تحليل إخباري: التسويات الإقليمية تؤدي إلى انفراج سياسي سوري ـ عربي

تحليل إخباري: التسويات الإقليمية تؤدي إلى انفراج سياسي سوري ـ عربي

2023-04-26 02:41:30|xhnews

دمشق 25 ابريل 2023 (شينخوا) أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين في سوريا اليوم (الثلاثاء) أن التسويات الإقليمية، ولا سيما المصالحة السعودية ـ الإيرانية بوساطة صينية، ستنعكس بشكل إيجابي على العلاقة بين سوريا والدول العربية الأخرى، وآخرها مع المملكة العربية السعودية، مشيدين بالدور الذي لعبته الصين في إيجاد تفاهم بين إيران والسعودية.

وتشهد الساحة العربية والإقليمية والدولية منذ عدة أسابيع حركة دبلوماسية نشطة، تهدف إلى رأب الصدع بين الدول العربية وسوريا من جهة، وبين السعودية وإيران من جهة أخرى، وكل هذه التحركات قد تفضي إلى انفراجات في المنطقة بعد سنوات عجاف.

ويرى الخبراء في سوريا أن الاجتماع الرباعي بين معاوني وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا وسوريا الذي عقد في موسكو بغية تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة في مطلع الشهر الحالي سيسهم أيضا في إيجاد تسوية للأزمة السورية المستعصية منذ أكثر من 12 عاما .

وفي مارس الماضي كسرت وساطة صينية الجليد وتطبيع العلاقات العالقة بين إيران والسعودية، وكلاهما قوتان رئيسيتان في المنطقة ستنعكس مصالحتهما بشكل إيجابي على جميع القضايا الشائكة تقريبا في المنطقة العربية.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد، في 18 الشهر الحال ، لوزير الخارجية السعودي الزائر فيصل بن فرحان آل سعود في دمشق إن "العلاقات السليمة بين سوريا والسعودية هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون، وهذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية أيضاً، حيث تنطلق من عمق تاريخي يعود إلى عقود طويلة بين البلدين"، مشيراً إلى أن "السياسات المنفتحة والواقعية التي تنتهجها السعودية تصب لصالح الدول العربية والمنطقة" ، وفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا).

ونوه الرئيس الأسد بأن "الدور العربي الأخوي ضروري في دعم الشعب السوري لتجاوز كافة تداعيات الحرب على سوريا، واستقرار الأوضاع وتحرير كامل الأراضي السورية".

واعتبر أن "التغيرات التي يشهدها العالم تجعل من التعاون العربي أكثر ضرورة في هذه المرحلة لاستثمار هذه التغيرات لمصلحة الشعب العربي في أقطاره المختلفة".

ويعتقد الخبراء والمحللون السياسيون في سوريا أن هناك حاجة ملحة في المنطقة للتوصل إلى تسوية واسعة في المنطقة العربية، بالنظر إلى الوضع العالمي والمخاطر الأمنية وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي السوري محمد العمري إلى أن هناك عدة أسباب وراء الشعور الإيجابي الحالي في المنطقة العربية تجاه سوريا.

وقال العمري لوكالة أنباء ((شينخوا)) "يمكن مناقشة عدة أسباب اليوم لتحفيز هذه الحركة السياسية العربية تجاه سوريا، أولاً، الصراع الدائر على الساحة الدولية وانعكاسات هذا الصدام على الأنظمة السياسية عربيا ودوليا بما في ذلك المنطقة العربية التي تأثرت بتهديد لأمنها القومي والأمن الغذائي وقطاعات الطاقة، والنقطة الثانية هي أن هناك نوعا من الخوف الأمني في هذا التوقيت، وأعتقد أن جزءا من عودة هذه العلاقات يتعلق بأبعاد أمنية والرغبة في التنسيق مع سوريا في المجال الأمني، سواء من حيث ما تمتلكه سوريا من معلومات عن الإرهابيين أو ما يتعلق بالإرهابيين الأجانب المعتقلين داخل السجون السورية، والنقطة الثالثة رغبة بعض الدول العربية في لعب دور في حل الأزمة السورية سياسيا".

وأشار المحلل السياسي السوري العمري إلى أن الاستراتيجية الصينية هي التي تتبنى حل الأزمات بالتعاون والتفاوض والوساطة، وهذا المشروع الخاص بتحفيز الحركة السياسية العربية تجاه سوريا يدعم الرؤية الصينية حول التنمية والتعاون في العلاقات الثنائية بين البلدان، مؤكدا أن التقارب الإيراني ـ السعودي سيكون له انعكاس إيجابي جدا على مستوى المنطقة .

وقال " بدأنا نتلمس بعض إشاراته من تسريع دفء العلاقات العربية بين سوريا والسعودية، وإمكانية وجود دور عربي إيراني لحل الأزمة السورية".

من جانبه، قال أسامة دنورة، وهو خبير ومحلل سياسي سوري آخر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المصالحة التي تمت بوساطة صينية بين السعودية وإيران عجلت بعودة العلاقات الطبيعية بين سوريا والسعودية.

وقال الخبير السوري دنورة "نحن اليوم نتحدث عن مرحلة جديدة فتحتها الدبلوماسية الصينية عبر التفاهم بين السعودية وإيران، واليوم نجد أن هذا التفاهم قد عجل بعودة العلاقات الطبيعية بين سوريا والمملكة العربية السعودية والعديد من الدول العربية، وسرع في موضع ينتظر أن ينضج، وهو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وإنهاء أجواء التنافس والصراع في المنطقة في عدة مجالات، وبالتأكيد أن الاستقرار الأمني يمكن أن يكون قاعدة للاستقرار الاقتصادي والازدهار الاقتصادي".

ومن جانبه، أكد المحلل السياسي ماهر إحسان أن هذا الحراك السياسي في المنطقة عموما سيفضي إلى تسويات سياسية ستنعكس إيجابيا على سوريا ودول المنطقة والتي من شأنها أن تعمم الاستقرار والأمان في المنطقة.

الصور