عيد "تشينغ مينغ" وإحياء الصينيين المغتربين لذكرى الأسلاف

عيد "تشينغ مينغ" وإحياء الصينيين المغتربين لذكرى الأسلاف

2023-04-05 08:43:10|arabic.news.cn

بكين 5 أبريل 2023 (شينخوانت) يعد عيد "تشينغ مينغ" (تنظيف المقابر) عيدا تقليديا صينيا لتذكر الموتى، وبالنسبة للصينيين المغتربين، فإن هذا الحنين أكثر عمقا. ولأسباب مختلفة، لم يعودوا إلى مسقط رأسهم لفترة طويلة، ولذلك يمكنهم فقط زيارة قبور أقاربهم في بلد أجنبي، وتبجيل أسلافهم، وتذكر موتاهم، للتعبير عن اشتياقهم الشديد لهم. وكلما يحل عيد "تشينغ مينغ"، غالبا ما يجلب الصينيون المسنون الذين يعيشون في الخارج أجيالهم الشابة لتبجيل أسلافهم، ومسح شواهد القبور، وتقديم الزهور، وإخبار جيل الشباب بمآثر هؤلاء الأسلاف ومناقبهم المجيدة. وفي هذه اللحظة التي يتقاطع فيها الموتى والأحياء، والحزن والفرح مع بعضهم بعضا، يدرك الجيل الجديد من الصينيين المغتربين تقليد عيد "تشينغ مينغ" ويكتمل إدراكهم للثقافة الصينية التقليدية.

وقبل أسبوع واحد من عيد "تشينغ مينغ"، بدأ الصينيون المغتربون في إندونيسيا شراءَ النقود الورقية والشموع وباقات الزهور و"القرابين" الحديثة مثل "السبائك الذهبية الورقية" و"الهواتف المحمولة الورقية". وقال الصينيون المغتربون في إندونيسيا إن عيد "تشينغ مينغ" له مغزى كبير، وهو ليس مناسبة فقط لتنظيف القبور واحترام الأسلاف، وتذكر مآثر الأجداد، ولكن أيضا يوما يجتمع فيه الإخوة والأخوات، ويجب توريث عادات عيد "تشينغ مينغ" من جيل إلى آخر، ولا سيما في المجتمع الحديث، ويتعين تعزيز العلاقة بين أفراد الأسرة.

إن عيد "تشينغ مينغ" ليس عطلة عامة في ماليزيا. وفي هذا البلد، يُطلق على المقابر العامة للمغتربين الصينيين اسم جبل "ييشان"، ولذلك كثيرا ما يقول السكان المحليون إن عليهم "صعود الجبل لتنظيف القبور" أو قول "تبجيل الجبل" مباشرةً خلال عيد "تشينغ مينغ". وفي هذا العيد، ينظف الصينيون المغتربون أولا القبور، ثم يقدمون الزهور والفواكه وغيرها، وبعد ذلك يشعلون أعوادا من البخور للتعبير عن حزنهم ولتذكر أسلافهم.

وفي سنغافورة، رغم أن الصينيين المغتربين يشكلون أغلبية سكانها، لكن عيد "تشينغ مينغ" ليس عطلة عامة. وفي هذا البلد، فإن الاحتفال التأبيني الرئيسي بعيد "تشينغ مينغ" هو تنظيف المقابر، وقد استمرت هذه العادة حتى يومنا هذا وبُسِّطت تدريجيا مع تطور المجتمع. وخلال عيد "تشينغ مينغ"، ينظف الأحفاد أولاً مقابر أسلافهم ويشذبون الأشجار ويقصون الأعشاب المحيطة بها، ثم يضعون النبيذ والأطعمة والفواكه والزهور أمام المقابر، ويشعلون أعواد البخور، ويحرقون نماذج النقود الورقية.

ويختار بعض الصينيين المغتربين في اليابان قضاء عيد "تشينغ مينغ" في المنزل، حيث يشترون نماذج مقابر مصغرة، ويضعون فيها صورا لأقاربهم المتوفين، ويقدمون الزهور والفواكه لتبجيل أسلافهم.

وفي كل عيد "تشينغ مينغ"، تنظم الجمعية التاريخية الصينية لجنوب كاليفورنيا حدثا لإحياء ذكرى الأسلاف الصينيين، وتناشد الصينيين ألا ينسوا إسهامات الأجداد في كاليفورنيا. وينظم الصينيون المحليون الأنشطة التذكارية السنوية لعيد "تشينغ مينغ" بطرق متنوعة.

وتحدد التجارب المختلفة للصينيين المغتربين في نيويورك طرقهم المختلفة لقضاء عيد "تشينغ مينغ". وفي هذا اليوم، تعلن العديد من المجموعات الصينية التقليدية في الخارج بالصحف وتنشر إخطارات في الأندية، وتنظم الأعضاء لزيارة المقابر التي دفن فيها أسلافهم لإحياء ذكراهم. وأصبح تنظيف القبور في عيد "تشينغ مينغ" مناسبة اجتماعية للصينيين المغتربين للتواصل وتعزيز الروابط. وعلى الرغم من أن الصينيين المغتربين في الولايات المتحدة بعيدون عن وطنهم، لكن يعتقد الكثير منهم أنه مع قبول الثقافة الاجتماعية الأمريكية السائدة، لا ينبغي نسيان الأعياد التقليدية الصينية، لأن الاحتفال بهذه الأعياد يساعد على تعزيز التبادلات والوحدة بين الصينيين المغتربين.

وفي الوقت الحاضر، أطلقت المزيد من المناطق منصات على الانترنت لتنظيف المقابر وتبجيل الأسلاف، حيث يمكن للصينيين المغتربين في الخارج التعبير عن حنينهم لأقاربهم المتوفيين عبر الإنترنت. وبالنسبة للصينيين المغتربين، وبغض النظر عن طريقة التبجيل  لأسلافهم وتقديم الصدقات عنهم، فإن اشتياقهم إلى المتوفين واعتمادهم على الأمة الصينية والثقافة التقليدية الصينية سيستمر ولن يتغير. 

الصور