مقالة خاصة: ماذا على المحك في أول جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية التركية؟
أنقرة 27 مايو 2023 (شينخوا) مع اقتراب الرئاسة التركية من معركة النهاية في غضون 24 ساعة، يستعد ملايين الأتراك للإدلاء بأصواتهم الحاسمة للاختيار بين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، الذي شهد حكمه طويل الأمد تعاظم الدور الإقليمي للبلاد، ومرشح المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو، الذي تركز حملته على إصلاح الاقتصاد.
وخرج أردوغان (69 عاما) متقدما بشكل واضح في الجولة الأولى من الانتخابات يوم 14 مايو، وحصل على 49.52 في المائة من الأصوات، أي نصف نقطة مئوية كانت تفصله عن الفوز المباشر.
وحصل كيليتشدار أوغلو، 74 عاما، الذي يمثل تحالفا من 6 أحزاب سياسية ذات آراء سياسية متباينة، على 44.88 في المائة، لتجرى أول جولة إعادة في تاريخ الرئاسيات التركية.
ويحق لأكثر من 64 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم لانتخاب رئيس لمدة 5 سنوات من إجمالي سكان الدولة البالغ عددهم 85 مليون نسمة. ومن سيحصل على أكثر من 50 بالمائة من الأصوات اليوم (الأحد) سيفوز بمنصب الرئيس.
وأردوغان هو أطول زعيم في تركيا بقاء في السلطة، حيث خدم رئيسا للوزراء من عام 2003 حتى عام 2014 قبل أن يتم انتخابه رئيسا.
وكان حزبه "العدالة والتنمية" الحاكم قد فاز للتو بالأغلبية في البرلمان بمساعدة شريكه القومي حزب الحركة القومية.
وحصل أردوغان على دعم قوي من الناخبين، وفي ظل وجود أغلبية مريحة في البرلمان، فقد يتمتع بميزة نفسية في جولة الإعادة.
كما توجد نقطة أخرى في صالحه وهي التأييد الذي حصل عليه من سنان أوغان، السياسي القومي، الذي حل في المرتبة الثالثة في الجولة الأولى من الانتخابات بنسبة 5.17 بالمائة من الأصوات.
في الوقت نفسه، وعد كيليتشدار أوغلو بالعودة إلى السياسات الاقتصادية التقليدية بعيدا عن أسلوب أردوغان غير التقليدي لترويض التضخم المرتفع بخفض أسعار الفائدة.
كما أنه يفضل سياسة خارجية أكثر قربا من الغرب من أردوغان الذي أقام علاقات وثيقة مع روسيا على الرغم من انتقادات حلفائه في الناتو.
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة كوندا لاستطلاعات الرأي ونُشرت نتائجه يوم الخميس تقدم أردوغان على كيليتشدار أوغلو بنسبة 52.7 في المائة و47.3 بالمائة على الترتيب.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن الملايين يرون أردوغان زعيما على الرغم من المشاكل الاقتصادية الحالية وأزمة الغلاء التي تعاني منها البلاد.
وقال باكي أصلان، موظف في متجر للبقالة في حي بيرليك بالعاصمة أنقرة، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "يمكننا إدارة التحديات الاقتصادية، وسنتغلب على المشاكل، لكن بدون أردوغان، سيكون استقلال أمتنا على المحك".
وشدد أردوغان خلال حملته الانتخابية على ضرورة وجود قيادة قوية للحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها في منطقة مضطربة.
في غضون ذلك، قال بعض الاقتصاديين إن مشاكل تركيا المالية قد تزداد في حالة إعادة انتخاب أردوغان، متنبئين بمزيد من التقلبات للعملة التركية الليرة التي فقدت بالفعل أكثر من 70 بالمائة من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية عام 2022.
وكتب الخبير الاقتصادي علاء الدين أكتاس في عموده في صحيفة ((إيكونوميم)) التركية اليومية على الإنترنت في وقت سابق من هذا الشهر: "بعد 28 مايو، لن يكون من الممكن احتواء ارتفاع الدولار مقابل الليرة، يجب أن نستعد لمزيد من الاضطرابات".
وقال إن الدين الخارجي السنوي العام والخاص لتركيا ارتفع إلى 203 مليارات دولار، محذرا من أن ضعف الليرة سيشكل تحديات إضافية للاقتصاد.
وفي مقطع فيديو نُشر على موقع ((تويتر)) يوم الثلاثاء، دعا كيليتشدار أوغلو الناخبين إلى إنقاذ تركيا من "الخراب الاقتصادي".