التي أعطاها الجيش الأمريكي للعقيد عامر، جاء فجرا وبقوة هائلة واقتحم منزله وقتله أمام أطفاله وزوجته ليكون شاهدا على كذب وزيف الادعاءات الأمريكية بنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان وتوفير الحياة السعيدة للشعب العراقي.

وقالت سندس اللامي زوجة الضحية لوكالة أنباء ((شينخوا)) كنا نشعر بأنهم لن يداهموا بيتنا لحصول زوجي على موافقة بعدم التعرض له وبذلك يعيش حياته بشكل طبيعي.

العائلة المكونة من الأب والأم والأطفال كانوا ينامون بغرفة واحدة بسبب الأوضاع الأمنية، وخلدوا للنوم في تلك الليلة منتصف الليل ولم يفكروا بأن الجيش الأمريكي بعد ساعات قليلة سيأتي اليهم ويدمر حياتهم.

وأضافت سندس اللامي" بالساعة الثانية والنصف يوم 18 أكتوبر 2003، فجأة استقيظنا من النوم وإذا بقوة هائلة في مطبخنا وكل أرجاء بيتنا قسم ينزل من الدرج والقسم الآخر يتواجد بكل مكان بالبيت فأصبنا بالفزع"واصفة هذا اليوم باأه "أسوأ يوم في حياتها وأولادها".

وتابعت "أثناء خروجنا من الغرفة مد زوجي يده لحمايتي أنا وأولادي لكي نبقى خلفه وإذا بالجندي الأمريكي يطلق النار على يدي زوجي وعلى جسمه ما أدى إلى سقوطه على الأرض".

واستطردت بألم وحسرة والدموع تتساقط من عيناها كان الموقف مرعب ، وبعد سقوط زوجها على الأرض تم سحبه فورا وطرحوه أرضا في المطبخ.

هذا الموقف القاسي والأليم دفع سندس اللامي للصراخ وما زاد من قلقها وغضبها أن ابنها البكر ليث الذي كان بالصف السادس الابتدائي أصيب أيضا بجروح وبدأ ينزف ونقله الجنود خارج المنزل لكنها لا تعرف إلى أين.

وتواصل سرد قصتها الحزينة وزوجها ملقى على الأرض وتقول " أدخلونا في الغرفة أنا والأطفال، وجندي واقف أمامنا ترك فتحة قليلة بالباب وكنت أشاهد الدماء تسيل على الأرض، ولم أتوقع أن زوجي سوف يموت بهذه اللحظة".

وشددت على أن الجيش الأمريكي غدر بزوجها وقتله دون أن يرتكب أي ذنب ورغم حصوله على موافقتهم.

-- توسل الأم والطفلة --

بدأت سندس اللامي وابنتها هند بالتوسل وبشدة بالجنود الأمريكيين لإنقاذ حياة الزوج والأب لكنهم لم يعيروا لهما أي انتباه وكأن الملقى على الأرض ليس بإنسان.

وقالت سندس "كنت ارتدي الذهب وقلت للجندي خذ الذهب والأموال وطلب منك فقط أن تنقذ زوجي"، مؤكدة أنها بدأت بالصراخ ما دفع أحد الجنود إلى خنقها بقطعة قماش كانت تغطي بها رأسها وضربها بمؤخرة سلاحه، مبينة أن أطفالها طلبوا منها السكوت خوفا من قتلها أو قتلهم.

سكتت سندس اللامي للحظات ثم توسلت مرة أخرى بالجندي قائلة "أرجوك أنقذ زوجي"، موضحة أن ابنتها هند التي كانت في الصف الخامس الأبتدائي قد توسلت هي الأخرى بالجندي لإنقاذ والدها.

ووصفت سندس اللامي حقوق الإنسان لدى الأمريكان بأنها مجرد إعلام وشعارات متسائلة أين حقوق الإنسان؟ قائلة أريد أن أرى ماذا سيقدم لي من يسمع صوتي"، مؤكدة أن مثلها مثل المئات أو الآلاف من العوائل، قائلة "أحلى ما في عمرنا ذهب بسبب مرتزقة وطغاة عملوا فينا كل هذا ، فلا يوجد أي حق للإنسان وخاصة عند الأمريكان".

بدورها قالت هند ابنة الضحية لـ ((شينخوا)) "كنا ننام بغرفة وسمعنا بعض الأصوات فخرج والدي، ما أتذكره، لأن والدتي كانت تصرخ وأخي حمودي يبكي ووالدي ملقى على الأرض ودخلوا علينا فرقة من الأمريكان من كل مكان".

ولا تزال هند تتذكر أخيها الأصغر منها وهو يمسك الوسادة ويبكي وهي تسأل والدتها لماذا تغير لون قدمي والدي، قائلة "كنت أرى فقط قدميه ممدتين على الأرض ووالدتي تصرخ، وسألت والدتي لماذا قدما والدي بيضاء".

وأضافت "جاء الجندي وقال لوالدتي أخرسي، ووالدتي تبكي وتلطم فقام الجندي الأمريكي بضربها على رأسها ولحد الأن آثار هذه الضربة تعاني منها".

وأكدت هند أنها ركعت للجندي الأمريكي لإنقاذ والدها قائلة "ركعت على عند قدميه وقلت له أرجوك ساعد والدي، فرد علي ببرود والدك مات"، مؤكدة إنها ووالدتها أصيبتا بالانهيار، مضيفة "لا استطيع التكلم قلبي يكاد يخرج".

وتابعت بألم "أتذكر هذه الحادثة الألمية كوني أكثر واحدة واعية بالحادثة التي أثرت علي بجوانب كثيرة وأصبحت أخاف أن يحصل شيء لوالدتي".

وبعد الحادثة بقيت هند فترة طويلة تخاف ولا تستطيع النوم نتيجة الأحلام المزعجة والكوابيس التي تفزعها ما يجعلها تستيقظ، وظلت على هذه الحالة لفترة طويلة وهي تخاف أن تفقد أحد أفراد عائلتها، ولا تستطيع النوم إلا بجانب والدتها.

ووصفت هند حقوق الإنسان والإنسانية التي يدعي بها الأمريكان بأنها "عبارة عن كذبة ومجرد غطاء".

وقالت "عن الحادث الذي شاهدناه وعلى الرعب الذي عشناه في تلك الليلة لا يوجد عطف لدى الأمريكان، أنا أتوسل للجندي ووالدتي تبكي وهو يركلها ويضربها ".

واختتمت "لحد الأن أتذكر كيف ركعت لأقبل حذاء الجندي الأمريكي، وأقول له أرجوك ساعد والدي، وهو فقط يذهب ويأتي، فلا توجد أي حقوق كلها كذبة أما الديمقراطية الأمريكية فهي شيء وهمي، لا توجد أي ديمقراطية". 

الصور