(وسائط متعددة) مقالة خاصة: السيارات الصينية المطورة ذاتيا تكتسب زخما في سوق الشرق الأوسط
في الصورة الملتقطة يوم 18 مايو 2023، زوار يحضرون الدورة الخامسة لمعرض غربي الصين الدولي للاستثمار والتجارة في تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين. (شينخوا)
بكين 26 مايو 2023 (شينخوا) تعمل القاعدة التصنيعية التابعة لشركة "جريت وول موتور" المحدودة، الواقعة في حي يونغتشوان ببلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين، بكامل قدرتها، حيث يبذل العمال قصارى جهدهم لتلبية الطلبات من المملكة العربية السعودية.
وقال شي تشينغ كه، نائب رئيس شركة "جريت وول موتور" إن السيارة "تانك 300" التي تعد أحد الطرازات الرائجة للشركة، قد أصبحت إحدى السيارات الأكثر مبيعا على الطرق الوعرة في السعودية منذ ظهورها لأول مرة في السعودية في يوليو 2022.
وقامت الشركة بتصدير أول سيارة "بيك آب" إلى الشرق الأوسط في عام 1997. وقال شي تشينغ كه: "في يوليو 2022، أعلنت الشركة أنها باعت مليون سيارة في خارج الصين، ما يرسخ علامة فارقة تعكس التفاني الذي لا يتزعزع على مدار 25 عاما لتبوء مكانة لها في السوق الخارجية".
يذكر أن شركة "جريت وول موتور" ليست الشركة الوحيدة في بلدية تشونغتشينغ التي تركز اهتمامها على سوق الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق؛ شهدت شركة تشانغآن المحدودة للسيارات في تشونغتشينغ، وهي شركة رائدة في تصنيع السيارات، تقدما ملحوظا في تصدير المركبات إلى السعودية. وقالت الشركة إن عدد السيارات المُصدّرة إلى السعودية تجاوز 35 ألف وحدة في العام الماضي، بزيادة نسبتها 22 في المائة مقارنة بالعام الأسبق.
وقال سونغ شوانغ، المدير العام لشركة تشانغآن للتعاون الدولي إنه وفي وقت مبكر من تسعينيات القرن العشرين، بدأت شركة تشانغآن في استكشاف سوق الشرق الأوسط وقد أصبحت الآن علامة تجارية صينية شعبية في السعودية.
وأظهرت بيانات أصدرتها الجمعية الصينية لمصنعي السيارات إن صادرات السيارات الصينية ارتفعت إلى 3.11 مليون وحدة في عام 2022، بزيادة 54.4 في المائة على أساس سنوي. بفضل الجهود المتواصلة لشركات صناعة السيارات الصينية، قد جلبت السيارات الصينية خيارات جديدة للعملاء في السعودية والإمارات ومصر وغيرها.
وبصرف النظر عن السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، تستكشف مركبات الطاقة الجديدة صينية الصنع الأسواق الخارجية على حد سواء.
في الصورة الملتقطة يوم 18 مايو 2023، زوار يحضرون الدورة الخامسة لمعرض غربي الصين الدولي للاستثمار والتجارة في تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين. (شينخوا)
وفي الدورة الخامسة لمعرض غربي الصين الدولي للاستثمار والتجارة الذي اختتمت فعالياته مؤخرا في تشونغتشينغ، لاحظ يان تيان شياو، موظف في كشك شركة تشانغآن، عددا متزايدا من سيارات الطاقة الجديدة، ومكونات سيارات الطاقة الجديدة، والتقنيات المتعلقة بسيارات الطاقة الجديدة، في الدورات السابقة للمعرض.
وقال يان: "يحدث نمو قوي لمنتجات الطاقة الجديدة في شركتي. لقد أحضرنا طرازا واحدا فقط يعمل بالوقود الأحفوري إلى المعرض في العام الماضي، بينما كانت جميع المركبات المعروضة هذا العام من سيارات الطاقة الجديدة".
ووفقا للجمعية الصينية لمصنعي السيارات، أنتجت الصين حوالي 7.06 مليون وحدة وباعت 6.89 مليون سيارة طاقة جديدة في عام 2022، بقفزة نسبتها 96.9 في المائة و93.4 في المائة على التوالي على أساس سنوي. وبلغ حجم صادراتها 679 ألف وحدة، بزيادة 1.2 ضعف على أساس سنوي.
وبناء على هذه الخلفية، تحول المزيد من شركات السيارات الصينية انتباهها إلى السيارات الذكية وسيارات الطاقة الجديدة.
وقال ليو شين لو، عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين إن دول الشرق الأوسط، سواء كانت منتجة للنفط أم لا، تسعى وراء تطوير الاقتصاد الأخضر والطاقة الجديدة والمتجددة، وتتخذ من ذلك بمثابة استراتيجية أساسية لها للتنمية المستدامة. وفي هذا السياق، أصبحت سيارات الطاقة الجديدة ركيزة مهمة في سوق الشرق الأوسط.
وقال دينغ لونغ، الأستاذ بمعهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية: "لقد أتاح ذلك فرصا هائلة لسيارات الطاقة الجديدة المطورة ذاتيا للصين في دول الشرق الأوسط"، مضيفا أن التكنولوجيا المتقدمة والأداء المستقر والأسعار العادلة يمكن أن تحظى بإقبال المستهلكين المحليين.
وفي معرض للسيارات الكهربائية والهجينة أُقيم في لبنان في وقت سابق من هذا الشهر، كان حوالي ثلث العلامات التجارية المعروضة من الصين. وأعرب بائعو السيارات المحليون عن تفاؤلهم بشأن السيارات الصينية، متوقعين أن تستحوذ العلامات التجارية الصينية على أكبر حصة من سوق السيارات في لبنان خلال السنوات المقبلة.
وحول ذلك قال ليو: "تسعى العديد من شركات السيارات أيضا إلى تعزيز التعاون التكنولوجي مع دول الشرق الأوسط، الأمر الذي لا يخلق فرص عمل للسكان المحليين فحسب، بل يساعد أيضا في تحسين مستوى صناعة السيارات في هذه البلدان".■