تحقيق إخباري: خبراء أجانب يُبدون إعجابهم بصناعة القطن في منطقة شينجيانغ ويتوقون إلى زيارتها
أورومتشي 21 أبريل 2023 (شينخوا) مع صوت هدير الماكينات، دخل الحقل الشاسع لمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في الصين، وهي المنطقة الرئيسية المنتجة للقطن في البلاد، للتو موسم زراعة القطن هذا العام.
وفي ملاحظة له، قال عبد الكريم بكري، أحد المزارعين الذين كانوا منهمكين في العمل، إنه بمساعدة الملاحة عبر الأقمار الصناعية والآلات الزراعية، كانت عملية البذر أسهل بكثير. وأضاف "كان الأمر يستغرق من والداي شهرا لزراعة القطن على أرض مساحتها 200 مو (حوالي 13 هكتارا)، لكن الآن لا يستغرق الأمر مني سوى يوم واحد".
يستأجر بكري الآن أكثر من 60 هكتارا من الأراضي. وقد أصبحت جميع العمليات على تلك الأرض الشاسعة، بدءا من الحراثة وتسوية الأرض ووصولا إلى البذر، تعتمد الآن على الآلات، لذلك يمكن لأربعة أشخاص إنجاز العمل، وفقا لما ذكره، مضيفا أنه لا يزال لديه متسع من الوقت لرعاية ماشيته وأغنامه.
وتابع قائلا "كان والدي يعمل في الحقول كل يوم ولم يكن يكسب الكثير من المال في السنة"، مضيفا "أما اليوم، فأنا استعمل التكنولوجيا المتطورة في الزراعة، وأكسب المزيد من المال بعمل أقل بكثير".
في الوقت الحاضر، تجري ٩٤ في المائة من عملية زراعة القطن وحصاده في المنطقة بواسطة الآلات. في عام 2022، تم زرع أكثر من 2.47 مليون هكتار من القطن في المنطقة وبلغ الناتج الإجمالي 5.39 مليون طن، وهو ما يمثل أكثر من 90 في المائة من إجمالي إنتاج القطن في الصين، وفقا للسلطات الزراعية المحلية.
ومن جانبه، ذكر كافينس أديري، الباحث في العلاقات الدولية والمقيم بكينيا، أن إنتاج القطن في شينجيانغ أصبح نموذجا يحتذى به لبقية العالم ويوفر نقطة تعلم للدول الأخرى، وخاصة الدول النامية في مناطق مثل أفريقيا.
وقال الخبير إن شينجيانغ، وهي أكبر منطقة تزرع القطن في الصين، تتصدر الآن قائمة الأماكن التي يرغب في أن يرتادها الأجانب الذين يزورون الصين، وإن أنشطة إنتاج القطن هناك تعد مصدر إلهام كبير للكثير من الناس الذين يزورون المنطقة.
وبالنسبة لكلير دالي، وهي عضوة إيرلندية في البرلمان الأوروبي، كانت شينجيانغ الوجهة التي ترغب في التوجه لها بعد زيارتها أربع مدن في الصين من بينها بكين وتشونغتشينغ. وفي مقابلة مع ((شينخوا))، قالت إنها اكتسبت الكثير من زيارتها للصين وترغب في العودة لرؤية المزيد من الأماكن في البلاد في وقت لاحق من هذا العام.
وأعرب روني لينز، مدير المركز الصيني البرازيلي للبحوث والأعمال، عن إعجابه بالإنجازات الاقتصادية التي تحققت في شينجيانغ حيث ارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي هناك من 240 يوان إلى أكثر من 50 ألف يوان في الفترة من 1955 إلى 2020، لينمو بواقع حوالي 30 ضعفا بالأسعار الثابتة.
وقال إن "النمو كان له تأثير هائل على تحسين الظروف الاجتماعية في المنطقة"، مضيفا أن شينجيانغ تتمتع بآفاق كبيرة بفضل الفرص غير المسبوقة التي أتاحتها مبادرة الحزام والطريق والإجراءات الفعالة للحكومة الصينية.
"بصفتي باحثا متحمسا لمبادرة الحزام والطريق، آمل أن أقوم يوما ما بزيارة شينجيانغ، التي لا تزال على الرغم من وجودها منذ آلاف السنين، مكانا هاما للتنمية والمشاركة الثقافية"، هكذا ذكر.
وفي العاصمة الكورية الجنوبية سول، شاهد وو سو- كيون، مدير معهد دراسات شرق آسيا في كوريا الجنوبية، باهتمام كبير مقطع فيديو لعملية زراعة قطن شينجيانغ. وقال "إن وجوه مزارعي القطن في شينجيانغ، مثل السكان المحليين الذين قابلتهم في شينجيانغ، أعطتني شعورا بالعودة إلى المنطقة".
خلال زيارتيه إلى شينجيانغ، زار وو الأسواق والمطاعم المحلية وتحدث إلى السكان المحليين الذين قابلهم ومن بين الأمور الكثيرة التي أثرت فيه ابتسامات السكان المحليين الصادقة والمشرقة.
"في ذلك الوقت، شعرت بأن شينجيانغ لا تختلف عن الأجزاء الأخرى من الصين، وأن السكان المحليين يعيشون في سلام واستقرار"، وفقا لما قاله، مضيفا "لا أفهم لماذا تتعرض للهجوم من قبل تقارير إعلامية غربية سلبية".
لقد تركت الدرجة العالية من الميكنة في زراعة قطن شينجيانغ في الربيع انطباعا عميقا في نفس وو، حيث لفت إلى أنه "بفضل تعميم التكنولوجيا وتطويرها، أصبحت العملية الزراعية أكثر حداثة، كما أن حياة السكان المحليين أصبحت أكثر ثراء".
وأضاف "أتمنى أن تتاح لي الفرصة للذهاب إلى شينجيانغ مرة أخرى، والاحتفاء بما تحقق مع الأصدقاء المحليين".